تقرير – سوزان الجمال
يلجأ العديد من الناس لتناول المسكنات التي تساعد في تخفيف الألم والالتهابات، ولكن يجب الإنتباه إلى أضرار الإفراط في تناول المسكنات، فتساعد المسكنات التي يتم تناولها دون وصف الطبيب في تخفيف الآلام الناتجة عن العدوى والالتهابات التي تصيب الجسم، ولكنها في نفس الوقت يمكن أن تسبب أضرار صحية في حالة الإفراط في تناولها، فيما يأتي أبرز أضرار الإفراط في تناول المسكنات هذه.
وحذرت هيئة الدواء المصرية من خطورة الإفراط في تناول المسكنات، لما تسببه من أضرار صحية بالغة، ومنها تدهور وظائف الكلى، وأهابت الهيئة بالمواطنين ضرورة إستخدام المسكنات، كما هو موصوف من قبل الطبيب المعالج، وبأقل جرعة ممكنة، وأقصر فترة زمنية ممكنة، مع ضرورة استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناولها.
كما حذرت أيضاً من استخدام المسكنات، التي لا تستلزم وصفة طبية لمدة أكثر من 10 أيام لتخفيف الألم، أو لمدة 3 أيام للحمى، واستشارة مقدم الرعاية في حال استمرار الألم أو الحمى لمدة أطول.
وكانت الجمعية الألمانية لطب الأعصاب، قد أوضحت في دراسة لها أن تناول مسكنات الصداع وأدوية الصداع النصفي بشكل مفرط يؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث تتفاقم المتاعب ويصبح الصداع أكثر شدة، وقد يصل إلى حالة طبية تعرف باسم “الصداع الناجم عن فرط استخدام الأدوية”.
وتتعدد أضرار الإفراط في تناول المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من أجل صرفها، ومن أشهر أضرارها استنادًا إلى أنواعها الآتي، أضرار حمض أسيتيل ساليسيليك “Acetylsalicylic acid”، ويُعد حمض أسيتيل ساليسيلك أو ما يعرف بالأسبرين من أقدم الأدوية المُسكنة، والمعروفة باسم الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، ويساعد الأسبرين في تخفيف الآلام، ولكن في المقابل يمكن أن يسبب الآتي.
ويمكن أن يسبب الأسبرين مضارًا كثيرة كالإصابة بنزيف المعدة في حالة تناوله لفترة طويلة، مع إن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تسبب مشكلات المعدة من عسر الهضم البسيط إلى تقرحات المعدة، وقد يؤدي تناول الكثير من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلى تلف الكلى.
ويوصي الأطباء بالأسبرين للأشخاص المعرضين للإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، لأنه يمكن أن يمنع تجلط الدم، ولكنه قد يسبب السكتة الدماغية التي تنطوي على نزيف في الدماغ، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيب أثناء تناول هذا الدواء، ويمكن أن يتسبب الأسبرين في مشكلة صحية خطيرة للأطفال تهدد حياتهم، وهي متلازمة راي “Reye’s syndrome”.
أضرار الأسيتامينوفين “Acetaminophen”، يعد الأسيتامينوفين من المسكنات التي يمكن تناولها دون وصف الطبيب، ولا يسبب الأسيتامينوفين مشاكل في المعدة مثل الأسبرين، ولكن الإكثار من تناوله قد يسبب مشاكل صحية أخرى، ومن أهم أضرار الإفراط في تناول المسكنات التي تندرج تحت هذا النوع الآتي.
وفي حالات نادرة جدًا يمكن أن يسبب الأسيتامينوفين ردود فعل تحسسية، وتحتاج إلى استشارة الطبيب على الفور وتشمل، صعوبة في التنفس أو البلع، تورم الوجه، أو الشفتين، أو الحلق، أو اللسان، القشعريرة، الحكة الشديدة، تقشر الجلد أو تقرحه.
وتلف الكبد الشديد يمكن أن يحدث التسمم بالأسيتامينوفين عند الإكثار من تناوله، حيث إن الكبد يقوم بمعالجته وتحويله إلى مادة مختلفة يمكن أن تتلف الكبد، وتشمل أعراض تلف الكبد ما يأتي، اصفرار الجلد وبياض العينين، أو ما يعرف باليرقان، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، الغثيان أو القيء، فقدان الشهية، التعب والإعياء، التعرق الزائد، الجلد الشاحب، كدمات أو نزيف غير طبيعي، البول الداكن، البراز الأسود.
