تحية محمد
الأفكار الآليه التلقائية السلبية مصطلح من مصطلحات العلاج المعرفي السلوكي أن العلاج المعرفي السلوكي يقوم في أساسه على أن الأفكار هي التي تؤدي إلى نشوء المشاعر.
الأفكار السلبية هي التي تؤدي إلى نشوء المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب، فمثلا لنفترض أنك مررت على أحد زملائك في العمل وسلمت عليه ولم يلتفت لك، وشعرت بالضيق ،إن شعورك بالضيق الذي تحسه، لم ينتج حقيقة من الموقف نفسه مباشرة،فبعد الموقف، حدث تقويم معرفي داخل دماغك، وهذا التقويم المعرفي هو الذي أدى إلى نشوء الضيق.
والتقويم المعرفي هو إلا الأفكار التي مرت داخل دماغك بعد حدوث الموقف ، أن الأفكار التي راودتك حينها كانت من قبيل:
إنه لا يقدرني أو إنه لا يهتم بي أو إنه ليس زميلا جيدا وإلا كان اهتم بي ورد علي السلام. بل ربما تكون الأفكار التي راودتك من نوع أعمق بعض الشيء، إنني غير مهم لذا فهو لا يهتم بي أو لا أحد يقدر في هذا الزمان، أو لقد ذهبت الأخلاق: إنه آخر الزمان.
كل هذه الأفكار أدت إلى نشوء مشاعر الضيق داخلك. هي سلبية لأنها تعكس نظرة سالبة ، أن المشاعر السالبة التي تحدث جراء المواقف اليومية لا تتعلق بالمواقف ذاتها، أي أنها ليست نتاجا لازما وضروريا ينشأ عن المواقف أو المواقف الشبيهة طوال الوقت ومع كل الناس. فالأفكار التلقائية السلبية هي التي تنتج المشاعر السالبة وليست المواقف بحد ذاتها. إذا نستكشف الأفكار التلقائية، ونرى هل هي أفكار منطقية وعقلانية أم أنها ليست منطقية ولا عقلانية.
وإذاً، هل صحيح أن زميلك لا يقدرك؟ ما هي الأدلة على ذلك؟ هل هناك أدلة مضادة تثبت العكس؟ وحتى إن كانت هذه الأفكار منطقية وعقلانية ولها ما يبررها، فماذا سيحدث حقا لو أنه فعلا لا يقدرك؟ كيف سيحطم هذا حياتك ونفسك،لعله كان مشتت الذهن ولم ينتبه لي،وماذا يعني أنه لم يسلم علي، هل يجب أن أحصل على احترامي باحترام الآخرين لي أم يجب أن ينبع احترامي لنفسي من داخلي؟، لا يجب أن أعمم موقفا واحدا على مواقف زميلي الجيدة ،لا يجب أن أعمم موقفا واحدا سيئا حدث لي اليوم على اليوم كله، أن مشاعر الضيق التي ظهرت في الموقف يمكن أن تتبدل إلى مشاعر أخرى ، فلا تعود تحدث الألم النفسي ذاته لدى صاحبها.
إن الأفكار التلقائية تتطور إذن من قناعتنا العميقة ومن قوانيننا النفسية، وما نظن أن علينا فعله أو تركه، بالتالي يمكن أن تتغير الأفكار التلقائية التي نتلقى بها المواقف الحياتية اليومية ،عن طريق تغيير قناعاتنا الداخلية أو تبديل منظورها أو عن طريق تصحيحها.
تخطي الأفكار التلقائية السلبية ليساعدك في التغلب على المشاعر السيئة التي تمر بها في يومك.
فلا تدع التفسيرات السلبية تقودك باتجاه الضيق.
هناك دائما أفكار بديلة قد تكون أكثر منطقية وعقلانية من الفكرة التلقائية التي تبز فجأة بعد موقف معين، لا تدع الأفكار التلقائية تغزوك وتفاجئك وتعكرك؛ بادرها بمساءلة منطقية عقلانية، وصححها.