تحية محمد
شهدت مصر في الأيام الماضية العديد من جرائم القتل البشعة، مع زيادة الجرائم في المجتمع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة بطرق وحشية.
من أهم أسباب هذه الجرائم:
هو أن المجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط، أو التفريط فإما تشدد، واهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين ،وايضا ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين.
كما أن هناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية و تنشئتها تنشئة سوية ،وغياب دور الآباء في التربية و انشغالهم بالحياة المادية، ومحاولة توفير متطلبات الحياة ،وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء.
الجريمة في أي مجتمع ترتبط بظروف المجتمع نفسه، لذا فزيادة معدل الجرائم في المجتمع المصري ترتبط بظروفه وخصائصه ،وكذلك المتغيرات التي حدثت به.
وذلك غياب دور المدرسة في التوجيه والإرشاد، وثقافة المجتمع التي تشجع على الجريمة والعنف و الموروثات الثقافية الخاطئة، مثل “جرائم الشرف”، وهو مصطلح خاطئ فلا شرف في الجريمة، فتلك الجرائم تحكمها عادات وتقاليد خاطئة، ويدفع ثمنها المجني عليه وليس الجاني.
وكذلك “جرائم الثأر”، فمازالت ظاهرة الثأر تحصد الأرواح، وإن كانت بدأت في الانحسار، وذلك بسبب عادات وتقاليد موروثة، بالإضافة إلى الإدمان، والمخدرات تزيد من معدل الرغبة لدى المتعاطي في القتل والسرقة وارتكاب الجرائم، وتدمر طريقة حكمه على الأمور، كما أن الإدمان يعد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة، وكذلك البطالة والفقر والضغوط الاقتصادية التي تلعب دوراً أساسياً في زيادة معدلات الجريمة والجهل، فكلما ارتقى المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع قلت معدلات الجريمة، بينما انتشار الجهل وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى العنف وارتكاب الجرائم:
غياب العدل والتعرض للظلم والقهر والعنف، بالإضافة إلى الخلافات الأسرية المتعلقة أحياناً بالميراث، وكذلك الطلاق الذي يؤدي إلى انهيار الأسرة، وضياع الأبناء، و يترتب عليه العديد من المشاكل، ك التسرب من التعليم وأطفال الشوارع ،وتشوهات نفسية للأبناء، ومن ثم زيادة معدلات الجريمة، انهيار المجتمع يبدأ من انهيار الأسرة، لذلك يجب أن تتضافر جميع الجهود للقضاء على الجريمة.
ويوجد عوامل أخرى مثل الإدمان والتربية غير السوية، تساهم في تنشئة أفراد غير اسوياء، ويعاني المجتمع من سلوكياتهم المضطربة التي تظهر بشكل كبير في سلوكياتهم والجرائم التي يرتكبها بعض الأفراد.
لابد من تصحيح المفاهيم الدينية، ونشر روح السماحة والرحمة، وقبول الآخر في المجتمع، وكذلك العمل على نسف جميع العادات، والتقاليد المتوارثة التي تخالف صحيح الدين، وتخالف الإنسانية والرحمة والعدل، ويجب أن يكون للمدرسة دور في التوجيه والإرشاد وتقديم القدوة للطلبة، ومن الضروري تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباء وأمهات قادرين على تنشئة جيل سوي وتوعيتهم بأسس التربية الصحيحة.
ولابد أن يتم القضاء على البطالة، والفقر وتحسين مستوى المعيشة، والقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، وإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى، مع الارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي للمجتمع، و تفعيل القوانين وتطبيقها على المجتمع دون استثناء، وسن تشريع قوانين تحمي المرأة والأطفال من العنف الأسري.