تحقيق – إيمان أشرف
على الرغم من جهود الدولة في مواجهة التحديات والفساد، تشن العناصر الإجرامية حملاتها لتدمير عقول الشباب وأبناء المستقبل، وذلك عن طرق شتى ولكن أكثرها خطورة هو مخدر GHP، الذي يتم استخدامه من اقرب الأشخاص دون دراية الضاحية.
يعد مخدر GHP من المخدرات الكيميائية التي تستخدم في الحوادث الإجرامية أو الإدمان، يعرف المخدر علميًا بحمض الجاما هيدروكسي بوتيريت، ويسمى بـ “مخدر الاغتصاب”، وذلك وفق استخدامه في بعض الإجراءات غير القانونية.
يعمل المخدر كمثبط للجهاز العصبي المركزي، أي أنه يبطىء وظائف الدماغ والأعراض الحيوية، ويأتي مخدر GHP في صورة سائلة أو مسحوق عديم اللون والرائحة، مما يسهل خلطه بالمشروبات والأطعمة ويصعب للضحية اكتشافه، وسرعة وقوعها في الفخ، ويبدأ تأثيره خلال 10 إلى 15 دقيقة من تناوله، مما يجعله شديد الخطورة عند استخدامه.
تحذير منظمة الصحة العالمية بشأن GHP
تحذر منظمة الصحة العالمية “WHO” من استخدام واستعمال مخدر GHP بشكل غير قانوني، وذلك بسبب تأثيراته السامة والمثبطة للجهاز العصبي المركزي، حيث يصنف كمخدر خطر في العديد من الدول بسبب قدرته على التسبب في الإدمان والتأثيرات السلبية على الدماغ.
وصرحت “WHO” ان قد يتم استخدام المخدر في بعض الحالات تحت إشراف طبي لعلاج بعض اضطرابات النوم، وذلك وفق جرعات محددة، فضلًا عن ذلك تحذيرها من استعماله في سياقات غير طبية.
وأشارت المنظمة إلى تقوية التشريعات والسياسات الصحية للحد من انتشار GHP والمخدرات الأخرى ذات التأثيرات السامة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر الإدمان وتوفير الدعم والعلاج للأشخاص الذين يعانون من أعراض الإنسحاب أو الإدمان عليه.
الاستخدامات القانونية والترفيهية لمخدر GHP
يستخدم المخدر في بعض الأوقات بشكل قانوني وتحت إشراف طبي، عند علاج اضطرابات النوم “النوم القهري” والاسترخاء في العمليات، يُستخدم كعلاج لحالات الإدمان على الكحول والمخدرات في مراكز علاج الإدمان، وذلك وفق وصفة طبية وبجرعات مضبوطة تمامًا.
ومن جانب آخر عند استعماله بشكل غير قانوني يشكل خطرًا كبيرًا على الشخص، يمكن ان يؤدي إلى تعزيز النشوة الجنسية، حيث يستخدم كجزء من تجارب المخدرات الجماعية في الحفلات غير القانونية والنوادي الليلية لفقدان القدرة على التحكم في الأفعال، وتوفير تأثيرات مهدئة أو مبهجة ولتحفيز مشاعر الاسترخاء، بسبب تأثيراته المثبطة للجهاز العصبي المركزي.
ويتم استخدام المخدر ضد الفتيات حيث يقوم الجاني بوضعه في مشروب ويقوم بإعطائه لضحيته، وبعد نصف ساعة تظهر الأعراض المتمثلة في التحدث بطلاقة والشعور بالانطلاق والضحك والرغبة فى الرقص، وبعد ساعتين تشوش أفكارها، ويستمر مفعول المادة المخدرة من 10 إلى 12 ساعة، والذي ينتهي بخمول ونعاس وفقدان القدرة على التحكم العضلي.