أضرار الأيبوبروفين “Ibuprofen”، يستخدم الأيبوبروفين بشكل شائع لتخفيف أعراض التهاب المفاصل والحمى وأعراض الدورة الشهرية وأنواع أخرى من الألم، ومن الأضرار الشائعة وتشمل الآثار الضارة الأكثر شيوعًا للأيبوبروفين عند الإفراط في تناول المسكنات ما يأتي، الإسهال، الغثيان، التقيؤ، عسر الهضم، ويشمل آلام البطن العلوية والانتفاخ، ألم في المعدة أو الأمعاء.
الأضرار الأقل شيوعاً كما أن هناك بعض الآثار الجانبية الأقل شيوعًا، وهي، الدوخة، احتباس السوائل في الجسم، إرتفاع ضغط الدم، التهاب المعدة، تقرحات في الجهاز الهضمي، تفاقم أعراض الربو، البراز الأسود، في بعض الحالات النادرة، القيء الدموي.
والجدير بالعلم أنه من الممكن أن يؤدي الاستخدام طويل المدى لهذا النوع من المسكنات إلى انخفاض الخصوبة لدى بعض النساء، ولكن غالبًا ما تتوقف هذه المشكلة بعد فترة وجيزة من توقف العلاج، وهذه تعد من أحد أضرار الإفراط في تناول المسكنات المحتملة، استنادًا لهذا النوع من مسكنات الألم المستخدمة.
أضرار النابروكسين “Naproxen”، هو دواء مضاد للالتهابات غير الستيرويدية، ويعمل عن طريق تقليل الهرمونات التي تسبب الالتهاب والألم في الجسم، مثل التهاب المفاصل والأوتار، وكذلك علاج تقلصات الدورة الشهرية.
ويمكن أن يتسبب الإفراط في تناول النابروكسين في رد فعل تحسسي، مما يؤدي إلى طفح جلدي، وصعوبة التنفس، وتورم في الوجه، واللسان أو الحلق.
وقد تشمل الآثار الجانبية الشائعة للنابروكسين ما يأتي، عسر الهضم، وحرقة المعدة، وآلام المعدة،والغثيان، الصداع، والدوخة، والنعاس، كدمات، وحكة، وطفح جلدي، كما يمكن أن يسبب بألم في الصدر أو خدر وتنميل بجانب واحد من الجسم، وفي هذه الحالات يجب التوقف عن تناوله على الفور والاتصال بالطبيب، لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل نزيف المعدة، مشكلات الكبد، مشكلات الكلى، إنخفاض خلايا الدم الحمراء، تفاعلات جلدية شديدة.
وهناك أضرار أخرى قد تحدث عند تناول المسكنات، سنتناول أبرزها، مضاعفة الجرعة عند الإحساس بألم شديد، كسر الحبوب المسكنة غير القابلة للكسر، تناول المسكن على معدة فارغة بلع حبة الدواء بدون الماء أو أية سوائل أخرى.
وقال الدكتور أحمد نصر الدين هندي أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة أسيوط، إن تناول المسكنات لأبد وأن يكون تحت إشراف طبي.
وتحدث الدكتور هندي أن أنواع المسكنات الموجودة هي: “العقاقير أفيونية المفعول، هي مسكنات قوية تقلل من الشعور بالألم، وقد تُعطى للمريض بعد العمليات الجراحية أو لمرضى الأورام، وتشمل العقاقير أفيونية المفعول مثل الترامادول، والمخدرات الموضعية مثل الليدوكايين، وتؤدي المخدرات الموضعية إلى فقدان الشعور بمنطقة معينة من الجسم لمدة زمنية قصيرة”.
وأضاف “هندي”: “مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين وغيرها وهي تقلل النشاط الالتهابي الذي يزيد الألم سوءًا، ومسكنات الألم غير أفيونية المفعول الأخرى مثل الأسيتامينوفين، والكيتامين، الأدوية الأخرى ذات المفعول النفسي التي تستخدام لعلاج الآلام بالذات الآم الاعصاب، وتشمل ميدازولام المضاد للقلق، وأدوية مثل اميتربتين أو فينلافاكسين أو جابابنتين أو البريجابالين المضاد للتشنج”.
وأوضح الطبيب الحاصل على الدكتوارة من جامعة سارالاند في ألمانيا، أن المسكنات من حيث دواعي الاستعمال تنقسم إلى: “مسكنات مورفينية في حالات العمليات الجراحية الشديدة أو الحروق أو عمليات العظام وهي تسبب الإدمان عند الإفراط في استخدامها، مسكنات عادية منها ما يستخدم للعلاج النفسي والعصبي، مسكنات خاصة بالآلام العادية مثل آلام المفاصل وغيرها”.