ريم وائل
دعونا نتعرف على الكثير م تفاصيل حرب أكتوبر المجيدة، في الذكرى ال 48.
كانت حرب أكتوبر وهي “حرب العاشر من رمضان” كما تعرف في مصر، أو حرب “تشرين التحريرية” كما تعرف في سوريا، أو حرب “يوم الغفران وميلخمت يوم كيبور” كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973 وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام)، وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 م الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية، أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء، المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة.
وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
محمد أنور السادات، الرئيس المصري في غرفة العمليات العسكرية، الرئيس السوري حافظ الأسد على الجبهة، الجيش الكويتي في الجولان، دبابة سينتوريون إسرائيلية في سيناء، حطام طائرة سكاي هوك إسرائيلية، عبور القوات المصرية قناة السويس، دبابات عربية استولت عليها اسرائيل وكان كل هذا مع عقارب الساعة.
كانت حرب أكتوبر في تمام 6 – 24 أكتوبر 1973 م / 10 – 28 رمضان 1393 هـ .
حرب أكتوبر من حيث القواد من مصر:
42 لواء جنود متنوع (19 مشاة، 8 ميكانيكي، 10 مدرع، 3 محمول جواً، 1 برمائي، 1 صواريخ)، 1,700 دبابة، 2,000 مدرعة، 10,100 مدفع وقاذف صواريخ متنوع، 400 طائرة حربية، 140 مروحية، 70 طائرة نقل، 95 قطعة بحرية.
سوريا
27 لواء جنود متنوع[2] (12 مشاة، 5 ميكانيكي، 10 مدرع)
110,000 جندي، 1,700 دبابة، 800 مدرعة، 600 مدفع، 321 طائرة حربية، 36 مروحية، 21 قطعة بحرية، 150 كتيبة صواريخ سام، 2500 مدفع مضاد للطائرات.
إسرائيل
36 لواء جنود متنوع[5] (9 مشاة، 6 ميكانيكي، 16 مدرع، 5 محمول جواً)
415,000 جندي، 2,350 دبابة، 3,000 مدرعة، 1,593 مدفع، 600 طائرة حربية، 84 مروحية، 38 قطعة بحرية.
نشبت الحرب في جزيرة سيناء، وهضبة الجولان وكانت النتيجة غير حاسمة على الجبهة المصرية.
توغل الجيش الثالث المصري شرق القناة ومحاصرته، في مقابل توغل الجيش الإسرائيلي غرب القناة ولكن مع فشله في اقتحام مدينتي السويس والإسماعيلية.
توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى التي انسحبت على إثرها القوات الإسرائيلية من غرب القناة إلى شرقها عند ممرات متلا والجدي، واحتفظت القوات المصرية بالخطوط التي وصلت إليها خلال الحرب، فيما قامت بتخفيض عدد قواتها بالشرق، وبقيت منطقة فاصلة بين القوات بين الخطوط الأمامية للطرفين تعمل فيها قوات الطوارئ الدولية.
تفوق إسرائيلي على الجبهة السوريّة:
توغل الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية وتشكيل جيب سعسع بعمق 15 كم.
القادة المصريين: “محمد أنور السادات، أحمد إسماعيل علي، سعد الدين الشاذلي، عبد الغني الجمسي، حسني مبارك، محمد علي فهمي، إبراهيم فؤاد نصار، سعد مأمون، عبد المنعم واصل، عبد المنعم خليل.
القادة السوريين: “حافظ الأسد، مصطفى طلاس، يوسف شكور، ناجي جميل.
قادة إسرائيل: “جولدا مائير، موشيه دايان، دافيد إلعازار، بنجامين تالم، بنيامين بليد، إلياهو زاعيرا، إسحاق حوفي، شموئيل غونين.
نتجت عن هذه الحرب الكثير من الخسائر المادية والمعنوية والأرواح البشرية، وتمثلت خسائر مصر (في 8,528 قتيل من المدنيين والعسكريين 19,549 جريح.
مصر
تدمير 500 دبابة، 120 طائرة حربية، 15 مروحية
سوريا
تدمير 500 دبابة، 117 طائرة حربية، 13 مروحية.
