تقرير – ندى الدهشوري
يمارس جميع الناس أحلام اليقظة، ولكن من دون إغراق فيها. أمّا من يغرقون في أحلام اليقظة، فإنهم يشكون من كثرة السرحان، وعدم تذكر الأشياء، والبطء في إنهاء المهام التي يريدون إنجازها.
أحلام اليقظة هي عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه.
ومن الأسباب التى تؤدي إلى حدوث أحلام اليقظة،وهو الإحباط، وهو فشل الإنسان في الوصول إلى هدف ما، وقـد يعي الإنسان هذا الشعور، وهو الإحباط على مستوى الوعي، وقد لا يعيه، وهو الإحباط على مستوى اللاوعي، وأيضا عدم الثقة بالنفس، يوجد بعض الشباب الذين لا يثقون بأنفسهم وقدراتهم، وقد يكون لذلك أساس موضوعي لدى القلة القليلة منهم، بينما لدى أغلبهم ليس له ما يبرره،فيلجأ إلى تعويض هذا الشعور بالنقص، على مستوى الخيال، فيغرق في أحلام اليقظة.
وفي سياق متصل يتضح أن النتائج المترتبة على احلام اليقظه حيث إن الإغراق في أحلام اليقظة، يعطي الشاب شعور بالرضا عن نفسه، ويجعله يعوض الواقع بالخيال، فيكون كالمدمن سواء بسواء، فالمدمن يلجأ إلى مادة مخدرة ملموسة يتعاطاها للهروب من الواقع، وصاحب أحلام اليقظة يمارس أحلام اليقظة هروباً من الواقع، كذلك. فكلاهما يهرب من واقع مؤلم، إلى خيال متسع، سرعان ما يعود منه إلى الواقع ليجد الواقع وقد أصبح أكثر صعوبة، وكلما تكرر الهروب وطال، كلما أصبح الواقع أكثر إيلاماً.
والجدير بالذكر أن علاج أحلام اليقظة يتوقف على معرفة السبب، وإزالته، والعوامل المؤدية إليها، فالشاب المصاب بالإحباط عليه أن يعرف العوامل، التي أدّت إلى هذا الإحباط، حتى يتخلص من هذا الشعور، الذي عادة يصاحبه الاكتئاب أو بعض أعراضه، ولأن أحلام اليقظة تنشأ عن أسباب نفسية بحتة، فالعلاج نفسي بحت، يهدف إلى اكتشاف الأسباب، ومساعدة الشاب على تجاوزها، هذا إذا لزم الأمر مساعدته بواسطة أخصائي، الثقة بالنفس اساس العلاج للتخلص من أحلام اليقظة.