تقرير – سوزان الجمال
يضع الكثير من الأشخاص هواتفهم أسفل الوسادة أثناء النوم، وبعضهم يتركونه متصلاً بالشاحن الكهربائي، الآمر الذي قد يعرضهم للكثير من المخاطر يسببها وضع هاتفك المحمول إلى جوارك أثناء النوم، وهى عادة يمارسها الكثيرون رغم كونها خطيرة جدا على الصحة العامة أثناء النوم، إذ إن الترددات اللاسلكية التى تخرج من الهاتف يمتصها الجسم ويسبب أمراضا خطيرة.
وتنصح الكثير من الدراسات بضرورة جعل الهاتف فى وضع الطيران عند النوم، لآن الهواتف الذكية تعجّل بظهور علامات الشيخوخة، وحسب موقع “health” فإن 44% من مالكي الهواتف الذكية يضعونها بجوار السرير وأسفل الوسادة.
وبعد وفاة طفل عراقي يبلغ من العمر 15 عاماً، بعد اشتعال هاتفه أثناء توصيله بالشاحن خلال فترة نومه، وعادة ما تنجم حوادث كهذه بسبب قلة وعي الناس، بخطورة توصيل أجهزة الموبايل بالشاحن لساعات طويلة، وهي بين أيديهم أو على مقربة منهم.
وحذر الخبراء من أن هناك عوامل قد تزيد من خطورة انفجار الهاتف، منها أن يكون الهاتف المحمول موضوعاً أثناء الشحن على سطح قابل للاشتعال، كما أن الأريكة أو السرير من الأماكن التي تزيد خطورة الاشتعال، لذا يجب تجنب وضع الهاتف عليها خلال شحنه.
وقالوا إن وضع الهاتف المحمول تحت الوسادة، كما حدث مع الفتى العراقي، زاد من الضغط على الهاتف ومنع التهوية عنه، وبالتالي رفع سخونته، مما قاد لانفجاره.
وقالوا الخبراء إن نسبة حدوث مثل هذه الانفجارات، تزداد مع الهواتف المحمولة القديمة نسبياً والمستهلكة، أو مع الشواحن الرديئة وغير الأصلية، التي عادة ما تتسبب بإتلاف بطاريات الهواتف وزيادة سخونتها.
ومع ذلك لا يزال الجدل قائمًا حتى الآن حول الأضرار الخطرة التي يمكن أن يتسبب فيها النوم بجانب أو بالقرب من الأجهزة الإلكترونية، وذلك بعد عقود من اختراع أجهزة الهاتف المحمول واقتحامها الحياة اليومية لدرجة أنه لا يمكن النوم إلا بالقرب منها، وأخطر ما أثير من شائعات أن النوم بجوار الأجهزة الحديثة قد يؤدي بشكل مباشر إلى الإصابة بالسرطان أو قد يدمر خلايا المخ.
ووفقاً للدكتور تشارلز تشيزلر، فإن المشكلة الرئيسية المرتبطة بالهواتف النقالة هي الضوء الاصطناعي القوى وهو ضوء يحفز خلايا الشبكية، المنطقة المحيطة بجانب العين، وتقوم بارسال رسائل إلى الدماغ.
وأوضح الدكتور ميدوز، هذا قد لا يؤدي فقط إلى الأرق، ولكن أيضا يسبب الدوخة والصداع، وينصح معظم الخبراء أن تأخذ الطريق الآمن والحد من التعرض للهاتف المحمول بصورة غير ضرورية، من خلال وضع الهاتف على وضع الطيران، الذي يغلق جهاز الإرسال والاستقبال أو إيقاف تشغيله، أو إذا كنت بحاجة إلى أن تكون متاح للمكالمات، ضع الهاتف عدة أقدام بعيدا عن سريرك.
وأعلنت الدكتورة ماريا إيغناتيفا أخصائية طب الأعصاب، أن إشعاع التردد اللاسلكي المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى، تمتصها أنسجة الجسم، ويمكن أن يكون لها تاثير سلبي في الصحة.
وكشفت الدكتورة في حديث لوكالة “Prime” الروسية، المخاطر الناتجة عن النوم بجوار هذه الأجهزة، وما هي المشكلات الصحية التي تهدد الأشخاص المدمنين على الهواتف الذكية، حتّى أنهم لا يتركونها دقيقة واحدة.
وتقول “إيغناتيفا” وفقاً لبيانات عدد من الدراسات، يزيد إشعاع التردد اللاسلكي للهواتف الذكية، من خطر الإصابة بالعقم وأمراض السرطان، والاضطرابات العصبية والنفسية”.
ولفتت الدكتورة، إلى أن الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز العصبي والمناعة، هم أكثر حساسية لمجالات التردد اللاسلكية.