كما تمثلت خسائر اسرائيل على الجبهتين:-
من 8,000 إلى 10,000 قتيل.
20,000 جريح.
تدمير أكثر من 1000 دبابة.
إصابة وأسر عدد آخر من الدبابات.
تدمير من 303 إلى 372 طائرة حربية.
تدمير 25 مروحية.
اللواء باقي زكي يوسف، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لأحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط برليف في سبتمبر عام 1969 والتي تم تنفيذها في حرب أكتوبر عام 1973، ولد باقي يوسف في23 يوليو 1931 وتوفي في 23 يونيو 2018 وكان رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، كما تم تسجيل الفكرة باسمه لحفظ حقوقه المعنوية.
حصل على نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات في فبراير عام 1974 عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 1973، كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس محمد حسني مبارك عام 1984 بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة.
وكان خطاب الرئيس محمد أنور السادات الذي ألقاه بعد 10 أيام م الحرب لم يكن مجرد نص للشعب ولكن كان قوة وتحفيز لهم بهذا النصر العظيم ليثبت قدرته وصناعته لتاريخ باقي بين الحضارات، وكان الخطاب كالتالي:
“بسم الله”
أيها الإخوة والأخوات
كان بودى أن أجىء إليكم قبل الآن ألتقى بكم وبجماهير شعبنا وأمتنا، لكن شاغلى كان، كما بتعلمون وكما تريدون، واثق أنكم تقدرون وتعذرون، ومهما يكن، فلقد كنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معى فى كل رأى، وكنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معى فى كل قرار، كنتم جميعاً معى فيما أخذته على مسئوليتى، تعبيرا عن إرادة أمة، وتعبيرا عن مصير شعب.
ثم وجدت مناسبا أن أجىء إليكم اليوم، أتحدث معكم ومع جماهير شعبنا، ومع شعوب أمتنا العربية، وأمام عالم يهمه ما يجرى على أرضنا، لأنه وثيق الصلة بأخطر قضايا الإنسانية، وهى قضية الحرب والسلام، ذلك لأننا لا نعتبر نضالنا الوطنى والقومى ظاهرة محلية أو إقليمية، لأن المنطقة التى نعيش فيها بدورها الإستراتيجى والحضارى فى القلب من العالم وفى الصميم من حركته، ولأن الحوادث كبيرة، ولأن التطورات متلاحقة، ولأن القرارات مصيرية، فإننى أريد أن أدخل مباشرة فيما أريد أن أتحدث فيه معكم، وسوف أركز على نقطتين، الحرب والسلام.
أولا:
الحرب، لست أظنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه فى أحد عشر يوما، من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام التاريخ.
وربما جاء يوم نجلس فيه معا، لا لكى نتفاخر ونتباهى، لكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا، جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور، وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.
ذلك كله سوف يجىء وقته، وأظنكم توافقوننى على أن لدينا اليوم من المشاغل والمهام ما يستحق أن نكرس له كل وقتنا وجهدنا، وإذا جاز لى أن أتوقف قليلا، وأنا أعلم أن بكم شوقا إلى سماع الكثير، فإنى أقول ما يلى:
أوفيت بعهدى
أولا: فيما يتعلق بنفسى، فلقد حاولت أن أفى بما عاهدت الله وعاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات، بالضبط من هذا اليوم عاهدت الله وعاهدتكم على أن قضية تحرير التراب الوطنى والقومى، هى التكليف الأول الذى حملته ولاء لشعبنا وللأمة.
عاهدت الله وعاهدتكم على أننى لن أدخر جهدا، ولن أتردد دون تضحية مهما كلفتنى، فى سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على رفع إرادتها إلى مستوى أمانيها، ذلك أن اعتقادى دائما كان ولا يزال أن التمنى بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة، يرفض حبى وولائى لهذا الوطن أن نقع فى سرابه أو فى ضبابه.
عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة سنة 1967، كانت استثناء فى تاريخنا وليست قاعدة.
وقد كنت فى هذا أصدر عن إيمان بالتاريخ يستوعب سبعة آلاف سنة من الحضارة، ويستشرف آفاقا أعلم علم اليقين نضال شعبنا وأمتنا لبلوغها وتأكيد قيمها وأحلامها العظمى.
