كتبت تحية محمد
حين خلق الله تعالى آدم عليه السلام خلق حواء من ضلعه، يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ”استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً.
خلقت حواء من الضلع الأيسر الأعوج الذي يعلو القلب، ولو كان القلب بلا ضلع يصد عنه الضربة المباشرة لربما مزقته شر تمزيق أقل الضربات وأبسطها، ولأن المرأة مخلوقة من ضلع يعلو القلب فإنها تعشق الحياة مع رجل تشعر بنبض قلبه يصل لروحها، تهوى السكن إليه، حيث تحيط قلبه بحبها ويشعرها هو بقربها منه ويمنحها الإحساس بانتمائها إليه، المرأة اعتادت على أن تكون هي السياج الذي يتحمل قوة الصدمات العاطفية والإنسانية، فلذلك هي دوما تسامح وتعبر فوق نزف جراحها مهما كان مقدار الوجع. أتريد أن تعرف قيمة المرأة أيها الرجل؟ هي تلك الأم التي لن تدلف من أبواب الجنة إن لم تخفض لها جناح الذل من الرحمة، فإن غضبت منك ”المرأة الأم” فمسكين أنت أيها الرجل، فمهما كانت إنجازاتك التي تفتخر بها فأنت الخاسر، لأنك ببساطة لم تربح رضاها وبرها. وتناسيت أن جنة عرضها كعرض السماوات والأرض تحت قدميها! هي تلك الزوجة التي تستبد بها ثورة الكرامة حين تشعر بالزوج يقصيها عن قلبه فتتجمع غيوم الغضب في سماء حياتها منذرة بقدوم عاصفة هوجاء ستقتلع أشجار الأمان والمودة، فتراها تقسم أيمانا مغلظة على أنها ستقتلع ضلعها من صدر زوجها وتتركه هشا في مهب الرياح، وفي قمة انفعالها وتدفق عزة نفسها تجمع حاجياتها لتعود لبيت أسرتها، وحين يقترب منها الرجل ويهمس لها بكلمة حب دافئة، فتتراجع وتبتسم وينبت لها جناحان يحلقان بها نحو عالم من المشاعر الجميلة، ليس لأن الزوج أخبرها بأنه لا يستغني عنها، بل لأنها شعرت بنبض قلبه ينادي ضلعها ليعود إلى مكانه فمن دونه لا سكن ولا مودة للرجل،فمسكين هو الرجل الذي يشغل نفسه بتقييم اعوجاج الضلع حتى يوشك على كسره، رغم أن كلمة همسة حب منه كفيلة بأن تجعله ملكا متوجا ،في عيني المرأة الزوجة،هي تلك الأخت الحبيبة التي تفتخر به وتصنع منه بطلا حقيقيا، في زمن أصبح أبطاله من خشب، فتصنع لأخيها قيمة، لا توازيها في نظرها أي قيمة،هي تلك الابنة التي تكون ستارا بين أبيها وجهنم، أن إحسن رعايتها وتربيتها، من لا يرى جمال المرأة فقد حرم من الجمال الحقيقي، لست أعني هنا الجمال الظاهري الشكلي، بل الجمال الروحي الداخلي، المرأة لم تخلق لتكون ‘موديلا’ محنطا كما يفعلون بها في الإعلام الهابط، ولا ‘دمية’ يستمتعون بتقاسيم جسدها، كما في مسابقات الجمال، بل خلقت لتكون سكنا للرجل، يسعد بها وتسعد به، يسير بجوارها ،وتسير بجواره، المرأة باب من أبواب الجنة، يفتح لمن يدرك قيمتها الحقيقية. ولن يقدر المرأة إلا من يقدر قيمة الحياة بوجودها، وتقديرها يكون بالقبول بها كإنسان، له هفواته، وأخطاؤه ،وتناقضاته، أي يحبها حبا غير مشروط ،لذلك أيها الرجل،صدقا لا تكسر ضلعك بل تعلم كيف تمنحه الحب.
الرجل هو الأب والأخ والصديق والزوج، فللرجل أدوار متعددة في المجتمع، وهو عندما يكون عظيماً فإنه يساعد على رفعة أمته والنهوض بمجتمعه، وعندما يكون عكس ذلك فهو يهدم ما تمّ بناؤه من قيم وأخلاق، فقد أحضرنا لكم باقة كلمات من أجمل ما قيل عن الرجل. ما قيل عن الرجل الرجل العظيم هو من يترك الآخرين في حيرة بعد وفاته. إنّ الرجل العظيم ذلك الذي لا يسود ولا يُساد. يتعطش الرجال إلى المجد أكثر منهم إلى الفضيلة. إني أميز الرجال بعقلي لا بعيني. الرجال يستخدمون قدرتهم للخير، والنساء للشر. بناء الرجال أصعب من بناء المصانع. معاودة الكفاح بعد الفشل يشير إلى معدن الرجال. في الأمواج والأعاصير تظهر قدرات الرجال. لولا صحبة الرجال، ما عرف النقص من الكمال. المحنة تصنع الرجال، ورغد العيش يصنع الوحوش. الرجال يعرفون أيام الشدائد لا أيام الموائد. نادراً ما تساعد الظروف العظماء من الناس. الرجل العظيم يحب البطء في أقواله والسرعة في أعماله. مقياس الرجل العظيم قدرته على السخرية من المتاعب. لو عرفنا حقيقة الرجل العظيم لقتلناه. الرجل العاقل يأخذ دروس الحكمة من مغامرات جيرانه الفاشلة. أفضل الرجال من تواضع عن رفق، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة. الرجال كلهم يتشابهون في الأقوال، فلا نميّز بعضهم من بعض إلّا بالأفعال.