ولكن لا توجد إلى الآن بيانات موثوقة عن تأثير إشعاع التردد اللاسلكي المنبعث من الهواتف الذكية في جسم الإنسان وتضيف، الشيئ الأكثر خطورة على صحة الأطفال والبالغين على حد سواء، هو استخدام الهواتف الذكية في الظلام.
وتقول الدكتورة ماريا، “اللون الأزرق لشاشة الهاتف الذكي يؤثر سلباً في العيون، والإيقاعات البيولوجية، ويسبب الأرق والصداع ويسبب إنخفاض الأداء واضطراب الذاكرة، ويحفز الإصابة بأمراض العين التنكسية” بالإضافة إلى أنه يجب أن يترك الهاتف الذكي على مسافة جيدة من مكان النوم، ومفصولا عن الشبكة الكهربائية.
حيث حذرت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا، من “أضرار خطيرة” من هذا الرفيق الصغير الذي نحتضنه وينام بجوارنا ويدخل معنا المرحاض.
وبحسب الإدارة الصحية، تصدر الهواتف المحمولة إشارات راديوية لاسلكية “RF”، عندما ترسل وتستقبل المعلومات من الأبراج الخلوية المحيطة، وهي ترددات قد تكون خطرة أو ليست كذلك، ولكن هذا الغموض في حد ذاته يعد جرس إنذار، فالهواتف لم تكن موجودة منذ زمن بعيد، لذا فمن الصعب تحديد أضرارها على المدى البعيد ما يعني أن خطرها لا يزال يتطور.
وأصدرت إدارة الصحة في كاليفورينا، بعض المبادئ التوجيهية بشأن سلامة الهواتف المحمولة، لتكشف عن أمور مخيفة للغاية، من بينها أن “الاستخدام طويل المدى للهواتف الخلوية قد يكون مرتبطًا بأنواع معينة من السرطان والآثار الصحية الأخرى”.
ويشمل ذلك “سرطان الدماغ وأورام العصب السمعي، “اللازم للسمع والتوازن” والغدد اللعابية وانخفاض عدد الحيوانات المنوية أو قلة نشاطها، والصداع وآثاره على التعلم والذاكرة والسمع والسلوك والنوم”.
وعلى الرغم من عدم وجود رابط قاطع بين استخدام الهواتف وهذه الأمراض، فإن ذلك لا يمنعنا من تقليل التعرض للترددات اللاسلكية، فقط لكي نكون في الجانب الآمن.
ولذلك أصدرت الإدارة الصحية التوصيات التالية، 1- ابق هاتفك بعيدًا عن جسمك، حتى بضعة أقدام فقط ستحدث فرقًا كبيرًا، واستخدم سماعة بلوتوث قدر الإمكان، وأرسل رسائل نصية بدلاً من التحدث على الهاتف، وابق الهاتف بعيدًا عنك أثناء تنزيل أو إرسال ملفات كبيرة كما يتعين عليك حمل هاتفك في حقيبة ظهر أو محفظة بدلاً من الجيب أو حمالة الصدر أو الحزام.
2- تجنب استخدام هاتفك المحمول عندما يرسل مستويات عالية من الترددات اللاسلكية، ويحدث هذا عندما تكون الإشارة ضعيفة “شريط واحد أو اثنين فقط من الخدمة”، وإذا كنت في سيارة سريعة فتجنب بث الصوت أو الفيديو أو تنزيل الملفات كبيرة الحجم أو إرسالها.
3- لا تنم والهاتف في سريرك أو بالقرب من رأسك، ما لم تحوله إلى وضع الطائرة، ويتعين عليك وضعه على بعد بضعة أمتار على الأقل، وهذا يعني أنه لا نوم والهاتف تحت الوسادة بعد الآن.
4- خلع سماعة الرأس عندما لا تكون قيد الاتصال، تصدر سماعات الرأس مقدارًا صغيرًا من الترددات اللاسلكية حتى في حالة عدم استخدام هاتفك، لذا على الرغم من أنها أفضل من حمل الهاتف إلى مستوى الرأس، فإن عليك الحد من التعرض للتردد اللاسلكي قدر الإمكان.
5- لا تعتمد على درع إشعاعي أو غيرها من المنتجات التي تزعم منع طاقة الترددات اللاسلكية أو المجالات الكهرومغناطيسية أو الإشعاعات من الهواتف الخلوية، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، فإن أي منتج يتداخل مع إشارة الهاتف قد يجعله يعمل بخطورة أكبر وربما تنبعث طاقة أعلى من التردد الراديوي من أجل البقاء على اتصال، مما يأتي بنتائج عكسية.