عاهدت الله وعاهدتكم، على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجىء بعده منكسة أو ذليلة، لكن سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة صواريها، وقد تكون مخضبة بالدماء، لكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية فى السماء، وقت أن كانت جباهنا تنفث الدم والألم والمرارة.
عاهدت الله وعاهدتكم، على ألا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة، ولا أتقدم عنها، لا أغامر ولا أتلكأ.
وكانت الحسابات مضنية، والمسئولية فادحة، لكننى أدركت – كما قلت لكم – وللأمة مرارا وتكرارا، أن ذلك قدرى وأننى حملته على يدى، عاهدت الله وعاهدتكم وحاولت مخلصا أن أفى بالوعد، ملتمسا عون الله وطالبا ثقتكم وثقة الأمة وإنى لأحمد الله.
إرادة الأمة
ثانيا: لقد كان كل شىء منوطا بإرادة الأمة، حجم هذه الإرادة، وعمق هذه الإرادة، وما كنا لنستطيع شيئا، وما كان أحد ليستطيع شيئا، لو لم يكن هذا الشعب ولو لم تكن هذه الأمة.
لقد كان الليل طويلا وثقيلا، لكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدا بطلوع الفجر، وإنى لأقول بغير ادعاء: إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا، وإنما كانت كبوة عارضة، وإن حركتها لم تكن فوران، وإنما كانت ارتفاعا شاهقا.
لقد أعطى شعبنا جهدا غير محدود، وقدم شعبنا تضحيات غير محدودة، وأظهر شعبنا وعيا غير محدود.
وأهم من ذلك كله، أهم من الجهد والتضحيات والوعى، فإن الشعب احتفظ بإيمانه غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة وبين الهزيمة، ولقد كنت أحس بذلك من أول يوم تحملت فيه مسئوليتى، وقبلت – راضيا – بما شاء الله أن يضعه على كاهلى، كنت أعرف أن إيمان الشعب هو القاعدة، وإذا كانت القاعدة سليمة، فإن كل ما ضاع يمكن تعويضه، وكل ما تراجعنا عنه نستطيع الانطلاق إليه مرة أخرى، وبرغم ظواهر عديدة، بعضها طبيعى وبعضها مصطنع من تأثير حرب نفسية وجهت إلينا، فقد كان سـؤالى لنفسى ولغيرى فى كل يوم يمر: هل القاعدة سليمة؟ وكنت واثقا أنه ليس فى قدرة أية حرب نفسية – مهما كانت ضراوتها – أن تمس صلابة هذه القاعدة، وما دامت القاعدة بخير، فإن كل شىء بخير، وغير ذلك لن يكون إلا زوبعة فى فنجان، كما يقولون، لست أنكر أننا واجهنا، كما يقولون، مصاعب حقيقية، مصاعب فى الخدمات، مصاعب فى التموين، مصاعب فى الإنتاج، مصاعب فى العمل السياسى أيضا، وكنت أعرف الحقيقة، لكننى لم أكن فى موقف يسمح لى بشرح هذا.
كنت أعرف أننا نحاول أن نجعل الحياة مقبولة للناس، وفى نفس الوقت، فإن علينا أن نحتاط لما هو منتظر، وكنت واثقا أنه سوف يجىء يوم تظهر فيه الحقيقة لغيرى، كما كانت ظاهرة لى، وحين تظهر الحقيقة، فإن الناس سوف يعرفون وسوف يقدرون، وأحمد الله.
تمزق الضمير
ثالثا: ولقد كانت هناك إشارات واضحة إلى وجود تمزق فى ضمير الأمة العربية كلها، وكنت أرى ذلك طبيعيا لأسباب اجتماعية وفكرية زادت عليها مرارة النكسة، كان هناك من يسألوننى ويسألون أنفسهم: هل تستطيع الأمة، أن تواجه امتحانها الرهيب وهى على هذه الحالة من التمزق فى ضميرها؟
وكنت أقول: إن هذا التمزق، فضلا عن أسبابه الطبية، يعكس تناقضا بين الواقع والأمل، وليس فى ذلك ما يفيد، بل كنت أعتقد أنه ليس هناك شفاء لضمير الأمة ولا راحة له إلا عندما تواجه الأمة لحظات التحدى، ولم أكن فى بعض الأوقات على استعداد فى الدخول فى مناقشات عقيمة، هل تعالج التمزق قبل مواجهة التحدى أو تقبل التحدى برغم وجود إشارات إلى التمزق – وكان رأيى أن الأمم لا تستطيع أن تكشف نفسها أو جوهرها إلا من خلال ممارسة الصراع.
