تحقيق – مريم محمد
يُخيل للبعض أن هناك ظاهرة بطالة، ولكن ما هناك ليس إلا شماعة قد يعلق عليها البعض نتاج الكسل وقلة السعي، ويمكن أيضا ان يكون هناك فعلاً بطالة، في كلتا الحالتين سنعيد النظر في تلك القضية مرة أخرى لعلنا نجد إجابة وسط جموع الآراء.
الشارع يطرح سؤال ويجاوب آخرين
قال “أحمد طلعت” إتكال الشباب على الأب والام في تدبير شؤون حياتهم والاتكال في جميع النفقات اليومية، حيث أن هناك أباء وأمهات لا يجعلون أبنائهم يشعرون بأنهم لابد أن يكتسبو قوت يومهم ونفقاتهم الشخصية من حصاد أعمالهم فينفقون عليهم ولا يهتم على العمل والاكتساب من كد يومهم.
وتابع “محمد عبدة” إنتظار الشباب لفرص عمل في أحلامهم غير متوفره على الواقع فمثل “حمدي حسين” ظل ينتظر الوظيفه التي تتناسب مع المؤهل الدراسي الذي حصل علية حتى وصل سنه “40” عامًا، مع العلم أنه كان لديه وظائف كثيرة من القطاع الخاص ولكنه رفض وضاع من عمره الكثير والكثير.
واضاف “أحمد محمد” عدم قبول الشباب بالوظائف التي لا تعطيهم المرتبات التي يحلمون بها فيظل الشباب ترفض كل وظيفة تاتي إليهم براتب لا تتناسب مع أحلامهم فيظلون في البطالة الوهمية، الشباب التي تنظر العمل في القطاع الحكومي ولا تنظر العمل في القطاع الخاص ويرفض العمل في القطاع الخاص وينظر في اصطلاحة الوظائف الوهمية إلى أن ياتي الوظيفه الحكومية فيا ترى تأتي ام لا وهو يصر على الانتظار.
وأشارت “ملك محمد” وهناك نوعًا اخر من الشباب من لايرغب العمل في القطاع الخاص ولا الحكومي ويريد أن يكون صاحب عمل وهو لايملك رأس المال أن يكون صاحب مشروع فيظل في استراحة الوظائف الوهمية.
واختتم “خالد سعد” وهناك شخص لايريد الالتحاق بالوظيفة الحكومية ولا القطاع الخاص ويصر على الهجرة بين البلاد ويظل يسبح ويعوم في الأحلام.
طبيب نفسي يضع حلًا لمشكله البطالة
قال “إيهاب محمود” خبير تربوي، يكمن الحل في توجيه الدولة نظرها نحو التعليم الفني والاهتمام به والحث عليه وتطويره وعلى المجتمع تغيير مفهومه عن خريجي التعليم الفني على أنهم أقل شأنا من خريجي الثانوية العامة وعدم النظر إلى خريجي التعليم الفني نظرة أدنى من خريجي الثانوية العامة.
يساعد التعليم الفني الخريجين على المشروعات الصغيرة و تطويرها كل في تخصصه مما يؤدي إلى زيادة عجلة الإنتاج وعدم انتظار الخريج وظيفة سواء في القطاع العام أو الخاص و هذا يساعد الدولة في عدم اضطرارها لتوفير وظائف لقطاع كبير من الشعب ومن ثم الاضطرار إلى توفير رواتب وما إلى ذلك.
أثرت بالطبع الوسائل الحديثة بشكل سلبي على التعليم الفني والمشروعات الصغيرة فعلى سبيل المثال الملابس الجاهزة قضت تماما على مشروع صغير مثل الأقمشة وتفصيل الملابس وهذا المشروع كان يعمل به شريحة من الشعب ومثال آخر الأثاث الجاهز فمدينة دمياط كانت مشهورة بالأثاث وما إلى ذلك و صناعة السجاد اليدوي وغيرها من المشروعات الصغيرة قد جرفها تيار المصانع الحديثة و وجد المشتغلون بها أنفسهم بلا عمل.
تؤثر البطالة بالسلب على الصحة النفسية للعامل فالإنسان العامل لا يحب أن يجد نفسه بلا عمل وبالتالي بلا مال وبالتالي لا يستطيع توفير متطلباته واحتياجاته مما يؤدي إلي الاكتئاب مثلاً، والعامل العاطل حينما يجد نفسه بلا عمل قد لا تطيق أسرته ويؤدي ذلك إلى زيادة نسب الطلاق.
ويجب أن نوجه الشباب توجيها إلى التعليم الفني كالثانوية العامة والحث عليه وعلى أهميته وذلك من خلال الأعمال الدرامية وسائل الإعلام.
كيف عالج الإسلام مشكلة البطالة
يحث الإسلام على العمل ويرغّب فيه، ويحذّر من البطالة، حيث يقرر الفقهاء أن البطالة حتى لو كانت للتفرغ للعبادة مع القدرة على العمل والحاجة إلى كسب قوته وقوت من يعوله تكون حرامًا.
واجه الإسلام مشكلة البطالة بعدة وسائل، مثل الدعوة إلى العمل وبيان فضله حث الإسلام على العمل ودعا إليه، وقاوم الكسل ولم يرتضيه مسلكًا للمسلم، وصحح مفهوم التوكل على الله وأنه لا يتعارض مع قانون الأخذ بالأسباب.
وننصح كذلك من حملهم الله تعالى مسؤولية أمور هذه الأمة، أن يستشعروا أنهم مسؤولون بين يدي الله تعالى عما استرعاهم؛ فعليهم أن يهتموا بحال أصحاب البطالة، وحال المحتاجين من العجزة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “كلكم راع، ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته”.
اما الشباب الذي يرغبون في السفر للخارج والهجرة من الوطن فلابد أن بفكرو جيدًا لأن وطنهم أولى بهم ولابد أن يشعروا بالانتماء لهذا الوطن فبدل ان يعمر في الخارج يعمر وينتج في بلدة.
في الختام، نجد أن البطالة هي مشكلة عالمية تؤثر على الأفراد والمجتمعات والاقتصادات بأكملها، إنها مشكلة تؤثر على الكرامة الإنسانية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لذلك، يجب علينا أن نعمل معًا لمعالجة هذه المشكلة، من خلال تطوير السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى توفير فرص العمل وتحسين ظروف العمل.