حوار – فاطمة ثروت
أُسدل الستار عن مسابقة الدوري المصري الممتاز لعام 2022/2023 حيث توج بها الأهلي ليحصد اللقب للمرة الـ43 في تاريخه، وذلك بعد موسم شاق ملئ بالتحديات والصعوبات سواء من لاعبي الفرق المشاركة أو من طاقم تحكيم اللقاءات الذي بذل قصارى جهده لتفادي الأخطاء والظهور بشكل عادل.
وتواصلت “الأنباء المصرية الجديدة” مع “محمد محمود العتباني” حكم الدوري المصري الممتاز ومشرف نشاط رياضي بمديرية الشباب والرياضة، وبن مدينة القنايات، مركز الزقازيق، محافظة الشرقية، للحديث عن أسباب لجوءه لمجال التحكيم، كاشفًا ما وراء الستار بشأن استبعاد حكام معينين من بعض المباريات.
– في البداية؛ حدثنا عن مسيرتك في مجال التحكيم، ولماذا أخترته بالتحديد؟
لعبت في بدايتي كرة القدم بمراكز الشباب الخاصة ببلدي ولعبت لصالح بعض الأندية كالإسماعيلي والسكة الحديد وغيرها، ولكن لم يكتمل مشواري مع الساحرة المستديرة بسبب تعرضي لإصابة بالرباط الصليبي، واتجهت لمجال التحكيم في موسم 2003/2004 وأصبحت حكم درجة أولى في عام 2011 وحصلت على رخصة الملعب في سنة 2018.
وحظيت بفرصة لأصبح حكم للدوري الممتاز بعدما أصدر المهندس أحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة السابق قرارًا بعدم مشاركة الحكام الدوليين في الممتاز ب فهذا أعطى فرصة للجنة الرئيسية بإعطاء فرصة للحكام الآخرين المتواجدين وأنا كنت بينهم وحظيت بالفرصة، وأيضًا كنت شغوف ومحب للعب الكرة حتى بعد أن تعافيت من إصابتي، وعندما وضع بعض المراقبين أنظارهم حولي خلال تحكيمي للقاءات حصلت على إعجابهم وطلبوا مني ترك لعب الكرة والتركيز في هذا المجال.
– ما تقييمك لمستوى التحكيم هذا الموسم في الدوري المصري؟
أقيمه بجيد جدًا وذلك لإختلافه من وقت لآخر بالدوري، حيث كانت توجد فترة يسير بها التحكيم بشكل جيد وأخرى كانت تتواجد بها أخطاء، ولكن كمقياس للتحكيم بالموسم كاملًا جميع المبارايات مرت بسلامة حتى وإن كان هناك أمور خاطئة فكانت غير مؤثرة وبعدد لقاءات قليلة، ووقع في هذه الأخطاء حكام كبار.
– هل زادت الضغوطات على الحكام في ظل وجود وسائل التواصل الإجتماعي وبرامج تحليل الفضائيات؟
هذا شئ اكيد ونحن نتحلى بضبط النفس بالملعب ويجب أن يكون خارجه أيضًا لمعرفة مواجهة ضغوط التواصل الإجتماعي وبرامج التحليل الذي أرى الهدف منها هو الإنتقاض والتركيز على الأخطاء فقط ويمكن سرد نجاح حكم أو أخطاء آخر فلا يوجد معيار ثابت في التحليل وهذا يزعجنا ويضعنا في ضغوطات كثيرة ويجب علينا كحكام عدم متابعة هذه الوسائل والعمل على الخروج من هذه الضغوطات، وأميل للماضي بسبب عدم تواجد هذه الأساليب.
– رأيك في الأندية التي تطالب استبعاد حكام معينين، والاستعانة بآخرين خلال المباريات؟
يعد ذلك شئ مؤسف جدًا بكل تأكيد لإختيارهم من يدير المباراة تحكيمًا ومن لا، ولكن لجنة الحكام تتعامل مع هذه المواضيع بإحترافية ولا تضع الحكم تحت ضغوط كبيرة وتعمل على وضع كل حكم في المباراة التي تتناسب معه بحيث تتجنب الأزمات مع الأندية والحكام.
