تحقيق ـ بسمة البوهي
أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية والتي أتاحت الفرصة لظهور جريمة بشعه مثل الإبتزاز الإلكتروني، والذي يعد واحد من أكبر التحديات التي تواجة الأفراد والمجتمعات وهذه الجريمة الخفية التي تخترق خصوصيتنا، وتستهدف الضعفاء وإثارة تكون خطيرة لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية وإستغلال هذا الإبتزاز لأمور خفية جداً.
أراء المواطنين في الإبتزاز الإلكتروني
قال (ح.ح) “أنا كشاب أستغل التكنولوجيا في عملي بدلاً من أن أعمل عمل واحد أصبحت أعمل عملين لتحسين داخلي، وأستغرب على هؤلاء الذين يستغلونها للتهديد و كسب الأموال وأصبح هذا الأمر مخيف لأني أخاف أن أحد يهكر تليفوني ويأخذ المعلومات وشغلي الذي به، فلذلك كل أسبوع على الأقل أغير كلمة السر خاصة بحساب”.
وأضاف (أ.م) “أصبح الإبتزاز الإلكتروني شيء مخيف جداً لأن من فترة سمعت أن ولد أخذ صور بنت وتم تهديدها إما أن تدفع فلوس، أو يتم نشر الصور علماً بأنه هكر تليفونها ومن الخوف لم تخبر أحد من أهلها وبعدها نشر صورها على مواقع التواصل الإجتماعي، وطبعا أهلها شافوا الصور وهي علمت بذلك وبعدها بيوم لا أكثر أدى هذا الأمر إلى إنتحارها”.
وتابعت (ه.ص) “انا كنت أنشر صوري على مواقع التواصل الإجتماعي، وعندما علمت هذه الأمور حذفت كل الصور ولم أعد أنشر صور حتى أخاف أن انشرها على الوتس الذي به أصحابي وأقاربي فقط، ولكن لم أعد أثق في أحد وهذا الأمر جعلني لا أتصور مع أصحابي ولا حتى أقاربي وأنا أُطالب بسجن كل من يفعل هذا ويتم تعذيبة مثلما يُعذب الضحايا”.
واكدت (و.أ)”أنا أنصح أي بنت لا تعطي الأمان لأحد لأن معظم الشباب ما عادش ليهم أمان مهما كان الشخص قريب منك حتى لو كان خطيبك بلاش تبعتي صور أو تتصوري صور معاة على التليفون بتاعة، ولو حصل حاجه زي كدا وتم تهديدها بواسطه أي شخص يجب عليها أن تبلغ أحد أفراد العائله للتدخل في الموضوع، و بلاش هي تبان في الصورة و ربنا يحفظنا جميعاً”.
وأشار (س.ع)”هذه الأيام أصبحت مخيفة جداً بسبب إحتياج الشباب للأموال لأغراض كثيرة مثل شرب السجائر أو المخدرات أو غيرها، لهذا يفعلو ذلك وكان يقال إن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، لكن أصبحت ذو حد واحد وهو إستغلال ضعف الناس وخاصةً البنات”.
واقع مرير حدث في إحدى القرى
في بداية القصة كان شاب يدعي أنه يحب ويعشق فتاة وهي كانت تحب بصدق وبالفعل تقدم لها وتمت الخطوبة بنجاحة، وبعد مرور فترة أهالي البنت سألوا على الشاب مثل أي أهل يفعلو ذلك للإطمئنان على أبنتهم وجدوا أنه يتعاطى المخدرات، ويمشي في سكة مش كويسه وبعد معرفتهم بهذه المعلومات.
تم فسخ الخطوبة لكن مثل أي خطوبة كان بينهم صور والمفروض تكون أتمسحت بعد انتهاء علاقتهم، ولكن حدث العكس بدأ بتهديدها إما أن تذهب له أو ينشر الصور على الإنترنت، ولكن لم تذهب له ثم نشر الصور والفيديوهات وكان من إيميل وهمي حتى لا يقولون أنه من فعل ذلك علماً بأن هذه الصور والفيديوهات كانت على تليفونة الشخصي، أيعقل أن أحد سوف يأخذ الصور ويهدد البنت وأنه يعلم أن معه الصور والتي من المفترض حُذفت.
