كتبت تحية محمد
يعد الخرس الزوجي أخطر الاسباب المسببة للانفصال بين الزوجين، بعد الانفصال العاطفي بحسب أطباء النفس، وفيه تقتصر العلاقة بين الزوجين على تلبية الحاجات المادية، والجنسية فقط، فيتناولا مثلا الطعام سويا ،ويخرجان لشراء اشياء المعيشة، ويقل الكلام بينهما ويتبادلان الحديث فقط حول الشؤون العامة، او اشخاص اخرين من دون الاقتراب الى مشاعرهم، وأحاسيسهم المتبادلة.
كما تتحول الانشطة اليومية الى روتين خال من البهجة والمرح، كما يقوم الزوجين بتصنع الاهتمام ببعضهما البعض أمام الآخرين، بخلاف طبيعتهم.
الصمت الزوجي مشكلة يعاني منها بعض الأزواج، وهي مؤشر على فتور العلاقة الزوجية وجمودها ؛لأن سلامة التواصل الزوجي واستمراريته، وصحته له أثر كبير في العلاقة الزوجية، وتماسكها واستمرارها، وحصول التوافق الزوجي وقوته.
فالخرس الزوجي يبعث على مشاعر اليأس، لدى كثير من السيدات،حيث ترى زوجها إذا كان خارج البيت يضحك ويمازح، فإذا ما دخل إلى بيته أصيب بصمت وسكتة كلامية ، كما أن هذا الخرس يستثير الرجل ويزعجه بصورة كبيرة، ويترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية، حدوث أزمة حقيقية، يترتب عليها مشاكل صحية، ونفسية، واجتماعية ، بل ويتأثر به الأولاد تأثرا مباشرا ،فلا يعرفون فن الحوار، ولا يجيدون فن الاتصال والتواصل مع الناس.
أما العلاقة الحميمة خلال فترة الخرس الزوجي فتكون تلبية لحاجة جسدية، أو عملية بيولوجية بحتة ،لإشباع الغريزة خالية من الحب،يمكن أن يكون الخرس الزوجي يسبب امراض صحية للزوجين، ويكون أيضا بسبب قلة خبرة الطرفين، وبالطرق الصحيحة لتعامل كل منهم مع الآخر، فيسبب ذلك عدم قدرة على التواصل مع بعضهما،يختارون البعد ثم الانفصال.
كما تلعب الاضطرابات الأخلاقية والجنسية والنفسية، لدى أحد الشريكين دوراً مهما في وجود الخرس الزوجي، ويمكن مواجهة مشكلة الخرس الزوجي،فانه يجب أن يسعى كل شريك إلى فهم الطرف الاخر ،وطباعه واهتماماته وكل ما يمكن أو يحسن مزاجه، وعلاج أي مشكلة او اضطراب نفسي، مع ضرورة فتح الحوار بين الزوجين ،والاتفاق سويا على وضع حلول، لتجاوز الازمة ومعرفة كل طرف واجباته،تجاه الشريك قبل الحقوق.
وفي حال فشلت كل هذه الطرق، في حل المشكلة فإن الطلاق يكون الأنسب للزوجين،وذلك لحماية الاسرة من تداعيات العلاقة الزوجية المشوهة.
الخرس الزوجي يدمر الحياة الزوجية ،لذلك ينصح الخبراء والاطباء بعدم التعايش مع الخرس الزوجي، نظراً لمضاعفاته الصحية الناتجة عنه، إذ يسبب ظهور أمراض عدة نتيجة هذه الضغوط، ابرزها امراض الضغط والسكري، وتهيج القولون، العصبي والسمنة والعصبية، والتوتر والأرق وغيرها،الخرس في الحياة الزوجية مرض قاتل وداء فتاك، يقضي على الأسس والأصول التي ينبغي أن تبنى عليها الحياة الزوجية،والتي أرشدنا إليها القرآن الكريم في قوله سبحانه : ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “صدق الله العظيم
فالتعايش مع الخرس الزوجي يولد شحنات سلبية، تنعكس على نفسية الأطفال فتسبب لها الخلل في شخصياتهم منذ الطفولة، كما أنهم لن يقدروا والديهم في ما بعد.
كما أن غياب المشاعر والاحاسيس العاطفية بين الزوجين، تجعل الأطفال غير قادرين على التعبير، عن مشاعرهم في المستقبل أو تنشئة أسرة متوازنة نفسيا.