وبمقدار ما يكون التحدى كبيرا بمقدار ما تكون يقظة الأمة واكتشافها لقدراتها كبيرا، لست أنكر وجود خلافات اجتماعية وفكرية، فذلك مسار حركة التاريخ، لكننى فى نفس الوقت كنت أعرف أن الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى، فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح، لا يقبل الشك، كنت مؤمنا بسلامة وصلابة دعوة القومية العربية، وكنت مدركا للتفاعلات المختلفة التى تحرك مسيرة أمة واحدة، لكننى كنت واثقا من أن وحدة العمل سوف تفرض نفسها على كل القوى وعلى كل الأطراف، وعلى كل التيارات، لأنها كلها سوف تعى أن هذا الظرف ليس مباراة بين الاجتهادات، وإنما هو صراع بين الفناء والبقاء لأمة بأسرها.
سجل باهر لقواتنا
رابعا: لقد كنت أعرف جوهر قواتنا المسلحة، ولم يكن حديثى عنها رجما بالغيب، ولا تكهنا، لقد خرجت من صفوف هذه القوات المسلحة وعشت بنفسى تقاليدها، وتشرفت بالخدمة فى صفوفها وتحت ألويتها.
إن سجل هذه القوات كان باهرا، لكن أعداءنا، الاستعمار القديم والجديد والصهيونية العالمية، ركزت ضد هذا السجل تركيزا مخيفا، لأنها أرادت أن تشكك الأمة فى درعها وفى سيفها، ولم يكن يخامرنى شك فى أن هذه القوات المسلحة كانت من ضحايا نكسة 67، ولم تكن أبدا من أسبابها.
كان فى استطاعة هذه القوات سنة 67، أن تحارب بنفس البسالة والصلابة التى تحارب بها اليوم، لو أن قيادتها العسكرية فى ذلك الوقت لم تفقد أعصابها بعد ضربة الطيران التى ضرب منها، عبد الناصر أو لو أن تلك القيادة لم تصدر بعد ذلك قرارا بالانسحاب العام من سيناء بدون علم عبد الناصر أيضا.
إن هذه القوات لم تعط الفرصة لتحارب، دفاعا عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه، لم يهزمها عدوها، لكن أرهقتها الظروف التى لم تعطها الفرصة لتقاتل.
ولقد شاركت مع جمال عبد الناصر فى عملية إعادة بناء القوات المسلحة ثم شاءت لى الأقدار أن أتحمل مسئولية استكمال البناء ومسئولية القيادة العليا.
معجزة بكل المقاييس
إن القوات المسلحة المصرية، قامت بمعجزة على أى مقياس عسكرى. لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كله تدريبا وسلاحا بل وعلما واقتدارا.
وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره فإنها أثبتت نفسها.
إن هذه القوات أخذت فى يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادأة، وحققت مفاجأة العدو، وأفقدته توازنه بحركتها السريعة.
ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكرى، سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73، حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه، كما قلت فى ست ساعات.
لقد كانت المخاطرة كبيرة، وكانت التضحيات عظيمة، لكن النتائج المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة. فقد العدو المتغطرس توازنه وإلى هذه اللحظة.
استعادت الأمة الجريحة شرفها، فغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط.
ثقة مطلقة بقواتنا
وإذا كنا نقول ذلك اعتزازا وبعض الاعتزاز إيمان، فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا، وباسم هذا الشعب، وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة، ثقتنا فى قيادتنا التى خططت، وثقتنا فى ضباطها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم، ثقتنا فى إيمان هذه القوات المسلحة وثقتنا فى عملها.
