إيمان خالد
ماسبيرو هو إسم المبني الضخم على ضفة نيل القاهرة وهو مقر للتلفزيون المصري أقدم التلفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بعد تلفزيون العراق وماسبيرو أيضا هو إسم الشارع الذي يطل عليه هذا المبني.
وقد أطلق عليه هذا إلاسم تيمناً بعالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو (بالفرنسية: Gaston Maspero) والذي شغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية.
تم تشييد المبنى في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقرار منه ببدء البناء في أغسطس عام 1959 م على أن يتم الإنتهاء منه في 21 يوليو 1960م وذلك ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، وتم تخصيص ميزانية البناء حوالي 108 ألفاً من الجنيهات على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع، وبالفعل كان تحديًا أن ينتهي البناء في هذا الوقت القصير، وتم بث الإرسال منه بالفعل في الميعاد المحدد.
مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو يدخل ضمن خطة الدولة لمواجهة المناطق العشوائية وتطوير مناطق القاهرة التاريخية ابتداء من شارع باب الفتوح مدخل شارع المعز لدين الله الفاطمي ومرورا بالمناطق المحيطة بمنطقة القلعة ومناطق عين الصيرة ومجري العيون وروضة السيدة زينب ومنطقة جامع عمرو بن العاص وحتي مناطق وسط القاهرة وميدان التحرير وكورنيش النيل.
ومشروع تطوير منطقة ماسبيرو كان من أصعب مشروعات التطوير التي اقتحمتها الدولة نظراً لطبيعة وخصوصية المكان لكن في ظل وجود دولة قوية وإرادة حقيقية لمواجهة العشوائيات انطلقت فكرة تطوير مربع ماسبيرو ذلك المشروع الذي تعاقبت عليه الحكومات الماضية علي مدار أكثر من 30عاما.
المهندس عمرو خطاب عضو المكتب الفني لوزير الإسكان والمتحدث الرسمي لوزارة الإسكان، قال إن مشروع تطوير ماسبيرو يدخل ضمن خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية وعودة العاصمة لممارسة دورها التاريخي الثقافي والعالمي، وهناك سباق مع الزمن لإنهاء المشروع وفقا للبرنامج الزمني المقرر كما تواصل الشركات عملها من خلال 3 ورديات للالتزام بالبرنامج الزمنية المحددة، مؤكدا أن منطقة مثلث ماسبيرو كان تشكل خطورة داهمة علي المواطنين وبذلت الحكومة فيها تحديات وجهودا كبيرة في أعمال إخلاء المواطنين والمنازل بالمنطقة وكان أهم أسباب نجاح الحكومة في تنفيذ المشروع هو وجود مصداقية للدولة في تنفيذ المشروع وصرف التعويض المادي المناسب وثقة المواطن في الحكومة ورغبتها الجادة في التنفيذ.
وأضاف “خطاب” أن الدولة استجابت لرغبات جميع المواطنين من سكان ماسبيرو فكان هناك 3 بدائل تم طرحها أمام المواطنين أولها العودة واستلام الوحدة بنظام التمليك أو الإيجار التمليكي حسب رغبة المواطن وذلك بعد الإنتهاء من المشروع، وثانيها قيام الدولة بشراء نصيب المواطن بمنطقة ماسبيرو وصرف تعويض مادي مناسب يتصرف به كيفما يشاء، والخيار الثالث تخصيص وحدة لمن يرغب من المواطنين بمنطقة الأسمرات.
وأكد المهندس عمرو خطاب أن أول أبراج سيتم الانتهاء منها هي أبراج السكن البديل والتي تشتمل علي 935 وحدة سكنية كاملة التشطيبات والمرافق والخدمات سيتم تخصيصها للأسر الراغبة في العودة والسكن والإقامة بالمنطقة، بالإضافة إلي عدد من الأبراج الأخري المخصصة للنشاط السكني الاستثماري والفندقى والسياحي والإداري والتي سيتم طرحها للبيع بمعرفة الدولة.
وأشار “خطاب” إلى أنه يتم تنفيذ جميع مرافق المشروع من خلال منظومة ذكية علي طريقة المرافق والبنية التحتية التي يتم تنفيذها بالعاصمة الإدارية الجديدة وسيكون هناك منطقة مركزية تتوسط المشروع لإدارة المرافق والتي تتضمن الكهرباء والمياه والصرف الصحي والإتصالات والغاز.
وحول مراحل ونسب التنفيذ بالمشروع كشف المهندس محمد الغمراوي رئيس جهاز تطوير مثلث ماسبيرو ومجري العيون وممشي أهل مصر أنه تم الانتهاء بنسبة 100%من المرحلة الأولي للمشروع والمعروف باسم “الإسكان البديل”والتي تتضمن تنفيذ 4 أبراج منها برجان بسعة936 وحدة سكنية تم تشطيبها بالكامل للسكان العائدين وبرجين أحدهما إداري عبارة عن بدروم وأرضي تجاري و15طابقا متكرر والآخر استثماري يشمل بدروم جراج وطابقا تجاريا وجراجا علويا و23 طابقا علويا.
وأضاف الغمراوي أنه يتم حالياً تنفيذ أعمال المرافق لتدخل الخدمة مع بدء تخصيص الوحدات للسكان والمقرر بنهاية العام الجاري حيث يتم حاليا تنفيذ أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية للأبراج بالمرحلة الأولى.
وأشار الغمراوي إلي أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن تنفيذ برجين علي شارع الجلاء الرئيسي بمسطح 8400متر أحدهما إداري سكني وآخر فندقي عبارة عن 2جراج تحت الأرض وبوديوم 5 طوابق و16 طابقا لكل برج.
وتصل نسب التنفيذ بهذة المرحلة ل 15% ومن المقرر الانتهاء منها خلال عامين.
وفيما يتعلق بالمشروع الثالث قال رئيس الجهاز، أنه يتم تنفيذها علي كورنيش النيل وتعرف باسم “أبراج ماسبيرو”، وتتضمن إنشاء 3 أبراج علي بوديوم و3طوابق للجراجات و 30 طابقا لكل برج، كما يتم تنفيذ وحدات سكنية وفيلات في الطابقين الأخيرين لكل برج بمساحات مختلفة.
ويضم المشروع 537 وحدة سكنية فيما تصل نسب التنفيذ بالمشروع الثالث 20%، ومن المقرر الانتهاء منه خلال 36 شهرا.
وأضاف الغمراوي أن مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو من المشروعات كثيفة العمالة، حيث يعمل بالمشروع مايقرب من 15ألف عامل بمختلف مراحل التنفيذ بشكل مباشر وغير مباشر، كما يواصل العاملون أعمالهم بالليل والنهار من خلال 3ورديات للالتزام بالبرنامج الزمنية المقررة لإنهاء المشروع.