بسملة الجمل
ظهر كارلو أنشيلوتي للمرة الأخيرة في مؤتمر صحفي كمدرب لريال مدريد، قبل مواجهة ريال سوسيداد في ختام الدوري الإسباني، ويكسر حاجز المشاعر بكلمات حملت صدق التجربة وحرارة الوداع.
واعترف المدرب الإيطالي بأن هذه الأيام ليست عادية، قائلًا: “إنها مباراتي الأخيرة، والمشاعر كثيرة، لكنها ليست حزينة، بل سعيدة لأن مرحلة عظيمة من حياتي تصل لنهايتها”، مؤكدًا فخره بكل لحظة قضاها في النادي.
كما شكر أنشيلوتي كل من وقف إلى جانبه خلال رحلته في مدريد، من طاقم العمل إلى اللاعبين، مؤكدًا: “لم أدخل في أي جدال مع الرئيس، وهذا شرف لي أن أغادر بنفس المودة التي وصلت بها”.
ويفتخر المدرب الكبير بأنه ترك إرثًا مليئًا بالحب والنجاح، قائلًا: “دربت لاعبين رائعين، وحققت الكثير، وها أنا أرحل دون صراع أو ندم، بل بتفاهم كامل مع الجميع، وهذا ما يُميز ريال مدريد”.
ووصف الوداع بأنه سيكون مؤثرًا للغاية، ويشير إلى علاقته المتينة بالجميع، ويقول بابتسامة فيها حنين: “إذا بكيت غدًا، لن أخفي دموعي، أشارك هذه اللحظة مع مودريتش، الذي كان أسطورة بحق”.
كذلك مازح كارلو أنشيلوتي الصحفيين قائلًا: “عقدت أكثر من 700 مؤتمر صحفي، وأسئلتكم لم تكن دائمًا ممتعة!”، ليثبت مجددًا عفويته وحسه الإنساني، الذي رافقه طوال مسيرته الحافلة.
ويتمنى أنشيلوتي النجاح لخليفته المحتمل تشابي ألونسو، قائلًا: “يملك كل المؤهلات لقيادة الفريق، استمتعوا بتجربته القادمة، فهو مدرب ذكي وطموح”.
وتذكر المدرب الإيطالي أكثر لياليه جنونًا في البرنابيو، ويقول: “الريمونتادا ضد باريس وتشيلسي ومانشستر سيتي لا تنسى، كانت ليالي لا يمكن تفسيرها وستظل خالدة”.
كما فخر بخياره الأخلاقي بعدم تدريب أي نادي آخر، قائلًا: “اختيار تدريب البرازيل كان نابعًا من القلب، لم أخن ريال مدريد، والآن أتحمس لكأس العالم مع بطل العالم خمس مرات”.
ورفض الحديث عن العودة، لكنه لا يغلق الباب نهائيًا، قائلًا بابتسامة ذكية: “بعد ريال مدريد لم أرغب في تدريب نادي آخر، ولا أعلم ما سيحدث مستقبلًا، المهم أن يواصل النادي تحقيق النجاح”.
وأقر المدرب الإيطالي بأنه تغير كثيرًا، قائلًا: “لو لم أتطور، لما فزت بدوري الأبطال مرة أخرى، تغيرت الأمور، والتحليل أصبح أعمق، وطاقمي الشاب أعاد لي الحماس”.
كذلك نفى المدرب المخضرم شعوره بالندم رغم الأخطاء، مضيفًا: “ارتكبت كثيرًا من الأخطاء، لكنها لم تحرمني النوم، هذه طبيعة المهنة، وأتقبلها برضا تام”.
كما طلب أنشيلوتي أن يتذكره الناس من خلال عمله، ويختتم حديثه: “لست مجرد مدرب، أنا شخص يؤدي وظيفة، ربما يختلف البعض في تقييم عملي، لكنني لا أريد أن ينظر إلي كشخص سيئ”.
كذلك أشار كارلو أنشيلوتي إلى نهاية جيل، مضيفًا: “كريستيانو، راموس، كاسيميرو، بنزيما، رحلوا، لكن ريال مدريد لم يتوقف، ولن يتوقف، وسيبقى أعظم نادي في العالم”.