ثقتنا فى سلاح هذه القوات المسلحة، وثقتنا فى قدرتها على استيعاب هذا السلاح.
أقول باختصار إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن، ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف.
أشرف الأصدقاء
أريد من هنا أن أشد انتباه حضراتكم معى إلى الجبهة الشمالية، حيث يحارب الجيش السورى العظيم معركة من أمجد معارك الأمة العربية تحت القيادة المخلصة والحازمة للأخ الرئيس حافظ الأسد.
وأريد أن أقول لإخوتنا فى الجبهة الشمالية، إنكم عاهدتم وكنتم الأوفياء للعهد، وصادقتكم وكنتم أشرف الأصدقاء، وقاتلتم وكنتم أشجع المقاتلين.
إنكم حاربتم حرب رجال وصمدتم صمود أبطال، ولم يكن فى مقدورنا أن نجد رفقة سلاح أكثر مدعاة للطمأنينة والفخر من هذه الرفقة التى تشرفنا بالقتال فيها معكم ضد عدو واحد لنا هو عدو أمتنا العربية كلها.
لقد كنا معا طلائع المعركة، تحملنا معا ضراوتها، ودفعنا معا أفدح تكاليفها من دمائنا ومن مواردنا، ولسوف نواصل القتال، ولسوف نتحدى الخطر، ولسوف نواصل مع أخوة لنا تنادوا إلى الساحة صادقين مخلصين.
سوف نواصل جميعا دفع ضريبة العرق والدم حتى نصل إلى هدف نرضاه لأنفسنا وترضاه أمتنا لنضالها فى هذه المرحلة الخطيرة من مراحله المتصلة والمستمرة.
حاربنا للسلام
أيها الإخوة والأخوات..
كان ذلك عن الحرب، والآن ماذا عن السلام، عندما نتحدث عن السلام، فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى كما لابد لغيرنا أن يتناسى حقيقة الأسباب التى من أجلها كانت الحرب، وقد تأذنون لى أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم.
أولا: إننا حاربنا من أجل السلام، حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى لا يستحق وقفة سلام، وهو السلام القائم على العدل. إن عدونا يتحدث أحيانا عن السلام، لكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل.
إن دافيد بن جوريون هو الذى صاغ لإسرائيل نظرية فرض السلام.
والسلام لا يفرض والحديث عن فرض السلام معناه التهديد بشن الحرب أو شنها فعلا. والخطأ الكبير الذى وقع فيه عدونا أنه تصور أن قوة الإرهاب تستطيع ضمان الأمن. ولقد ثبت عمليا اليوم وفى ميدان القتال عقم هذه النظرية، ثبت أنها إذا صلحت بضعف الآخرين فى يوم، فإنها لا تصلح إذا ما استجمع هؤلاء قوتهم فى كل يوم.
ولست أعرف كيف كان لدافيد بن جوريون أن يفكر، لو أنه كان فى مركز القيادة فى إسرائيل اليوم. هل كان فى استطاعته أن يفهم طبيعة التاريخ، أم إنه كان سيظل كما نرى قيادة إسرائيل اليوم فى موقف معاد للتاريخ.
السلام لا يفرض
إن السلام لا يفرض، وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم، السلام بالعدل وحده، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن فى الطغيان، ومهما زين له غرور القوة أو حماقة القوة ذلك الغرور وتلك الحماقة اللتان تمادى فيهما عدونا، ليس فقط خلال السنوات الست الأخيرة، بل خلال السنوات الخمس والعشرين، أى منذ قامت الدولة الصهيونية باغتصاب فلسطين. سأل قادة إسرائيل اليوم أين ذهبت نظرية الأمن الإسرائيلى التى حاولوا إقامتها بالعنف تارة، وبالجبروت تارة أخرى طوال خمس وعشرين سنة.
لقد انكسرت وتحطمت. “تصفيق حاد”، قواتنا العسكرية وها هم فى حرب طويلة ممتدة وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون، وها هم عمقهم معرض إذا تصوروا أن فى استطاعتهم تخويفنا بتهديد العمق العربى، وربما أضيف لكى يسمعوا فى إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون.
