تقرير – وفاء العسكري
يؤمن الكثير من الشعوب بالخرافات، وذلك لم يظهر حديثًا، فمنذ القدم ظهرت الكثير من الخرافات، مثل قراءة الأوراق والتنجيم ومعرفة المستقبل، ومن أبرزهم كانت الأرقام المشئومة، وهى أرقام يعتقد البعض أنه يرتبط بحدث معين سئ.
وربما يرتبط بطاقة سلبية، أو تحمل تلك الأرقام معاني سيئة، أو أنها عادات وتقاليد مورثة، أو ربما تشعر وكأنك لا تنجذب لرقم معين، بمعنى أنك لا تختاره في أي موقف، وحتى تشعر وكأن هنالك شئ خطأ عندما تسمع الرقم.
ويعد رقم 13 هو أكثر الخرافات انتشارًا، حيث يتشاءم منه الغرب، ويعتبروه رمز للشر والمواقف السيئة، بسبب كثرة الأحداث المشئومة عندهم، التي وقعت به، ويمكن القول أن أبرز تلك الأحداث، هو العشاء الأخير للمسيح، الذي حضره 13 شخصًا، وينتهي العشاء بخيانة المسيح وصلبه.
ويجلب رقم 13 أيضًا الشؤم، والحظ السيء في معظم دول العالم، حيث يصاب العديد من البشر بمرض نفسي، يدعى “ديكتروفوبيا” يجعلهم غير راغبين بالارتباط بهذا الرقم، سواء كرقم المنزل، أو رقم غرفة الفندق، حيث كان هذا الرقم يستعمل في السحر، وكانت جلسات السحر تتم بجلوس 12 ساحرًا في حلقة واحدة، ويكون العضو رقم 13 هو الشيطان.
ويمكن القول أن ما يرعب المجتمع في الفترة الأخيرة هو رقم 666، والذي يعتبره البعض رقم الشيطان، وبرغم ذلك فهنالك بعض مغنيين الغرب يستعملونه في أغانيهم، وليست الأغاني فقط، فهنالك مغني شهير عند الغرب استعمل ذلك الرقم للتسويق لحذاء من صنعه.
ولم يكتفي بالرقم فقط، بل وضع قطرة دماء حقيقية داخل الحذاء، وأيضًا صنع 666 نسخة فقط وكل حذاء يحمل رقم النسخة، وميز المغني الحذاء رقم 666 عن باقي النسخ المصنوعة، وحادثة السفينة الشهيرة “تايتانك” يعتقدون أن الرقم 6، كان بمثابة رقم اللعنة الذي أحاق بتلك السفينة، حيث تكرر الرقم 6 في الأمور المتعلقة بهذه السفينة.
ولم ينتشر رقم 666 بسبب ذلك فقط، ولكن ظهرت في أحد الفترات على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”، فيديوهات لأشخاص تتصل بالرقم 666، وتزعم أنه رقم الشيطان، وأنهم تحدثوا مع الشيطان أيضًا.
ويتجنب معظم المسيحيين الرقم 666 لأنه يمثل بالنسبة لهم رقم الوحش، الذي ورد في الكتاب المقدس لديهم، كما أن عبدة الشيطان يعتقدون أن هذا الرقم يمثل الشيطان، ولذلك يتخذون من الرقم 666 رمزًا لهم، كنوع من تمجيد الشيطان.
وبعد أحداث 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تتشاءم من الرقم 11، حيث أدت هذا الحادث إلى مقتل أكثر من 3 آلاف إنسان، وتدمير البرجين بالكامل، وليست أمريكا فقط من تتشاءم من ذلك الرقم، ولكن كوريا أيضًا.
ويعتبر في نظام الأرقام والحوادث التي تصادف تكرر الرقم في تاريخ، ووقت الحادث، نجد أن الرقم 11 في كثير من الأوقات هو لعنة، وظهرت نظريات المؤامرة في استخدام الرقم 11، حيث يعتقد البعض أن لهذا الرقم سر أو دور في إغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثون “كينيدي”، ويعتقد البعض أن تكرار الرقم في الساعة، يعتبر مؤشر لحدث سئ.
ونتحدث على رقم مشئوم جديد وهو رقم 4 وذلك لأن لفظ الرقم في اليابانية، يشابه لفظ كلمة الموت، ولذلك يتجنب اليابانيون استعمال هذا الرقم في غرف المستشفيات، أو في الفنادق، ويمتد الخوف من الرقم 4 إلى كلًا من كوريا الجنوبية وتايوان.
كما ينتشر رقم 4 في الصين وفيتنام، ويسمى برهاب الرقم 4، أو ما يعرف باسم “تترافوبيا”، حيث يتجنب السكان ذكره نهائياً خاصة في الأمور الدينية، ويرى البعض أن هذا الرقم يجلب الشؤم، حيث يتم تجنب ذكر أي رقم يتضمن الرقم 4 بما في ذلك أرقام 24 و34 و44.
ويدخل رقم 4233 في المنافسة، ولكن تلك المرة في دولة عربية وهى مصر، حيث ظهر الرقم في أحد المخطوطات المصرية القديمة، وكان يشير إلى مقتل شاب فرعوني في سن المراهقه، ويعتقد أن المصريين القدماء تعاملوا مع هذا الرقم، على أنه مشئوم ويجلب الحظ السئ.
