متابعات – إيمان أشرف
حين ترتفع أسعار المعيشة يرتفع سعر الدواء، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة، التي يصعب الإستغناء عنها، فأن توقف تلك الأدوية يعني الموت بالبطيء بالنسبة لمرضاها، وما بين جشع الصيدليات واستغلال الأطباء لحوجة المريض، يقع المواطنين في المنتصف لا حول لهم ولا قوة.
بالإضافة أن المؤسسات لا تؤدي دورها كما ينبغى لخدمة المجتمع، بل تلهو في أشياء أقل أهمية من راحة المريض، وذلك ما جعل الشعب يخرج عن صمته ويطالب بتغير المنظومة.
فقد عبر الكثير من المرضى عن استيائهم من مستوى الخدمات المقدمة لهم، فهم يشعرون أنهم لا يستحقون تلك الرعاية وأن وجودهم على كاهل الدولة دون حق، ولذلك سنناقش تلك الشكاوي في السطور القادمة.
سواء من ضعف الإمكانيات، أو بطء الإجراءات، أو غياب الإهتمام الكافي باحتياجاتهم، مما جعلهم يشعرون وكأن العلاج المقدم ليس حقًا لهم، بل منةً يتفضل بها النظام الصحي.
ويقول “أحمد محمود” موظف: «الأدوية المطلوبة مش متوفرة، ومهمه جدًا والأدوية اللي بتتصرف جودتها وحشه وأقل من بره، وبننتظر توفير الدواء فترة كبيرة لحين توفيره في التأمين أو نجيبوا من برا بمبالغ عاليه».
وأوضحت “سارة أيمن” إمرأة مسنه: «كميه الأوراق المطلوبة والحاجات المفروض أن المريض يعملها عشان يعرف ياخد الدوا كتير ومش ميسرة، المفروض أن دا مريض يعني الورق يخلص بسهولة أكتر من كده خصوصًا لو كان كبير في السن».
واستكملت حديثها: «ده غير إن معظم الإشاعات والتحليل بايظة وبتطلع النواتج غلط وبناءً عليه التشخيص بيبقى غلط والمريض اللي بيدفع التمن».
وأضافت «وكمان الأشعة المهمه مش توفره والمرضى بيلجؤون أنهم يعملوها بره بمبالغ عاليه، اي نعم الدولة بتدفع ليهم بس ساعات الدولة مش بتدفع المبلغ كله، لو التحليل أو الاشعه غاليه بتدفع جزء منه».
قالت “سمر أحمد” مريضة سرطان: «كنت أذهب لمستشفى التأمين الصحي لاستئصال الورم، وكنت أخرج من الساعة 7 صباحًا، لانتظر الطبيب، وبرغم خروجي في معاد مبكرًا، إلا أنني لم أهرب من الوقوف في طابور الإنتظار».
مشيرة إلى: «بالرغم من معاناة أصحاب الأمراض الخبيثة إلى أن يزيد الأطباء من معاناتهم، حيث أنني أبحث منذ شهرين على علاح الأورام ولم أجده».
وأشارت “نرمين حسن”: «يوجد الكثير من الأطباء تعامل المرضى أسوء معاملة إذا لم يذهبون للعياده الخاصه قبل الذهاب إلى التامين، التأمين الصحي منظومة فسده بالكامل إلا من رحم ربي».
في ظل اشتداد وطأة المرض على المرضى ومعاناتهم، إلا أن التأمين الصحي لم يكتفي بذلك بل يرهق المواطنين في قوائم الإنتظار، بالإضافة إلى عدم توافر الأدوية المطلوبة، ولكن يتم صرف أدوية أخرى بديلة للدواء الأساسي.
تتسارع وتيرة الشكاوي يومًا بعد يوم، حيث يأمن المواطنين للإستجابة لهم، في محاولة لعوده الثقة والشعور بالأمان من جديد بأن الدولة تستجيب لمطالبهم