ناديه ديهوم
أحدث الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر حالة واسعة من الجدل على الساحة العالمية والأفريقية حيث فتحت وسائل الإعلام أبواب النيران على الشركات الفرنسية يتهمونها بالاستعمار الاقتصادي في النيجر مما تسبب في حالة من الفقر الشديد و العوز حتى أصبحت في قائمة الدول الأكثر احتياج لمدة نصف قرن.
تعتبر مدينة”أرليت” الصناعية الواقعة في منطقة أيغدز شمالي النيجر، مهد أنفس معادن النيجر “اليورانيوم”، الذي لم ينعكس وجود مناجمه على المنطقة وسكانها الذين يعدون من أفقر سكان غرب إفريقيا وأكثرهم عوزا، حتى أطلقت عليهم بعض وسائل الإعلام لقب “أيتام أرليت” أو “أيتام اليورانيوم”.
تقوم الشركات الفرنسية باستغلال ثروات النيجر حيث تربع هذه الشركات المليارات سنويًا و رغم ذلك ما زالت النيجر تحت خط الفقر وسكانها يفتقدون أدنى مقومات الحياة، حيث لم توفر هذه الشركات العاملة في التنقيب أي خدمات أو بنيات تحتية.
مدينة أرليت النيجرية
شهدت مدينة أرليت اهتمامًا واسعًا بسبب ثروتها في اليورانيوم، وبحسب الأرقام الرسمية للرابطة النووية العالمية، زودت أرليت دول التكتل الأوروبي بنحو 25 بالمئة من إمدادات اليورانيوم، وأنتجت عام 2022 نحو 5 بالمئة من التعدين العالمي، وكانت محط اهتمام الرئيس العراقي السابق صدام حسين فيما يذكر قبل الحرب في العراق عام 2003.
تخضع المدينة لشركة “أورانو” الفرنسية مع قرينتها “سومير” المملوكة للنيجر لممارسة أنشطة استخراج واستكشاف اليورانيوم في البلاد، وتقع معظم المناجم والمواقع بالقرب من مدينة أرليت، في عدة مناجم أبرزها، منجم “أكوتا لليورانيوم”، غرب أرليت الذي ينتج نحو 75 ألف طن من اليورانيوم منذ عام 1978 قبل أن يتم إغلاقه في مارس عام 2021 بسبب نفاذ احتياطاته من الخام.