ولكنها لعبة منه ليقول أنه الضحية مثلها وأن الإيميل الذي نشر هذه الصور يهددة أيضاً، وبعد فترة كبر الموضوع وتدخلت الاهالي لحذف هذه الصور ولكن لم يتغير شيء ولكن من قلة عقل الشاب بنشرة للصور أنه فضح نفسه أولاً قبل الضحية مثلما يقولون من “يحفر حفرة لاخية المسلم يقع فيها”، لأنه تم مقارنة المحادثات التي بينهم والشخص الذي يهددهم ووجدوا أنه نفس أسلوب الشاب وفي النهاية وصل الموضوع للشرطة ويتم حلة الان.
الجانب النفسي حول هذه القضية
أشار الدكتور (عاطف الشوبكي) دكتور الصحة النفسية ومدير مستشفى العزازي للصحة النفسية، إن الإبتزاز الإلكتروني يصنف كمرض نفسي عندما يقضي الانسان معظم أوقاتة أمام شاشات التليفون، مما يجعله مقصر في أداء واجباتة الاجتماعة وتنشأ عنه إعاقة فعلية التي تنشأ مشاكل مع أسرتة وعملة، ويترك هواياتة وأنشطتة الممتعة ويظهر هذا عندما يكتفي بالتواصل الإجتماعي وفي هذه الحالة تجعلة بحاجة إلى متخصص نفسي.

الدكتور عاطف الشوبكي طبيب نفسي
ويضيف الدكتور النفسي نتيجة الإبتزاز الإلكتروني، أن الضحية تشعر بعدم الأمان والإستقرار النفسي، ويجعلة ينسحب من الحياة الإجتماعيه ويكون عنيفاً مع نفسه والاخرين وهذا يؤثر بالسلب على حياتة.
تابع الدكتور الطرق التي يجب أن يتعامل بها الآباء مع أبنائهم الذين تعرضوا للأبتزاز، يجب عليهم أطمئنانهم والوقوف بجانبهم ومتابعتهم بحرص والتنبية عليهم بعدم الدخول في مواقع تكون خطيرة، ويجعلهم يعتمدون على التواصل المباشر مع أصدقائهم الذي يعمل على نقل الاحاسيس الوجدانيه الذي يكون أقوى من التواصل الإلكتروني، والذي ينقل الدفء والمحبة بينهم ما لا تستطيع الالات أن تنقلها.
أسباب الإبتزاز الإلكتروني
يعمل الإبتزاز الإلكتروني على كسب المال حيث يهدد الشخص الضحية بالصور أو أشياء تهمة في العمل بأخذ منه أموال كثيرة، ومن الممكن أن يكون للتسلية حيث يحب الشخص رؤية الناس تتذلل لهم أو الإبتزاز للسيطرة والتحكم في الناس وهذا الفعل يجعلهم يشعرون بالقوه والناس تحتاجهم، ويكون لهم قيمة وأنهم في الأساس لا يملكون هدف واضح من هذه الأفعال غير فرد السيطرة.
وبالإضافة إلى إنتشار الجهل بمعرفة مخاطر النت هذا يجعل الناس تستغلهم، ومن الممكن أن تكون أسباب نفسية لأنه لا يملك ثقة بنفسة فيفعل ذلك ليوهم نفسة أنه يمتلك ثقة والناس تخاف منه، وأيضاً هناك أشخاص تكون على درايه كافيه في الانترنت مما يجعل اشخاص يذهبون لهم عندما يغضبون من أشخاص فيعملوا على إبتزازهم لرؤيه ضعفهم.
الجانب القانوني في هذه القضية
وبالحديث مع المستشار (حسام الشتري) في مثل هذه القضايا قبل التوجة إلى المحكمة وتكبير الأمور أتحدث مع الجاني في حل المشكلة مع بعضنا البعض، وإذا رفض أتوجة إلى عمل قضية حيث أجمع المعلومات الكافية وصور المحادثة الذي بينة وبين الضحية، والذي بها تهديد وتسجيلات أيضاً وأعمل قصار جهدي لأنصف المجني عليه.
عقوبات الإبتزاز الإلكتروني
ويضيف المستشار القانون العقوبات حيث يعاقب المتهم في مثل هذه القضايا بالسجن لمدة تتراوح بين 3 إلي5 سنوات، وليس ذلك فقط بل عقوبة مالية تصل الى 100 الف جنية، وبالاضافة الى حظرهم من استخدام الانترنت او وسائل التواصل الاجتماعي لفترة معينة.