وبعد استعادة الوعى تشعر المجني عليها بهمدان وتكسير في الجسم لمدة يومين، وتساعد تلك العقاقير في فقدان 90% من الذاكرة الحديثة للفتاة، حيث لا تعلم ما حدث لها، وجدير بالذكر أن تظهر إيجابية المخدر عند التحليل بعد 4 أو 5 ساعات من خلال تحليل الدم، وفي البول من 4 إلى 5 أيام، لذلك يسمى بـ ” مخدر الاغتصاب”.
عند تناول جرعات زائدة من المخدر، تسبب مشاكل صحية خطيرة منها الإدمان، التعود الجسدي والنفسي عليه، حيث يحتاج الأشخاص المدمنين عليه إلى جرعات أكبر لتحقيق نفس التأثير، مما يؤدي إلى فقدان الوعي العميق، التسمم، صعوبة في التنفس، انخفاض ضغط الدم، وحتى الموت في بعض الأحيان.
العقوبة القانونية لمستخدمي مخدر GHP
اشار المستشار “عمرو شيحه” بخصوص عقوبة استعمال المخدر قائلًا “اولى الاجراءات التي نتخذها وهي جمع الأدلة والمعلومات المتعلقه بالقضية، ونعمل على تحليلها وتحديد نقاط القوه والضعف في القضية، ويجب على المتهم الاعتراف ومساعده الشرطه في كشف الحقيقه ومن الممكن هذا الاعتراف تخفف العقوبه عنه.

مخدر GHP
اكد المستشار القانوني أن العقوبة هي السجن المشدد لفترات تتراوح بين 3 الى 25 سنه وغرامة مالية تتراوح بين 10000 إلي 500 الف جنيه ومن الممكن أن تصل العقوبة إلى الإعدام في الحالات الخطيره مثل الاتجار بكميات كبيره من المخدر أو التورط في شبكات تهريب.
وذلك بالإضافة إلى نص المادة (267) وفق قانون العقوبات كل من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجني عليها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادمًا بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة.
أحداث من الواقع للاتجار بمخدر GHP
في نوفمبر 2024 ألقت السلطات المصرية القبض على عنصر إجرامي يحمل جنسية إحدى الدول والإعلامية وصانعة المحتوى “د. ف” صاحبه برنامج تلفزيوني، وبحوزتهما 180 لترًا من مخدر الاغتصاب في التجمع الخامس بمحافظة القاهرة، وتبين بالتحريات أن تم دخول المخدر إلى البلاد عن طريق عبوات تحمل ملصقات لشركات نظافة كوسيلة لتمويه، وقدرت القيمة المالية للمضبوطات بحوالي 145 مليون جنيه مصري.
“منظف عديم اللون ولا مخدر الاغتصاب” الجمارك المصرية تحرم الإتجار بـ مخدر GHP
أصدرت مصلحة الجمارك المصرية تعليماتها المشددة لمنع دخول مخدر GHP إلى البلاد في نوفمبر 2024، وذلك بعد إحباط محاولة تهريبة على هيئة منظفات، بالإضافة إلى وضع قوانين صارمة لتوجيه العاملين بفحص دقيق لجميع السلع والبضائع الكيميائية الواردة، لا سيما السوائل عديمة اللون والرائحة، ووضع المخدر في الجدول الأول للمواد المحظورة.
ونشرت المصلحة منشورًا في ديسمبر 2024 برقم 44 لسنة 2024، يحذر من تهريب المخدر إلى البلاد، وفي فبراير 2025 أعادت وزارة التجارة الخارجية التأكيد على منع استيراد هذا المخدر، مشددة على ضرورة إلتزام المنافذ الجمركية بالتعليمات الصادرة بشأن المخدر.
أوضح الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع بنقابة الصيادلة في مصر، أن تصنيع مخدر GHP كدواء معالج في مصر اختفى منذ 1990، ومن ثم قام تجار المخدرات بتصنيعه بطرق غير قانونية بهدف الإتجار وبيعه عبر شبكات الإنترنت.
