تحقيق – شهد الشرقاوي
يعتبر الحب أمرًا جذابًا بين الجنسين، ويرتقي في كثير من الأحيان ليصبح أحد متطلبات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، إذا كنت تخشى الحب والارتباط توضح في السطور التالية كل ما تريد معرفته عن الفيلو فوبيا، هناك أناسًا يصابون بمرض يسمى Philophobia أو “رهاب الحب”، مما يجعل “مشاعر الغرام” عدوًا لدودًا لهم.
والفيلوفوبيا رهاب الحب بحسب موقع “هليثوبيا” الصحي مشتق من الكلمة الإغريقية “files” وتعني الحب، بالإضافة إلى كلمة “فوبيا” التي تعني الخوف، ويمكن القول ببساطة أنه الخوف من الوقوع في الحب أو أي ارتباط عاطفي، مما يجعل المصابين به يسعون للابتعاد والهروب من أي التزامات عاطفية.
وهو نوع من الاضطراب يصيب البعض نتيجة الكثير من الأسباب والعوامل يكون فيه الشخص غير قادر على إنشاء علاقة عاطفية متزنة مع الغير، ولا يمكنه الارتباط بالآخرين كما أنه يعاني من خوف شديد في العلاقات ومن السهل جدا أن يتخلص من العلاقة أو يهرب منها.
وقال “محمد عصام”: “الحب كان من طرف واحد انتى عارفه لما يكون الحب من طرف واحد، وتكون بتحب الشخص ده بكل اخلاص بس هو مش بيحبك كنت مفكر انها كانت كل حاجه في حياتي”.
وتابع “محمد”: “وربنا تعبان من لما تحب شخص وهو مش بيحبك، أنا أُمن بالنصيب والقدر ودائمًا ما أظل انتظر وأقول الحمد الله، الحب حاجه حلوه بس لم يكون الشخص التانى بيحبك”.
وأضافت “بسمله حماده”: “عندي خوف من الحب والارتباط، لأن أنا لو حبيت شخص هحبه حب إمتلاك، هكون عاوزه الشخص دا ليه أنا وبس، الإرتباط دا مش ثقه كافيه بين الشخصين مش مسمي للحب هو عباره عن علاقه بين شخصين وقت ما يملوا من بعض بيسيبوا بعض، وينهوا كل حاجه ما بينهم، الحب والارتباط لازم يكونوا للشخص الصح”.
وأكملت “بسمله” قائله: “الخيانه وعدم الثقه ما بينا أو بيضحك وبيتسلي بيا وشايف حبي ليه مجرد كلام فقط، لأن مش كل الأشخاص كويسه مش كل الأشخاص نقدر نديهم الثقه والحب الكافي، في لحظه ممكن يتخلوا عن الحب لمجرد كلام أدى إلا قله الثقه بين الأشخاص”.
وأوضح الدكتور “أمجد العجرودي” استشاري النفسية بالمجلس الاقليمي للصحة النفسية، أن من يعاني من الفيلوفوبيا قد يعاني من أعراض شديدة كلها ترتبط باضطرابات القلق الحاد، فالقلق يسيطر على حياته وخاصة إذا ما شعر بمشاعر تجاه أي شخص.
وتابع أنه يعاني من اضطرابات اجتماعية حادة لا يمكنه أبدا الحفاظ على علاقته بالأشخاص الآخرين فضلا عن أنهم يعانون من أعراض القلق كلها مثل التوتر الحاد ونوبات من العصبية ونوبات من القلق، وقد يصاب بعضهم بحالة من الاكتئاب ونوباته المتكررة، فضلا عن العزلة واضطرابات النوم.
وأشارت “حمادة” الحب والإتبارط تعلق بين اتنين حبوا بعض مش قادرين يستغنوا عن بعض ولكن ف لحظه ممكن كل دا ينتهي لي أسباب تافهه، لمجرد أن حد فيهم دائمًا قلق ومتوتر بسبب هذا الحب، فان معظم البشر بيخاف من فكره الحب والإرتباط.
وذكر “العجرودي” من يعاني من هذه الفيلوفوبيا وبعد تشخيصها جيدًا من قبل الطبيب المختص وحده يمكن أن يخضع البعض الأساليب علاج بسيطة مثل العلاج السلوكي المعرفي من خلال جلسات يتحدث فيها الطبيب بشكل جيد معه.
أما في الحالات المتقدمة والتي أظهرت بعض الأعراض والعلامات المرضية الحقيقية فيمكن اللجوء لبعض الأدوية التي تحد على سبيل المثال من الأعراض الاكتئابية واعراض القلق واضطرابات النوم.
وأشار “محمود عبدالمنعم”: “بخاف لو البنت مش بتحبنى بنفس الطريقه اللى أنا بحبها بيها وأكتر كمان، تكون هى مش شايفه غيرى اللى هو أنا وبس، وخايف تكون صادقه معايا فى كل الأمور، وجاهز أدخل علاقه بسي تكون عوزاني بكل صدق”.