صواريخنا مستعدة للعمق
إن صواريخنا المصرية العربية، عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها مستعدة للانطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق فى إسرائيل.
ولقد كان فى وسعنا منذ الدقيقة الأولى لمعركة أن نعطى الإشارة، ونصدر الأمر خصوصا وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهما بأكثر مما يقدرون على تحمل تبعاته. لكننا ندرك مسئولية استعمال أنواع معينة من السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها وإن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوما ومازلت أقوله العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق.
ثانيا: إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا، إنما حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين اثنين.
الأول: استعادة أراضينا المحتلة بعد سنة 67.
الثانى: إيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.
هذه هى أهدافنا من قبول مخاطر القتال. ولقد قبلناها ردا على استفزازات لا تحتمل ولا تطاق. ولم نكن البادئين وإنما كنا فيها ندافع عن أنفسنا وعن أرضنا وعن حقنا فى الحرية وفى الحياة.
حرب ضد العدوان
إن حربنا لم تكن من أجل العدوان، لكن ضد العدوان، ولم نكن فى حربنا خارجين على القيم ولا القوانين التى ارتضاها مجتمع الدول لنفسه وسجلها فى ميثاق الأمم المتحدة الذى كتبته الشعوب الحرة بدمائها بعد انتصارها على الفاشية والنازية. بل لعلنا أن نقول إن حربنا هى شرارة للحرب الإنسانية ضد الفاشية والنازية. ذلك لأن الصهيونية بدعاويها العنصرية وبمنطق التوسع بالبطش ليست إلا تكرارا هزيلا للفاشية والنازية يثير الازدراء ولا يثير الخوف ويبعث على الاحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية.
إننا فى حربنا كنا نتصرف وفق نص وروح ميثاق الأمم المتحدة وليس مجافاة للروح ولا للنص.
وإلى جانب الميثاق نفسه فلقد كنا نتصرف تقديرا واحتراما لقرارات المنظمة الدولية، سواء على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أم على مستوى مجلس الأمن.
أيها الإخوة والأخوات..
لقد شهد العالم كله لنا بالحق وأشاد بشجاعتنا دفاعا عن هذا الحق.
أدرك العالم أننا لسنا البادئين بالعدوان، لكننا المبادرون بواجب الدفاع عن النفس.
لسنا ضد قيم وقوانين المجتمع الدولى، لكننا مع قيم وقوانين مجتمع الدول.
لسنا مغامرى حرب، وإنما نحن طلاب سلام. أدرك العالم ذلك كله، وكان يتعاطف من قبل ذلك مع قضيتنا.
واليوم زاد على تعاطفه معنا احترامه لتصميمنا على الدفاع عن هذه القضية.
ولقد كنا نطمئن بعطف العالم ونحن الآن نعتز باحترامه.
وأقول لكم بصدق وأمانة إننى أفضل احترام العالم ولو بغير عطف على عطف العالم إذا كان بغير احترام، وأحمد الله.
موقف الولايات المتحدة
أيها الإخوة والأخوات..
إن دولة واحدة اختلفت مع العالم كله ولم تختلف معنا فقط، إنما مع العالم كله كما قلت.
هذه الدولة هى الولايات المتحدة. لقد فوجئت كما تدعى بأننا حاولنا رد العدوان، ولسنا نفهم كيف ولماذا فوجئت. هذه الدولة لم تكتف كما تقول إنها فوجئت إنما أفاقت من المفاجأة دون أن تعود إلى الصواب. ومن المؤسف والمحزن أن يكون هذا موقف واحدة من القوى الأعظم فى هذا العالم. لقد كنا نتوقع أو ربما نتمنى ضد الشواهد والتجارب كلها أن تفيق الولايات المتحدة الأمريكية من المفاجأة إلى الصواب. لكن ذلك لم يحدث.
ورأينا الولايات المتحدة تخرج من المفاجأة إلى المناورة. أن عرضها الأول هو وقف القتال والعودة إلى خطوط ما قبل ستة أكتوبر. وكان يمكن أن نغضب من هذا المنطق غير المعقول، لكننا لم نغضب لأننا نثق فى أنفسنا من ناحية، ومن ناحية أخرى لأننا بالفعل نريد أن نسهم فى سلام العالم.
