كتبت – آية الجوهري – هاجر محمود – أنوار إبراهيم
خيم الحزن على أهالي قرية الشبانات التابعة لدائرة مركز شرطة الزقازيق محافظة الشرقية، عندما شاهدوا جثة تطفو على سطح المياه، في بحر أبو الأخضر الكائن بالقرية.
ونظرًا للمثل الشعبي الذي يردده الكثير من الناس البسطاء وهو “من قتل يقتل” فتوعدوا للجاني بأن تكون نهايته مثل المجني عليه، وسيطر على أهالي القرية حالة من الصراخ والعويل الذي تبعه حالة من الألم والدموع والحزن.
هرول أهالي القرية تجاه موقع الجثة للتعرف عليها تحسبًا أن تكون من أحد أهالي القرية، ولكن لم يتعرف أحد عليها، وأبلغ الأهالي ضباط مباحث مركز شرطة الزقازيق بمديرية أمن الشرقية بوجود جثة في البحر المشار إليه، ورحلوا تاركين لهم اللغز لحله.
كان مسرح الجريمة خاويًا من أي دلائل أو قرائن، فكل شيء يؤكد أن الجاني كان حريصًا علي ألا يترك أثرًا خلفه يكشف عن هويته، وبدأت رحلة البحث عن كشف اللغز بالكشف عن هوية القاتل أولًا.
على الفور، انتقل اللواء حسن النحراوي مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية، واللواء عصام هلال نائب مدير أمن الشرقية، والمقدم محمد صدقي رئيس وحدة البحث بمركز شرطة الزقازيق، إلى مسرح الجريمة.
اخترقت صافرات سيارات الشرطة وعربات الإسعاف حاجز الصمت والسكوت بالمنطقة الهادئة على غير العادة، وتسائل عدد كبير من الأهالي عن سر هذا التواجد الأمني المكثف على الطريق وانتشار رجال الشرطة السريين بين الأهالي، ومن عرف بالسر باح لغيره.
تم انتشال الجثة وبالفحص ومناظرتها تبين أنها جثة المدعو “ع.م.ع”، 46 عامًا، عامل بمحل مأكولات شعبية، مقيم بأتريب دائرة قسم شرطة ثاني بنها، في محافظة القليوبية.
كانت بداية الواقعة بتلقي اللواء محمد صلاح مساعد الوزير مدير أمن الشرقية إخطارًا، من العميد محمود مرسي مأمور مركز شرطة الزقازيق يفيد بتلقيه بلاغًا من الأهالي بشأن العثور على جثة لرجل ملقاه في بحر أبو الأخضر، أمام قرية الشبانات.
وعقب مناظرة الجثة تبين أن الجثة مقيده بالحبال من قدميه ولا توجد أي إصابات، ونظرًا لخطورة البلاغ أصدر اللواء محمد صلاح مساعد الوزير مدير أمن الشرقية تعليماته إلى اللواء حسن النحراوي مدير إدارة البحث الجنائي بسرعة عمل فريق بحث، والوصول إلى مرتكبي الواقعة.
وجاء في اجتماع عاجل أشرف عليه اللواء حسن النحراوي، بحضور المقدم محمد صدقي رئيس وحدة البحث بمركز شرطة الزقازيق، لوضع خطة أمنية محكمة للوصول للجناه والقبض عليهم؛ للحد من تلك الظاهرة المخيفة.
عقب تقنين الإجراءات، تبين أن مرتكبي الواقعة كلًا من: “ا.ا.م”، 35 سنة، عاطل، ومقيم ببرقطا التابعة لدائرة مركز شرطة كفر شكر محافظة القليوبية، و”ش.ا.ج”، 23 سنة، ربة منزل، زوجة المتهم الأول، و”ع. ا. ع”، 27 سنة، كهربائي مقيم بشارع إبراهيم الدسوقي في بهتيم – شبرا الخيمة، في القليوبية، و “نجل عمة الأول”.
وذلك لقيام المجني عليه بالتحرش بزوجة المتهم الأول، وعدم وفاء المجني عليه بمشاركته المتهم الأول في “مشروع مطعم المأكولات”، فقام المتهمين بإعطاء المجني عليه كوبًا من العصير به عقار “كلوزابيكس” المهدئ.
وعقب غيابه عن الوعي قامو بالتعدي عليه وتقيده بالحبل وإلقائه بمياه “بحر مويس” ناحية كفر شكر، وتم ضبط المتهمين وعرضهم على النيابة العامة، والتي قررت بحبسهم جميعًا على ذمة القضية.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وتم تحرر المحضر برقم 3708 لسنة 2024 جنح مركز الزقازيق، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.