ويعتبر الرقم 48 الرقم الأكثر حزنًا ونحسًا عند العرب، فهو يرمز لهزيمة العرب، واحتلال “فلسطين”، وإقامة الدولة الصهيونية، وليس رقم 48 فقط، وينضم إليه أيضًا رقم 67، الذي يعتبر عام نكسة “حزيران”، وهو العام الذي نشبت فيه حرب بين إسرائيل، وكلًا من مصر وسوريا والأردن، وانتهت بخسارة العرب واحتلال “غزة”، “الصفة الغربية”، “سيناء”، “الجولان”.
وينضم رقم 17 لأكثر الأرقام المشئومة في إيطاليا، حيث تسبب بأزمة، واعتبره الإيطاليون رقمًا يجلب سوء الحظ، وفي الأرقام الرومانية يكتب “XVII”، وإذا غيرت ترتيب الحروف تصبح “VIXI”، التي تعني “حياتي انتهت” في اللغة اللاتينية.
وهنالك بعض الطائرات تتخطى المقعد رقم 17، وعندما يتم بيع سيارة رينو R17 يقولون بدلًا من ذلك R117، ويرفض اللاعبون في إيطاليا، لبس “تي شيرتات” تحمل الرقم 17، أو قيادة مركبة تحمل هذا الرقم، أو العيش في منزل يحمل الرقم 17.
ويمكن القول أن رقم 4 يظهر من جديد في الرقم 40، الذي يعتقد الشعب الروسي أن الأشخاص الذين يموتون، يتجولون حول الأرض 40 يومًا بعد وفاتهم، وفي هذه الفترة يغطون كل مرايا منزل الشخص المتوفى، وأن الشخص الذي يقتل عنكبوت تغفر له 40 خطيئة ارتكبها، لذلك فهو رقم سيئ الحظ للعناكب، ومدة الحداد عند قدماء المصريين 40 يومًا، وهي نفس المدة التي كان تستغرقها عملية تحنيط الميت.
وينضم رقم 42 أيضًا للائحة الأرقام السيئة، ففي اليابان، يعتقد أن رقم 42 يعني الذهاب للموت، لذلك يتجنب اليابانيون اجتماع رقمي 2 و4 في جميع الأحوال، لاعتقادهم بأنه مصدر شؤم خاصة في المستشفيات، كما أنهم يتجنبون السير في شوارع تحمل ذلك الرقم أيضًا.
وينتشر في أفغانستان أن الرقم 39 يعتبر هو رقم التشاؤم، والسبب في ذلك هو أن الرقم 39 معناه بالأفغاني كلمة “morda-gow”، والتي تعني حرفيًا بقرة ميتة، كما أن يرفضون قيادة مركبات التي تحمل رقم 39، خوفًا من حوادث السير، التى ربما يتعرضون لها بسبب هذه الرقم، وحتى في لوحات السيارة، يفضلون عدم وجود هذا الرقم.
ويعتبر الرقم 7 الملقب بـ “الرقم الغامض” جالب للحظ السيئ، في بعض الدول الأوروبية، لأنه يمثل رمزًا للمستذئبين، كما يطلق عليه الشعب الصيني “شهر الشبح”، حيث كان الصينيون يعتقدون أن الاشباح تكثر في هذا الشهر، عن دونه من كل عام، وينظرون إلى أنه يرمز إلى الغضب أو الموت.
ونعلم أن العديد من الثقافات تنظر إلى الرقم 7، كرقم حظ أو رقم يحوي أسرار الله أو الكون، فالرقم 7 هو عدد السموات، وطبقات الأرض، وعدد أيام الأسبوع، وعجائب الدنيا، وألوان الطيف، وعدد البحار، والقارات، والمعادن الرئيسية في الأرض، حتى الطيور تهاجر بسرب يشكل الرقم 7.
وينظر الشعب الهندي للرقم 26 على أنه رقم يجلب الكوارث، حيث أنهم يقولون أن الرقم يذكرهم بزلزال “جوجارات”، الذي وقع في يوم 26 يناير، وزلزال “تسونامي” الذي حدث في يوم 26 ديسمبر، ولذلك ينظر الشعب الهندي، لهذا الرقم على أنه رقم مشئوم، ويجلب الحظ السئ.
وبرغم من أن رقم 9 يرمز إلى الألم والضعف في اليابان، ويتم تجاهله بسبب هذا الأمر في معظم المواقف، ويعني في اللغة اليابانية كلمة “المعاناة”، إلا أنه يعني في “تايلاند” التقدم، ومواكبة التغييرات، مما يجعله رقم الحظ للعديد من سكان الدولة.
ويعد الرقم 191 منذ القرن الماضي رقمًا للتشاءم، بسبب تحطم خمس طائرات منفصلة، واشتركت جميعها في الرحلة رقم 191، وأبرز حوادث الرقم كانت للطائرة “إيرلاينز”، التي تحطمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في مطار أوهير الدولي في شيكاغو، وكانت الرحلة متجه إلى مطار لوس أنجلوس الدولي في 1979.
كما تحطمت طائرة X-15 – 191 في 1967، وتحطمت طائرة أخرى من النوع X-15S بعد إقلاعها من مطار ميرسيديتا في بورتوريكو عام 1972، وأيضاً تحطمت الطائرة رقم 191 بعد اقلاعها من مطار دالاس فورت، وورث في عام 1985، وفي عام 2012 اضطرت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية إلى الهبوط الإضطراري في تكساس.