تقرير – سوزان الجمال
بعض الأماكن فى مصر عمرها طويل، ومن ذلك مسرح سيد درويش الذى تم تجديدة وأطلقوا عليه أوبرا الإسنكدرية فقصتة عمرها نحو 168 عامًا، هو مسرح الإحتفالات الرئيسي حاليًا في مدينة الإسكندرية المصرية، على ساحل البحر المتوسط ولقد بني مسرح سيد درويش أو دار أوبرا الإسكندرية العام1918.
وافتتح عام 1921 في مدينة الإسكندرية في مصر، وكان يطلق عليها تياترو محمد علي، وما زال الإسم القديم مدونا على اللوحة التأسيسية للدار، وعلى واجهتها الرئيسية وتسمى دار أوبرا الإسكندرية حاليًا باسم فنان مدينة الإسكندرية الكبير سيد درويش.
وذلك اعتبارًا من عام1962م تقديرًا له على تحديثه في مجال الموسيقي في مصر، وتعتبر حاليًا أوبرا الإسكندرية مسرح سيد درويش، هي دار الأوبرا الثانية في مصر من حيث تاريخ الإنشاء بعد دار الأوبرا الخديوية القديمة التي إحترقت في حريق كبير العام1971م بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عامًا.
وأعيد بناؤها وافتتاحها عام1988م في مكان أخر، ولقد تم تسجيل المبني في عداد الآثار بالمدينة في العام 1999، أستغرق إعادة تطوير وصيانة الدار وفقًا لأسلوب بنائه المتميز نحو عام ونصف، بقرار من وزير الثقافة المصري فاروق حسني وأعيد افتتاحها بحضور الرئيس مبارك في 27 يناير العام2004م.
ولقد صمم المبني على الطراز المعماري الأيوني المهندس الفرنسي الشهير جورج بارك لآل قرداحي في المدينة، الذي استوحي تصميمة المعماري من تصميم دار أوبرا فيينا بالنمسا، ومسرح أوديون في باريس، كما قام بتزيينة بزخارف أوروبية كلاسيكية الطابع.
كما كان سائدًا في مصر بداية القرن العشرين، وقدمت عليه عروض مسرحية وموسيقية عديدة مصرية وأوروبية، وقد كان أول عرض مسرحي قدم عليه هو عرض “شهرزاد” في 30 من يونيو 1921م، يسع مسرحة الكبير 1000 مقعد وتبلغ مساحتة الكلية 4200 متر مربع، ويقع المسرح في طريق الحرية شارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل.
وتعرض في الدار عدة فرق مصرية وعالمية، كأوركسترا القاهرة السيمفوني وأوركسترا الحجرة لأوبرا الإسكندرية، وفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي والفرقة القومية العربية للموسيقي أيضًا، تعرض علي خشبة مسرح الدار فرق البالية والأوركسترا الفيلهارموني والبيانو والرقص الحديث.
كما تعرض فرق فولكلورية مصرية وعالمية، والدخول إلى الأوبرا شأنه شأن دور الأوبرا العالمية يكون بالملابس الرسمية، ولقد تم تأسيس عدد من الفرق الفنية في أوبرا الإسكندرية، وذلك حتى ينهض المسرح برسالته الأساسية.
وتتكون الفرق من كوادر في الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى العربية والبالية من أبناء الإسكندرية، ومن الفرق التي تم تأسيسها فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي تأسست الفرقة في يونية 2004م وتولى قيادتها المايسترو “جورج بشري”، وتتكون من 45 فنانًا مابين كورال وعازفين وصوليسات، تم اختيارهم بعناية شديدة وقدمت الفرقة أولى حفلاتها بمسرح الجمهورية بالقاهرة.
وشاركت الفرقة في مهرجان الموسيقى العربية عام 2004م، والمركز التعليمي لتنمية المواهب تم تأسيس مركز تنمية المواهب بأوبرا الإسكندرية، على غرار المركز الذي تم تأسيسه بأوبرا القاهرة والهدف منه هو نشر الثقافة الفنية الرفيعة وتعليم وتدريب النشء من فناني المستقبل.
