تحقيق – وفاء العسكري
عندما تضع مفاتيح منزلك أو قلمك الخاص بالدراسة، وتذهب لعمل شئ مختلف، وفي ذات اللحظة تعود للقلم أو المفتاح فلا تجده في مكانه، برغم تأكدك التام من أنك منذ دقائق تركته في ذلك المكان.
وقالت “مريم فريد”: “في خلال جلوسي على مكتبي للمذاكرة، وبعد تجهيز كوب الشاي، وتجهيز جميع الأدوات، وتهيأ المكتب للجو الخاص بالمذاكرة، وبعد مرور الوقت اكتشف نسياني لـ شئ ما خارج الغرفة، فاترك القلم على المكتب بجانب الكتاب واخرج”.
وأكملت “فريد” حديثها: “وبعد القدوم بالشئ والعودة من الخارج، ابحث عن القلم الخاص بي فلا أجده، وأظل لفترة طويلة ابحث خلف المكتب واعود للسير في نفس الطريق من الغرفة إلى الصالة، لربما سقط مني أثناء الحركة، وبعد البحث الذي قد يستمر لمدة 30 دقيقة، وبعد اليأس واستخدام قلم أخر، اعثر عليه في ذات المكان الذي تركته فيه”.
وحكت “سوسن الحسن”: “في أحد الأيام الطبيعية للدراسة، وأثناء خروجي من المنزل للذهاب إلى الكلية، ظللت ابحث عن المفاتيح الخاصة بي ولم اجدها، برغم أني وضعتها في المكان الخاص بها بجانب باب المنزل، وبالطبع لا استطيع التحرك بدونها”.
وتابعت “سوسن”: “وبعد مرور الكثير من الوقت، تأخرت على جامعتي فذهبت بدون المفاتيح، وبعد وصولي للجامعة وأثناء المحاضرة، بدأت في إخراج قلمي الخاص والدفتر لأسجل ملاحظاتي عن المحاضرة، وأثناء إخراج أدواتي وجدت المفاتيح بين الكتب، وبعدها تذكرت أني في ليلة أمس وضعتها في الحقيبة، حتى لا انساها في المنزل”.
وذكرت “صابرين مصطفى” موقف طريف لها مع والدتها: “في أحد الأيام وأثناء التجهيز لخروجي من المنزل متجهًا إلى الدرس الخاص بي، قبل الخروج بحثت عن الشراب الوردي الخاص بي، وفتشت عنه في الدولاب حتى افترشت الأرض بجميع ملابسي، وبعد العديد من الصرخات على أمي أني لا أجد الجوارب الخاصة بي”.
وأضافت “صابرين”: “وأمي بداخل المطبخ قالت لي الجملة الشهيرة للأمهات وهى “طب لو جيت وجبتهوالك”، فقولت لها لم أجده، وبالفعل أتت وفي خلال ثواني خرجت من الغرفة وبيدها الجوارب الوردية، وقالت لي وما هذا؟، فسألتها أين وجدته، فقالت أنه كان بداخل الدولاب”.
وتحدثت “سارة فواز” عن موقف طريف في ليلة زفافها، فقالت: “يوم زفافي وبعد تجهيزات لشهور، وأثناء وجودي بداخل المنزل لارتداء الفستان، ظللت ابحث عن التاج الخاص بحجابي، وفي حالة من التوتر والقلق، بالطبع لأن العروسة ليلة الزفاف تصبح في غاية القلق من خراب أي شئ في ذلك اليوم اللطيف”.
واستطردت “فواز”: “وبعد الساعات الكثيرة من البحث، حتى وصلت لدرجة اليأس من العثور على التاج الخاص بي، وبالفعل بدأت في لف الحجاب ووضع طرحة الفستان بدون التاج، وبالصدفة أثناء جلوسي رأيت شئ يلمع بجانب الكرسي المقابل لي، وبالفعل كان هو تاجي”.
واستحضر “فريدة ياسر” موقف أثناء بحثها عن السماعات الخاصة بها، فقالت: “في أحد المرات وأثناء عودتي من المنزل، تركت السماعة الخاصة بي على سريري، وذهبت لقوم بغسل وجهي، وبعد الخروج من الحمام، لم أجد السماعات على الفراش، وبقيت ابحث عنها تحت الفراش وبداخل حقيبتي”.
وأكملت “فريدة”: “التي كانت معي في الخارج، ولكني لم أجدها فذهبت للنوم وقولت سأبحث عنها غدًا، وبالفعل في صباح اليوم التالي لم أجدها، وتقدم أخي الصغير نحوي ليخبرني أن أخي الكبير هو من تسلل أثناء تواجدي في الحمام، وأخذ السماعات لأن السماعات الخاصة به كانت مُعطلة”.
وأضافت “ياسر”: “وبالفعل بعد خمس دقائق، أغلقت الباب من داخل الغرفة بصوت عالي حتى يسمع أخي الكبير ذلك الصوت، وبعد دقيقتين وجدت أخي يفتح باب الغرفة بطريقة خفيفة حتى لا يسمع أحد، ويضع السماعات الخاصة بي في مكانها، ولا يمكن قول ما فعلته به في ذلك اليوم”.