– رأيك في تقنية “الفار” وهل ترى أنها عادلة؟
تقنية تحقق العدل بشكل كبير، ولكن لا توجد عدالة كاملة حيث في ظل وجود “الفار” تتواجد بعض الأخطاء ولكن تقل بكل موسم عن الآخر، وأتمنى الوصول لمستوى عالي في إستخدامها وتطبيق برتوكول التقنية بشكل جيد، وأرى أنها عملت على تقليل متعة كرة القدم بعض الشئ ولكن لدينا تعليمات من اللجنة بالتعامل معها بسرعة وأنها تأتي بمساعدة الحكم وليس لبحث حكم “الفار” عن الأخطاء وذلك يستغرق وقتًا طويلًا فذلك سيؤدي لوقوف اللعب وتقليل متعته، ومصر أصبحت متطورة في ظل استخدام التقنية.
– إذا صادفتك واقعة مثل أزمة حسين الشحات مع محمد الشيبي أثناء تحكيمك لمبارة ما كيف سيكون رد فعلك على ذلك؟
سأقوم بطرد حسين الشحات من الملعب وإشهار البطاقة الحمراء له وتدوين هذه الواقعة بتقرير المباراة، ولكني أستنكر هذا الموقف من مهاجم الأهلي مع الشيبي وذلك لهدوءه وقلة مشاكلة باللقاءات، وحلت بي حالة من الإستغراب الشديد بسبب رد فعله وحتى إن كان تعرض لضغوطات كبيرة من قبل لاعب بيراميدز فيجب عليه أن يتعامل معها بأقل حدة من ذلك.
– كحكم، تفضل تواجد الجماهير؟ وهل تواجد الجمهور يشكل فارق؟
يشكل فارق كبير جدًا ونحب تواجد الجماهير، ومن الأندية الأقرب لقلبي هو نادي الشرقية بسبب جمهوره وله شعبية كبيرة جدًا، وذلك يحفزنا ويعطي لنا قوة كثيرة ودافع قوي ويضعنا في كامل تركيزنا للخروج بمباراة جيدة، والجمهور هو اللاعب رقم 12 للفريق.
– أصعب مباراة قمت بإدارتها؟
تتواجد المبارايات الصعبة في دروي القسم الثاني أكثر من الأول “الممتاز” خصوصًا الأندية التي تنافس على الهبوط والصعود، وأصعب اللقاءات مثل “بلدية المحلة، وحرس الحدود”، “الجزيرة مطروح، والأولمبي”، “الترجي، والحرية”، “شبان بدوي، ونبروه”، “سيراميكا كليوباترا، الاتحاد السكندري”، “فاركو، سيراميكا”.
– أحداث مباراة عالقة في ذهنك؟
يوجد العديد أبرزها مباراة سيراميكا والاتحاد السكندري بالممتاز، حيث أن الحارس أحمد يحيى خرج من اللقاء حزين ويبكي بسبب انتقاد الجمهور له وفي ظل وفاة شقيقة قبل المباراة بيومين وأوقفت المباراة بعد خروجه ليبدل مع رفيقه بالمركز والفريق.
ويوجد حدث آخر بلقاء إنبي وسيراميكا، حيث أنه كان يوم عاشوراء وكانت تتواجد لاعبين كثيرين صائمة بأرضية الملعب وعملت على إيقاف اللقاء لمدة دقيقتين لكي تجرح النجوم صيامها مع أن ذلك مخالفًا للوائح والقوانين.
– بنهاية الحديث من هو مصدر الدعم لـمحمد العتباني؟ ووجه كلمة له.
أريد توجيه كل الشكر لمن ساعدني في مجال التحكيم سواء بإتصال أو كلمات دعم وتحفيز، وأشكر والدي على وقوفهم بجانبي، وزوجتي مصدر دعمي التي لا أستطيع نسيان كل الأمور التي كانت تفعلها لتقويني خاصة أنها عاشت بجواري كل الضغوط ورأت كل انفعالاتي إن أخطاءت بمباراة وتحاول أن تبعد عن كاهلي هذا الهم.