إن العالم يدخل فى عصر من الوفاق بين القوتين الأعظم. ونحن لا نعارض سياسة الوفاق. كان لنا تحفظ واحد عليه ومازال تحفظنا قائما، إذا كنا نريد أن يدخل العالم بعد استحالة الحرب العالمية لعصر من السلام، فإن السلام له معنى واحد، هو أن تشعر كل شعوب الأرض أنه سلام لها وليس سلاما مفروضا عليها.
وإنى لأقول أمام حضراتكم وعلى مسمع من العالم، نحن نريد أن تنجح، وأن تتدعم سياسة الوفاق، ونحن على استعداد للإسهام فى إنجاحها وتدعيمها، لكننا نرى وبحق أن ذلك لا يمكن أن يحدث بينما العدوان قائم ضد أمة عربية بأسرها تقع فى قلب العالم إستراتيجيا، وتملك أهم ثرواته الاقتصادية.
إن أى نسيان لهذه الحقيقة البديهية، ليس تجاهلا فحسب، إنما هو إهانة لا نرتضيها لأنفسنا ولا للعالم الذى يعرف أهمية وقيمة هذه المنطقة التى نعيش فيها وعليه أن يعرف الآن، أن هذه المنطقة قادرة على أن تمنح وأن تمنع.
إلى أين وإلى متى؟
أيها الإخوة والأخوات..
إن الولايات المتحدة بعد المناورة التى رفضنا مجرد مناقشتها، خصوصًا بعد أن فتحنا طريق الحق بقوة السلام اندفعت إلى سياسة لا نستطيع أن نسكت عليها، أو أن نسكت عليها أمتنا العربية، ذلك أنها أقامت جسرا سريعا تنقل به المعونات والمساعدات العسكرية لإسرائيل.
لم يكف الولايات المتحدة أن سلاحها هو الذى مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمى فى أزمة الشرق الأوسط، فإذا هى الآن تتورط فيما هو أفدح، وفيما هو أخطر فى عواقبه، بينما نحن نقاتل العدوان، بينما نحن نحاول إزاحة كابوسه عن أراضينا المحتلة، إذا هى تسارع إلى العدوان أن تعوضه عما خسر وتزوده بما لم يكن لديه.
إن الولايات المتحدة تقيم جسرا جويا وبحريا تتدفق منه على إسرائيل دبابات جديدة وطائرات جديدة ومدافع جديدة وصواريخ جديدة، وإلكترونيات جديدة، ونحن نقول لهم إن هذا لن يخيفنا.
نحن نقول لهم إن هذا لن يخيفنا، لكن عليكم وعلينا قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة أن نسأله.. إلى أين؟ وإلى متى؟.. إلى أين؟ ونحن خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل، إلىأين؟ ومصالحكم كلها عندنا وليست فى إسرائيل…
إلى أين وإلى متى؟
رسالة إلى نيكسون
أيها الإخوة والأخوات، لقد لفكرت أن أبعث إلى الرئيس ريتشارد نيكسون بخطاب نحدد فيه موقفنا بوضوح، لكننى ترددت خشية إساءة التفكير،لذلك فإننى قررت أن أستعيض عن ذلك بتوجيه كلمة مفتوحة إليه من هنا، رسالة لايمليها الخوف، لكن تمليها الثقة، رسالة لا تصدر عن ضعف، لكن تصدر عن رغبة حقيقية فى صون السلام ودعم الوفاق.
أريد أن أقول له بوضوح إن مطلبنا فى الحرب معروف لا حاجة بنا لإعادته، وإذا كنتم تريدون معرفة مطلبنا فى السلام، فإليكم مشروعنا للسلام.
أولا: إننا قاتلنا وسوف نقاتل لتحرير أراضينا التى أمسك بها الاحتلال سنة 67، ولإيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، ونحن فى هذا نقبل التزامنا بقرارات الأمم المتحدة ، الجمعية العامة، ومجلس الأمن.
ثانيا: إننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضى المحتلة فورا، وتحت إشراف دولى إلى خطوط ما قبل يونيو 67.
