تحقيق – وفاء العسكري
الموسيقى عندما تسمع تلك الكلمة أول معنى يقفز لذهنك هو الراحة النفسية، ويختلف المعنى من شخص لآخر فالموسيقى تشمل العزف والغناء وغيره، ولكن هل فكرت كيف تؤثر الموسيقى على عقلك؟.
قالت “أمينة محمد”: “عندما ذكرتي أمامي الموسيقى شعرت بالراحة النفسية، فالموسيقى هى الهدوء التام مع كوب من الشاي خلال ساعات الليل والشارع لدي فارغ من البشر تمامًا، والراحة النفسية تكتمل بظهور القمر”.
أضافت “أمينة”: “خلال ساعات متأخره في الليل وبعد خلود البشر إلى النوم، أقوم بتحضير كوب من الشاي، وأجلس بداخل البلكونة الخاصة بغرفتي وعلى رأسي السماعات الخاصة بي، واستمتع بوقتي حتى بزوغ الشمس”.
تحدثت “ثريا علي” عن حبها للموسيقى والقهوة معًا، قائلًة: “لا يمر يومًا إلا واستيقظت مبكرًا وقومت بتحضير فنجانًا من القهوة الرائعة، واتجه مباشرة إلى مكاني المفضل بالمنزل، وأفضل أن يكون بعيدًا عن أصوات السيارات والأشخاص في الشارع”.
وتابعت “ثريا”: “وبعد توجهي لمكاني المفضل وهو غرفة المعيشة، أجلس وأقوم بتشغيل بعض الموسيقى الهادئة التي تقوم بفصلي عن الواقع تمامًا، ومن هنا تبدأ طقوسي المفضلة مع كتابي المفضل، حتى تأتي الساعة الثانية عشر ظهرًا”.
قصت “نيرة غيث” قصتها عن يومها الدراسي، فقالت: “الموسيقى جزءً لا يتجزأ من شخصيتي، عند ذهابي للمدرسة أو الدروس الخصوصية أقوم بإرتداء سماعتي وتشغيل الموسيقى الخاصة بي، وهى عبارة عن آلة موسيقية بدون كلمات”.
واستطردت “نيرة”: “فأميل للموسيقى بدون كلمات وأفضل البيانو والعود والجيتار، وأفضل أيضًا الموسيقى بالكلمات ولكن بكلمات معينة وبأسلوب غنائي معين، فلكل شخص منا ذوق معين يختلف عن غيره، ولكن جميعًا نجتمع على حب النغمات”.
حكت “سلمى سمير” عن حبها للموسيقى، فقالت: “أشعر أني اختلف تمامًا عن الجميع، البعض يرى أن الموسيقى بدون كلمات هى أفضل بكثير من الكلمات، ولكن أنا أرى العكس، عندما أشعر بالحزن أريد سماع كلمات تشعر بشعوري”.
وأكملت “سلمى”: “وعندما أشعر بالسعادة أميل لسماع موسيقى مليئة بكلمات تزيد من هرمون السعادة الخاص بي، وسمعت أحد الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي، يقول أنه من المفترض أن يسمع الحزين موسيقى سعيدة، ولكن في الواقع أشعر ما افعله هو الصحيح”.
تحدثت “أماني باهر” عن وقت الدراسة، قائلًة: “في وقت الدراسة وأثناء هدوء الليل أقوم بتجهيز المشروب الساخن الخاص بي في الكوب المفضل لي، أو اسميه الأقرب لقلبي، وأقوم بتجهيز مكتبي، واستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة”.
وتابعت “أماني”: “أشعر أن تلك الموسيقى تساعدني على التركيز أكثر أثناء الدراسة، وعندما كنت أفعل ذلك أمام أصدقائي كان يستهزءون بما أفعله، حتى أن صديقتي أخبرتني أن صاحب البالين كذاب، ولكن عقلي يستطيع فعل ذلك بكل سهولة”.
أوضحت “الطبيبة هبة عصام طبيبة علم النفس” تأثير الموسيقى على نفسية الإنسان، فقالت: “الموسيقى هى لغة العالم، لأنها تتجاوز حدود اختلاف اللغات والثقافات إلى التحدث للروح بطريقة مباشرة، وبسبب حديثها للروح أحيانًا يقوم الفرد بربط موسيقى معينة بحدث معين”.
وتابعت “هبة عصام”: “سأقوم بالتوضيح أكثر فعندما يسمع الفرد موسيقى محددة أثناء تخرجه من الروضة، عندما يمر الوقت وأثناء تخرجه من الكلية عندما يسمع نفس الموسيقى يتذكر أيام الروضة، لأن عقله قام بربط الموسيقى بالحدث”.