وسردت “سهيلة يوسف” موقف حدث لها في ليلة تجهيزات للسفر: “كل صيف اعتاد أن أذهب لرأس البر لقضاء عطلة الصيف هناك، وفي أحد الليالي وقبل السفر بساعات، وأثناء تجهيزي للشنطة الخاصة بي، وضعتي ملابسي وكل ما احتاج ولكن رأيت أن نظارات الشمس الخاصة بي مفقودة، وبعد ساعات من البحث”.
وأكملت “سهيلة”: “وحتى وقت التحرك لم أعثر عليها، وبالفعل كان يجب علينا التحرك في ذلك الوقت، فقالت لي والدتي لا بأس سأجلب لكي غيرها من هناك، وأثناء الطريق وأنا ابحث في حقيبة اليد الخاصة بي عن زجاجة المياه، وجعت النظارات الشمسية المفقودة، فتذكرت أني وضعتها في حقيبتي حتى ارتديها أثناء الطريق”.
وقال “المعلم عبد الرحمن خطاب استاذ اللغة الفرنسية بمدرسة الثانوية بنات”: “قرأت في أحد المقالات على الأنترنت أن هنالك بعض التفسيرات الخرافية لتلك الظاهرة، مثل الأرواح الشريرة أو الجن، ويعتقد الأشخاص أنهم هم من يخطفون الأشياء ويعيدونها مرة أخرى، واحتجاب الوقت”.
وأوضح “عبد الرحمن خطاب”: “احتجاب الوقت هو أن الشئ الذي تبحث عنه يصبح غير مرئي لوقت معين، ثم يعود مرة أخرى، وهنالك من يعتقد أن الشئ ينتقل في الأبعاد، أي أن الشئ المفقود ينتقل إلى بُعد أخر في عالم الأرواح الشريرة، وهذه الأبعاد يُطلق عليها “مستويات أخرى في الوجود”، ولكن كل تلك الأشياء خرافات لا صحة لها في الواقع”.
إذ عرفت “خلود خالد طالبة علم النفس”، تلك الحالة على أنها ظاهرة حقيقية، قائلًة: “تسمى تلك الحالة أو الظاهرة باسم ظاهرة اختفاء الأشياء “DOP” أو الكائن المختفي، وهى وضعك لجسم مادي في أحد الأماكن، وعندما تذهب للتحدث في الهاتف أو عمل شئ أخر”.
وتابعت “خلود”: “تعود ولا تجد الشئ الذي وضعته، وتظل تبحث عنه في كل مكان ولا تجده، وبعد قليل من الوقت وبطريقة الصدفة، تجد ذلك الشئ في ذات المكان التي وضعته بها في المرة الأول، لتبدأ الشك في ذاتك، وأنك ربما تتعرض للزهايمر، وغيرها من الأشياء المتعلقة بالذاكرة”.
وتوضح “الطبيبة هبة عصام أحد أطباء علم النفس” سبب تلك الظاهرة، قائلًة: “هنالك العديد من الأسباب الكثير لتلك الظاهرة منها الضغوطات الحياتية التي يتعرض لها الفرد، والتفكير الزائد يجعله لا يرى الشئ الذي يبحث عنه رغم أنه أمام عينيه، وهذا ما يسمى بشرود الذهن”.
وتابعت “الطبيبة”: “وربما يكون هذا الفرد فوضاوي، أو منزله في حالة فوضى فيعتقد أنه ترك شئ في مكان ما، ولكنه تركه في مكان مختلف تمامًا، وربما ذلك الفرد يضع أغراضه في أماكن عشوائية وبطريقة عشوائية، أو قام بتغيير مكان الشئ في نفس اللحظة دون الانتباه، أو قام بتغيير المكان المعتاد للشئ، مثل تغيير مكان المفاتيح الخاصة به”.
واستطردت “الدكتورة”: “وأحد أبرز الأسباب هو التركيز على شئ أخر، فمثلًا يفكر الفرد في موقف ما حدث له أثناء يومه، وهو في حالة التفكير أو الشرود الذهني يبحث عن شئ مفقود، حتى لو كان ذلك الشئ بين يديه لم يراه بسبب قلة التركيز في أفعاله، فهو يفكر في شئ آخر”.
وأكملت “عصام”: “وربما استعمل هذا الشئ شخصًا آخر، وأنكر أنه فعل ذلك، وأن لم يكن هنالك أي سبب من كل تلك الأسباب حدث مع الفرد، فهذا الفرد قد يكون يعاني من اضطرابات في النوم، أي ينام عدد ساعات غير صحية في أوقات غير صحية، وإلى جانب النوم ربما يعاني من اضطرابات في الشهية أو سوء التغذية”.
وعن طرق الوقاية لتجنب حدوث تلك الظاهرة، قالت “الطبيبة هبة عصام”: “أنصح دائمًا بالنظام، فالنظام ثم النظام، لأن وضع الأشياء في مكانها الطبيعي أو المعتاد التي اعتاد عليه عقلك، يقلل من اختفاء الأشياء، ولا يجب استخدام اي شئ في حالة شرود الذهن، والتنظيم للغرفة الخاصة بك هو من أفضل طرق الوقاية، ولا تبحث عن شئ بالكثير من الحركة حاول الجلوس والهدوء ومحاولة تذكر أخر تحركاتك”.