وبدأ المركز نشاطة في سبتمبر 2004م، ويضم 6 فصول وهي البالية، البيانو، الكورال، الفيولينة، السوزوكي، الفلوت وهناك عدد من الفرق الموسيقية الأخرى وهي: مجموعة جهار وفرقة “إبداع” للموسيقى العربية، وسداسي الإسكندرية للموسيقى العربية ورباعي الإسكندرية، للوتريات وأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية.
ومنذ 1918 عرف السكندريون هذا المبني الضخم الفريد الإيطالي، التصميم الذي تزينة الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكي الأوربي، والذي كان سائدًا في مصر في بداية القرن العشرين، ذلك هو تياترو “محمد علي”، والذي أنشأه بدر الدين قرداحي وهو لبناني الجنسية على أنقاض مسرح خشبي يدعى مسرح “زيزينيا الشتوي”.
ومنذ عام 1962 بدأ السكندريون يعرفون هذا المسرح على أنه مسرح سيد درويش، بعد أن أطلقت عليه الدولة هذا الإسم تكريما للدور العظيم الذي لعبة فنان الشعب سيد درويش في تاريخ الموسيقى العربية، وهذا المسرح العريق منذ إنشائه في الفترة الأولى من حكم السلطان فؤاد الاول، وهو يقدم الاعمال المسرحية والاوبرالية.
ويتميز مسرح سيد درويش، بمجموعة فريدة من الزخارف البنانية والهندسية، التي تأخذ سمات أوروبية وهناك زخارف أوروبية متمثلة في الادوات الموسيقية المتداخلة التي تزين أعلى البهو مع باقة الورد التي تخرج منه.
كما توجد وجوه أدمية تمثل رمز المسرح، وهي متمثلة في أربعة وجوه بإسم عابس بالترتيب، وقد أستطاع هذا المسرح العريق مند إنشائه أن يجذب إليه عددًا كبيرًا من فرق الأوبرا العالمية، التي كانت تحط رحالها في الإسكندرية عندما تمر بمصر ذهابا وعودة، ولذلك قدمت عليه الكثير من العروض الأوبرالية.
وفي بدايات القرن العشرين ومسرح سيد درويش هذا المسرح الكلاسيكي التاريخي، يحمل بين جدرانه العتيقة عبق الماضي وسحر الفنون وخصوصية الإسكندرية، وحين تدخل إلى هذا المسرح العريق تشم رائحة التاريخ وتسمع صوتًا يأتيك من الماضي يحمل موسيقى سيد درويش، التي طالما عزفت على خشبات هذا المسرح السكندري وحين تدخل إلى هذا المسرح الفريد من نوعة في مصر تختلط في حواسك مناظر العمارة القديمة بطابعها الإغريقي والروماني والبطلمي.
مع رائحة العصور المختلفة التي تترامي فوق الجدران، وستواجهك شرفاتة المطلة على ساحتة بالوانها المذهبة وزخارفها المتنوعة، حيث تراص هذه الشرفات في طابقين متصلان، يعلوان القاعة الرئيسية واما قبة المسرح فقد ازدان سقفها الداخلي، بمجموعة من الزخارف وكتب عليها أسماء أشهر الموسيقين في العالم، مثل “فاجنر، فيردي، موزار، روسيني، جلوك”.
ونظرًا للقيمة التاريخية والفنية الكبيرة لهذا الصرح الذي يقبع في وسط مدينة الإسكندرية، فقد قامت وزارة الثقافة بتسجيل مسرح سيد درويش كأثر إسلامي عام 1993، باعتباره جزء من منظومة التراث المعماري الجميل لمدينة الإسكندرية عروس المتوسط، واستمرت العروض الغنائية والمسرحية تقدم على خشبة مسرح سيد درويش.
ثم تحويل المسرح إلى أوبرا وبالفعل بدات رحلة ترميم المسرح في عام 2002م، وبالتعاون مع هيئة الآثار وتحت الإشراف الفني لدار الاوبرا المصرية، واستمرت عمليات الترميم عامًا ونصف العام، تم بعدها تحويل مسرح سيد درويش ليصبح اوبرا الإسكندرية في يناير 2004.