ثالثا: إننا على استعداد فور إتمام الانسحاب من كل هذه الأراضى أن محضر مؤتمر سلام دولى فى الأمم المتحدة، سوف أحاول جهدى أن أقنع به رفاقى من القادة العرب المسئولين مباشرة عن إدارة صراعنا مع العدو، كما أننى سوف أحاول جهدى أن أقنع به ممثلى الشعب الفلسطينى، وذلك لكى يشارك معنا ومع مجتمع الدول، فى وضع قواعد وضوابط لسلام فى المنطقة يقوم على احترام الحقوق المشروعة لكل شعوب المنطقة.
رابعا: إننا على استعداد هذه الساعة، بل هذه الدقيقة أن نبدأ فى تطهير قناة السويس وفتحها أمام الملاحة العالمية، لكى تعود إلى أداء دورها لرخاء العالم وازدهاره، ولقد أصدرت الأمر بالفعل إلى رئيس هيئة قناة السويس بالبدء فى هذه العملية غداة إتمام تحرير الضفة الشرقية للقناة، وقد بدأت بالفعل مقدمات الاستعداد لهذه المهمة.
خامسا: إننا لسنا على استعداد فى هذا كله لقبول وعود مبهمة أوعبارات مطاطة تقل كل تفسير وكل تأويل، وتستنزف الوقت فيما لا جدوى فيه وتعيد قضيتنا إلى جمود لم نعد به مهما كانت الأسباب لدى غيرنا أوالتضحيات بالنسبة لنا.
ما نريده الآن هو الوضوح، الوضوح فى الغايات والوضوح فى الوسائل.
نواجه هذه الساعات بخشوع الصادقين مع الله ومع أنفسهم، ومع أمنهم ومع إنسانيتهم.
هذه ساعات تدور فيها معارك أكبر مما دار بالأسلحة التقليدية حتى فى حروب العمالقة، هذه ساعات تتقرر فيها مصائر، وتتحدد فيها علاقات، تتحدد فيها علاقات سوف تفرض نفسها بالحق.
هذه ساعات يتقدم فيها أبطال، وهذه ساعات يسقط بل يرتفع فيها شهداء.
هذه ساعات حافلة بمشاعر متباينة تمتزج فيها صيحة الفرح بمشاعر عميقة أخرى. ذلك أننا منا ومازلنا نريد الحق ولا نريد الحرب.
لكننا كنا ولا نزال نريد الحق حتى إذا فرضت علينا الحرب.
وحين كانت نشوة الانتصار تملأ كل القلوب، فإننى كنت فيما بين نفسى وبين ربى أعرف مدى العناء الإنسانى الذى ندفعه فى سبيل النصر.
ولقد كنت أتتبع أنباء انتصاراتنا فى خشوع لأننى أعرف الحرب.
ولقد كان أعز القائلين هو الذى علمنا “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”.
أيها الإخوة والأخوات..
هذه ساعات نعرف فيها أنفسنا ونعرف فيها الأصدقاء ونعرف فيها الأعداء.
ولقد كنا نعرف عدونا دائما، ولقد عرفنا أنفسنا، ولقد عرفنا أصدقاءنا، وكانوا بأصدق وأخلص ما نطلب من أصدقاء، ولسنا نريد أن نزيد فى أعدائنا، بل إننا لنوجه الكلمة بعد الكلمة والتنبيه بعد التنبيه والتحذير بعد التحذير، لكى نعطى للجميع فرصة يراجعون ولعلهم يتراجعون.
لكننا بعون الله قادرون بعد الكلمة وبعد التنبيه وبعد التحذير أن نوجه الضربة بعد الضربة، ولسوف نعرف متى، وأين وكيف، إذا أرادوا التصاعد بما يفعلون.
إن الأمة العربية كلها – واسمح لنفسى أن أعبر عنها – لن تنسى مواقف هذه الساعات.
إن الأمة العربية لن تنسى أصدقاء هذه الساعات الذين يقفون معها، ولن تنسى أعداء هذه الساعات الذين يقفون مع عدوها.
ربنا كن لنا عونا وهدى، ربنا وبارك لنا فى شعبنا وفى أمتنا.
ربنا إنك وعدت ووعدك الحق: “إن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم”، والسلام عليكم ورحمة الله”.