وقال الدكتور “جمال فرويز” استشاري الطب النفسي وأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، “الفيلوفوبيا هو الخوف من الحب ده شخص أي شعور بيجيله أن ممكن يرتبط بشخص ما، يبدأ معاه بصداع وجسمه ينمل وهمدان ومعدة تقفش والقولون يشد وألم في الرقبه أو الظهر، دي أعراض لمجرد شعور الدخول في علاقه”.
وتابع “فرويز”: “هو بدأ يحس إن نفسه رايحه لحد أو مخه غصب عنه متقبل شخص ما فهو رافض ده، في الوضع ده بيكون عندنا أسباب متعدده هل هي مجرد فكره وسواسيه؛ لأن أحيانًا للأسف الشديد بيكون جواه فكرة حد يرتبط فيه ويغدر بيه أي يخونه”.
وأكمل الدكتور “جمال”: “فبالتالي الشخص ده لو الحالة شديدة عليه لأنه بدأ ان مافيش ارتباط، ويكون جواه أنا نفسي أرتبط وأعمل أسرة، فنبدأ معاه علاج سلوكي بيساعد في CBT والحاله دي بتتعالج كويس بسي هو يطلب العلاج”.
وأضاف بعض المتخصصين إن تلقي العلاجات النفسية أو تناول العقاقير، يكون في الحالات الشديدة والمتقدمة من الخوف من الحب”، ومن أهم العلاجات المتبعة في هذا المجال: العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
وعادة ما يعتبر العلاج المعرفي السلوكي أحد أفضل الطرق العلاج أمراض الفوبيا بشكل عام، وفي حالة “رهاب الحب”، يركز الطبيب على معرفة الأفكار والصور التي جعلت المريض يتعرض إلى هذه الحالة.
ويساعد العلاج المعرفي السلوكي على إدراك ماهية تلك الأفكار السلبية وطرق تغييرها إذا يقوم المعالج بإجراء جلسات محادثة مع المريض لبناء السلوك الإيجابي، وزيادة التسامح والتصالح مع النفس بشأن مفاهيم الحب والارتباطات العاطفية.
والعلاج بالصدمة هذا يمكن أن يكون أيضا علاجا فعالا لمواجهة تلك الفوبيا إذ يقوم المعالج بعرض مشاهد وأفلام رومانسية أو قصص للمريض تشبه حالته أمام الشخص، وخلال تلك الجلسات يتم دراسة كيف يتفاعل الشخص معها، للوصول في نهاية المطاف إلى مساعدة المريض على الحد من القلق والخوف جراء الحب والعواطف الرومانسية.
وعقاقير وأدوية في الحالات الشديدة جدا، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة أيضًا للتحكم في مشاعر وأفكار المريض تجاه الحب والغرام والعقاقير المستخدمة عادة هي الأدوية المضادة للاكتئاب.
قال الدكتور “وليد هندي” استشاري الصحة النفسية، إن الخوف من الحب هو نوع من أنواع الرهاب، يطلق عليه الأطباء النفسيون اسم “الفيلوفوبيا”، وأشار إلى وجود أعراض يمكن الاستدلال منها على الإصابة بالفيلوفوبيا، أبرزها: الخوف من الزواج.
بالإضافة إلى الميل للعزلة الاجتماعية، تجنب الأماكن التي يتجمع بها العشاق، الشعور بالقلق عند التعامل مع الجنس الآخر، دفع الناس بعيدًا، إنهاء العلاقات بشكل مفاجئ.
وأكد أن الفيلوفوبيا لا تؤثر فقط على الحالة النفسية، بل تسبب أيضا مجموعة مزعجة من الأعراض الجسدية، مثل جفاف الفم والحلق وسرعة ضربات القلب والتعرق الزائد ورعشة الجسم.
وأوضح استشاري الصحة النفسية أن علاج رهاب الحب يختلف من مريض لآخر حسب سبب الخوف. مشيرا إلى تعدد العوامل المؤدية للإصابة بالفيلوفوبيا أبرزها: التربية الخاطئة، ضعف العلاقة بالوالدين، التعرض للرفض باستمرار، القلق المزمن من الانفصال، التعرض للهجران في علاقة سابقة.
وأوصى “هندي” مرضى رهاب الحب بطلب المساعدة من الأخصائي النفسي لتحديد العلاج المناسب للفيلوفوبيا، الذي يتمثل في: العلاج السلوكي المعرفي: يساعد الطبيب على معرفة سبب شعور مريض القيلوفوبيا بالخوف من الحب ومحاولة تقويمه، العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب.
ويمكن استخدام هذا النوع من العلاج تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق والتأمل لإدارة الأعراض التعرض تدريجيا لفكرة الوقوع في الحب، متى يجب الاتصال بالطبيب؟ يجب على الشخص أن يتصل بالطبيب النفسي عند التعرض لنوبات ذعر وقلق مستمر يتعارض مع الحياة اليومية أو النوم أو ظهور علامات الاكتئاب.