وأضافت “الطبيبة”: “ولهذه تأثير سلبي وإيجابي فإذا تم ربط الموسيقى بحدث سلبي سيظل يلاحق الفرد طوال حياته والإيجابي أيضًا، فالموسيقى لها تأثير كبير وواضح على حياة الفرد، إذ كانت النغمات حزينة أو سعيدة.
وأكملت “الطبيبة هبة”: “فهنالك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الموسيقى تعمل على زيادة إفراز هرمون الدوبامين، المسئول عن السعادة، فهو ناقل عصبي يلعب دورًا في توليد الشعور بالسعادة والفخر، وتفسيرها هو بسبب توليد بعض الأغاني لشعور البهجة داخلنا”.
واختتمت “طبيبة علم النفس” حديثها: “الموسيقى لها تأثير عظيم، النغمات تتحكم بمدى انفعاليات شعورك، وهنالك بعض الأفراد التي يُخرجون طاقتهم السلبية بالغناء، والبعض الآخر بالعزف على أية آلة موسيقية، وفي الأغلب تكون ما بين العود والجيتار، كل منا له طريقة تفريغ لطاقته”.
ومن الجانب العلمي، فسر “الدكتور مجدي عزب دكتور المخ والأعصاب” كيفية تأثير الموسيقى على عقلك، قائلًا: “الموسيقى لا تؤثر على العقل بشكل كامل، ولكن كل جزء في العقل يمتلك تأثير مختلف، فمثلًا الفص الجبهي هو المسئول عن التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات وهو الأهم عند الإنسان وتساعد الموسيقى على تحسين وظائفه”.
وتابع “مجدي عزب”: “أما الفص الصدغي هو المسئول عن تفسير ما نقوم بسماعه من حولنا، فإننا نستخدم مركز اللغة لتقدير الموسيقى، والمركز يعتمد على جانبي العقل، ففي النصف الأيسر يتم ترجمة اللغة والكلمات، وفي النصف الأيمن يتم تفسير الأصوات والموسيقى بداخله”.
واستطرد “مجدي”: “وننتقل إلى باحة بروكا هى المسئولة عن القدرة على الكلام، فهذا الجزء يستخدم للتعبير عن الموسيقى والغناء، وهنا لا تؤثر الموسيقى عليه بل الآلة الموسيقية هى التي تؤثر، فالعزف على آلة موسيقية يزيد من قدرة هذا الجزء، وباحة الآخر هى باحة فيرنيكة المسئولة عم فهم اللغة المكتوبة والمنطوقة”.
وأضاف “عزب”: “فهذا الجزء يستخدم لتحليل الطبقات الموسيقية والاستمتاع بها، أما الفص القفوي ويستخدمه بكثرة الأشخاص الموسيقيين فهو جزء الخيال للنوتة الموسيقية عند الملحن، وأما المخيخ يقوم بتنسيق الحركة وتخزين الذاكرة فمريض الزهايمر يستطيع العزف على آلة موسيقية إذ كان متمرس منذ الصغر لأن تلك الذاكرة هنا أصبحت ذاكرة عضلية لا تنسى”.
وأكمل “الدكتور”: “والنواة المتكئة هو الجزء الذي يعمل على إكسابنا السعادة والمتعة، وله دور كبير في الإدمان لأن نواقله العصابية تفرز الدوبامين، ولا أعني هنا إدمان المخدر بل إدمان الموسيقى، وأما منطقة اللوزة تقوم بمعالجة المشاعر وتأثيرها وربط الموسيقى بالأشخاص والأحداث”.
وتابع “الدكتور مجدي”: “أما منطقة الذكريات واستعادتها هى منطقة الحُصين فهى المنطقة التي يتم فيها تنظيم الاستجابات العاطفية، وتُعد وحدة المعالجة المركزية للعقل، والأكثر تأثرًا بالزهايمر، والوطاء هو المسئول عن الوضع المستقر للجسد، وعند سماع الموسيقى أو العزف يقلل من التوتر ومعدل ضربات القلب”.
واختتم “دكتور المخ والأعصاب”: “والبطامة هى الجزء المسئولة عن تنظيم حركة الجسد، فعندما تستمع إلى الموسيقى يعمل هذا الجزء على إظهار تعبيرات رقصك بطريقة واضحة وصحيحة ومنظمة، فهنالك الآن العلاج بالموسيقى ويعمل بشكل فعال مع مرضى باركنسون، ويساعدهم على أداء مهامهم اليومية مثل النهوض والنزول وغيرهم”.