كتبت – هاميس درويش
الإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى القدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة أرضية ليلية.
والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات العلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، إلى حيث يعلم الله عز وجل.
بدأت حكاية الإسراء كما يرويها صاحبها (عليه افضل الصلاه والسلام) بقدوم ثلاثة من الملائكة الكرام، بينهم جبريل وميكائيل، ويقول رسول الله (صلي الله عليه وسلم) جاء جبريل وقال يامحمد فالتفت اليه ثم شق صدري،وثم غسلوه ما كان به من علٍ بماء من زمزم، ثم ملؤوا قلبه إيماناً وحكمه، ثم عرضه له لبناً وخمراً، فاختار رسول الله الكريم اللبن فشربه، فبشر جبريل بالفطره، ثم اركبه جبريل دابه يقال لها (البراق) فانطلق به البراق إلي المسجد الأقصى وكان يسوقه جبريل،فأنزله طيبه،فصلي بها،واخبره مايكون من هجرته إليها، ثم نزل إلي طور سيناء حيث كام الله موسي عليه السلام، فصلي به، ثم انزله بيت لحم مولد عيس عليه السلام، فصلي فيها، ثم دنا به إلي بيت المقدس فأنزله باب المسجد، وربط البراق بالحلقه التي كان يربط بها الأنبياء، ثم دخل المسجد ليلتقي أنبياء الله المبعوثين قبله فسلموا عليه،وصلي بيهم ركعتين.
وتابع أحداث المعراج بصعود الصخرة المشرفة؛ ذا سار جبريل بالرسول (صلي الله عليه وسلم) ثم حمله منها علي جناحه ليصعد به إلي السماء الدنيا، وستجلي بها بعد أن استفتح واستأذن، فاطلع الرسول علي بعض أحداث السماء الأولي، ثم ارتقى به جبريل إلي السماء الثانيه فاستفتح، فأذن له، فرأى فيها زكريا وعيسى بن مريم عليهم السلام الله جميعاً، ثم ارتقي به جبريل إلي السماء الثالثه فرأي فيها يوسف عليه السلام، ثم ارتقي به جبريل إلي السماء الرابعة وفيها إدريس، ثم إلي الخامسة وفيها هارون،ثم ارتقي به إلي السادسه وفيها موسي، ثم الي السابعة وفيها إبراهيم عليهم صلوات الله جميعاً وسلامه،ثم انتهي به جبريل إلي صدره المُنتهي.
وتقدم جبريل بالرسول (صلي الله عليه وسلم) إلي الحجاب وفيه مُنتهي فأستلمه ملك،وتخلف عنه جبريل فارتقي به الملك حتي بلغ العرش، فأنطقه الله بالتحيات، فقال عليه الصلاه والسلام، التحيات المبركات والصلوات الطيبات لله.
وفيه فرضت الصلاه خمسين علي النبي وأمته كل يوم وليله، ثم صاحبه جبريل فأدخله الجنة،فرأي من نعيمها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت،ثم عرض عليه النار،فنظر في عذابها وأغلالها، ثم أخرجه جبريل حتي أتيا نبي الله موسي، فأرجعة إلي ربه ليسألة التخفيف فخفف عنه عشراً،ثم أرجعة موسي فسأله التخفيف،فخفف الله عنه عشراً،ثم لم يزل بين ربه وموسي حتي جعلها الله خمس صلوات في اليوم والليله،ثم ارجعة موسي إلي ربه ليسأله التخفيف فأعرضه الرسول عليه الصلاه عن ذلك،استحياءً من الله تعالي وإجلالاً،إني قد فرضت عليك وعلي أمتك خمسين صلاه،والخمس بخمسين،وقد امضيت فريضيتي وخفف عن عبادي،ثم عاد به جبريل إلي مفجعه وكل ذلك في ليلةٍ واحدةٍ.
وهناك بعض الأدعية المستحبه في يوم الإسراء والمعراج وهي(اللهم إنك جبرت بخاطر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وغسلت أحزانه بالإسراء والمعراج وجبرت خاطره في شعبان فولَّيته قبلةً ترضاها وأعلنت على الملأ أنّك وملائكتك تصلون عليه وأمرتنا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم،أسألك يا الله أن تجبر بخاطرنا جبرًا يليق بقدرتك وعظمتك وكرمك يا الله وأن تتقبل دعاءنا وأن تعطينا سؤالنا وأن تبلغنا رمضان، ونحن بأحسن حال وأن تدخلنا الجنة برحمتك بصحبة نبينا وحبيبنا محمد،اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).
كانت هاتان الرحالتان(الأسراء والمعراج)تعويضاً إلي رسول الله وجبراً للخاطر،عما لقاه في الطائف من ذل والخفان والنكران وهي من أعظم المعاجزات الحثيه التي أخبر الله عنها بقوله(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).