أنواع الإبتزاز الإلكتروني
يوجد أنواع مختلفة للأبتزاز الإلكتروني منها، اولاً الإبتزاز من أجل المال حيث يُأخذ الصور من بنت ويبتزها أو ياخذ معلومات مهمة من شخص لها علاقة بعملة او معلومات خاصة ويتم طلب أموال كثيرة، ثانياً الإبتزاز العاطفي وهو الإبتزاز لتحقيق أهداف شخصية أو اهداف مخلة للأخلاق، ثالثاً الابتزاز الوظيفي حيث يهدد شخصية مهمة ولها مكانة في المجتمع بمعلومات حساسة أو مستندات مهمة ويطلب منه فديه بغرض اعطاء الاموال او أن يفعل له شيء معين.
الآثار النفسية التي تحدث للضحايا
يؤثر الإبتزاز على الضحايا حيث يثير قلقهم وتوترهم بسبب التهديد، ومن الممكن أن يتعرضوا لضغوطات نفسية تؤدي إلى الاكتئاب والذي يؤثر على سعادتهم وحبهم للحياه وهذا يجعلهم يخافون من الناس ويفقدون الثقه في أنفسهم والأخرين، والذي يؤدي إلى الأنطوائيه والعزلة عن الناس والابشع من ذلك أنه يؤدي إلى الأنتحار لتفادي هذه الامور، والذي يجعل الأشخاص المبتزين يفكرون في الإنتحار لأعتقادهم أنه هو الحل، هل الانتحار هو حل أي مشكلة عموماً.
الأهالي لهم دور كبير في توعية أبنائهم بعدم فعل هذه الأشياء، لأنها تجعل الشخص ذو أخلاق متدنية ويجب تعليمهم القيم والاخلاق، حيث أن وجد صاحبهُ يفعل هذه الأشياء ويريد أن ينشر صور لبنت يطلب منه ألا يفعل ذلك لأنها سوف تحدث له في أحد من أفراد عائلته اذا كانت أختهُ أو أمهُ أو زوجتهُ، ويتحدث معهُ عن ستر الناس وعدم فضحهم على السوشيال ميديا لعلهُ يكون سبب في عدم فضيحة الناس ويتراجى صاحبة عن هذه الأفعال.
كيف يتعامل الضحايا مع المبتزين
يجب ان يمتلك الضحية ثبات إنفعالي ولا يظهر التوتر والخوف، لأنه سوف يجعل المبتزين يزدادون من تهديداتهم ويجب عدم الرد عليهم، ويجب عليهم تسجيل المكالمة أو الاحتفاظ بالرسائل وشات وعلى الفور يتم تغيير كلمة السر للحساب والأفضل تغيير الحساب، وبعد تجميع كل هذه الادلة يتوجة بها للشرطة والبلاغ على المبتز.
كيف يجب علينا حماية انفسنا من هذا الوحش
يجب علينا إستخدام كلمات مرور صعب تخمينها والإبتعاد عن تكرار نفس كلمة المرور لأكثر من حساب، وبالإضافة إلى تحديث البرامج بأستمرار لضمان الحصول على آخر تحديثات الأمنية، وعدم فتح أي رابط من أشخاص غير موثوق بهم وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مثل الايميل أو البريد الالكتروني مع أحد ويستخدام برامج الحماية.
دور الجهات المختصة في الإبتزاز الإلكتروني
تعمل الجهات المختصة في مكافحة الإبتزاز الإلكتروني التي تضمن حماية للأفراد وتقديم الدعم للضحايا، وتعمل على نشر الوعي بين الأفراد حول مخاطر الإبتزاز من خلال حملات التوعية، وعندما يتلقون البلاغات يبدأوا في التحقيق وجمع الادلة، وعملوا على التطوير وأستخدام التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الابتزاز وكشف المبتزين بسرعة.
قد علمنا مخاطر الإبتزاز الإلكتروني والدوافع التي تؤدي إلى ذلك، فيجب علينا جميعاً أن نكون معاً يد بيد لمواجهتة، وتحقيق الأمان الرقمي ومع القوانين الصارمة والتكنولوجيا المتقدمة يمكن هذا أن يمنحنا القوة لمواجهة هذه التحديات، فلنقف جميعاً ونتعهد بحماية انفسنا ومجتمعنا من مخاطر الإبتزاز الإلكتروني.