أعراض تناول مخدر GHP
يوجد بعض التأثيرات الجانبية الخطيرة عند استخدام مخدر GHP، خاصة عند تعاطيه دون إشراف طبي، ومنهت التأثيرات قصيرة المدى التي تتمثل في النعاس المفرط، فقدان الوعي، الغثيان والقيء، الدوخه والدوار، الصداع الشديد، تشويش الرؤية وعدم التركيز بوضوح، وفقدان الذاكرة التي تجعله مرتبطًا بحوادث الإجرام.
ومن جانب آخر، التأثيرات طويلة المدى، التي تظهر عند توقف استخدامه بعد تعاطيه بشكل دائم، حيث يصبح الجسد معتمد عليه، مما يجعله يزيد من جرعة للحصول على نفس التأثيرات، منها الإدمان، أضطرابات في النوم، القلق والاكتئاب، التأثير على الجهاز العصبي المركزي، فقد يؤدي إلى تلف في الدماغ مما يؤثر على التفكير والذاكرة والقدرة على إتخاذ القرارات.
بالإضافة إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، صعوبة في التنفس أو توقفه في بعض الأحيان، فقدان الوعي أو ضعف الذاكرة، التشنجات العضلية والنوبات، والتسمم الذي يعد من أخطر الآثار الجانبية لاستخدام المخدر.
أما الآثار النفسية تتمثل في الهلوسة السمعية أو البصرية، فقدان السيطرة وعدم التحكم في الأفعال، والاكتئاب النفسي حيث يعاني الأشخاص الذين يستخدموه بشكل مفرط مم تقلبات مزاجية حادة.
ويعد من أعراض الإنسحاب التي يواجهها الشخص المقلع عن المخدر هي القلق، الأرق، الارتجاف، التعرق الشديد، الهلوسة، والنوبات، وتتطلب بعض تلك الأعراض إلى الإشراف الطبي والرعاية الطبية المتخصصة.
قول لأ ومتخفش.. نصائح طبية للوقاية من الوقوع في مأزق المخدرات
يجب الابتعاد عن الحفلات والاندية الليلية التي تكون بيئة محفزة لتعاطي وإدمان المخدرات بشتى أنواعها، وعند اضطرار للذهاب إلى إحداهما، كن حذرًا أن تترك مشروبك أو طعامك دون مراقبة، وبالشك في أن تم التلاعب به، قم بالتخلص منه في الحال.

أحمي نفسك من مخدر GHP
إذا كنت في مكان عام وودت أن تشرب شيئًا ما، عليك مراقبته جيدًا أثناء تحضيره، بالإضافة إلى عدم قبولك لمشروبات او أطعمة من أشخاص ليسوا في حالتهم الطبيعية، ورفض تام بطريقة حازمة عند العرض عليك أحد المخدرات.
عدم الخلط بين الكحوليات والمواد المخدرة، حيث بذلك يمكن أن يزيد من تأثيراتهما الضارة، ويعرض لمخاطر أكبر، وإن كنت تشعر بخطر أو تهديدات، يجب الابتعاد عن المكان فورًا، طلب المساعدة القانونية.
إذا كنت تشعر بالدوار أو الخمول أو الغثيان أو السلوك الغريب غير المعتاد، يجب عليك ترك المكان في الحال وطلب المساعدة من أحد الأفراد، يمكن أن يتم ذلك عن طريق تطبيقات الهاتف التي تسمح بمشاركة موقعك مع أحد الأشخاص الموثوق بهم، لأن هذه من الممكن أن تكون أعراض التسمم، حيث يعد معرفة الأعراض والتأثيرات للمخدرات على جسم الإنسان من أهم سبل الوقاية منها.
وبتلك السبل يستطيع ابنائنا حماية أنفسهم وأصدقائهم من الوقوع في مأزق المخدرات، ويجب على الفور الإبلاغ عن كل من يتاجر في هذه المواد السامه، أما بخصوص من يتعاطي تلك العقاقير عليه بسرعة التوجه إلى الأماكن المخصصة للإقلاع عن الإدمان، لبدء حياة جديدة صحية وآمنة.