متابعات ـ بسمة البوهي
تعد السباحة من الرياضات المفيدة والجميلة، التي تعتبر مهمة للصحة وتقوية الجسم، وهي من الرياضات المحببة في الإسلام وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم السباحة، والرماية، وركوب الخيل “، وذِكر هذه الرياضات تدل على أهميتها وفوائدها للإنسان.
ويحرص الإسلام على حفظ العفة والخصوصية، خاصًة في الأنشطة التي تتطلب كشفًا للجسد، مثل السباحة ولذلك فإن وجود مدرب سباحة “رجل” لتعليم النساء يعد من المحظورات، وهذا للحفاظ على كرامتها وحيائها.
رأي الدين في مدرب السباحة الرجل
يؤكد الشيخ “محمد حسبو” أن الرجل لا يجوز أن يختلط بالنساء إلا في حدود العمل أو لطلب المساعدة، لأن الإختلاط يعتبر حرام شرعًا، فلذلك يعد تدريب الرجل للمرأة أو للشابة البالغة تعد حرام شرعًا، لأن هذا يعتبر إختلاط وخلوة.
ويضيف الشيخ وكلنا ندرك أن ملابس السباحة تكون كاشفة لعورة النساء، وهذا غير جائز، وأن طبيعة التدريب تتطلب تقارباً جسدياً او توجيهًا مباشرًا وهذا ما حرمه الإسلام حفاظًا على خصوصية وحياء المرأة.
الشروط الشرعية لتعليم المرأة السباحة
يوضح “حسبو” المدرب يجب أن يكون من المحارم، أو تكون مدربة إمرأة ولا يجوز أن يكون رجلًا إلا في حالات محدودة، مثل أن المتدربات يكونوا أطفال دون سن التمييز، بمعنى أن يكونوا في سن السابعة ولا توجد فتنة.
ويستكمل أما بالنسبة للبنات البالغات، يجب أن تكون هناك مدربة، وفي حالة عدم وجودها يجوز تدريب الرجل لها ولكن بشروط، مثل وجود محارم معها “الأب أو الأخ أو الأم وغيرهم”، أو تدريب جماعي أو كاميرات مراقبة، وهذا لا يمنع انه حرام شرعًا، وفي هذه المدة يجب إيجاد مدربة؛ لتجنب إرتكاب المعصية.
الشروط المفروضة على المتدربة إذا كان المدرب رجل
ويلزم على النساء إذا اضطررنا للتدرب مع مدرب رجل، يجب أن يكون لبس السباحة ساترًا وغير شفاف ولا يصف الجسم، وعدم وجود إختلاط، ويفضل أن يكون بعيد عن أنظار الرجال، وينبغي على المدرب تجنب اللمس أو النظر لها.
هل العمل كمدرب سباحة جائز
ويشير الشيخ محمد أن تدريب الرجل لـرجل جائز، ولكن يجب أن يكونوا ملتزمين بستر العورة، وإذا أضطر لتدريب النساء فأن الأعمال بالنيات، حيث أن مدرب السباحة يعمل على تدريب النساء لغرض معين أو لتعليمهم السباحة فقط، وما أعظم الإسلام الذي لم يحرم الترفية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو أو سهو، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة”.
ويشير الحديث أنه لا يحرم الترفية أو الأنشطة الدنيوية النافعة، بل يرشد إلى أن يكون الإنسان متوازناً يمارس ما يفيد جسده ويحافظ على روحه، ويعتني بأسرته فقل فعل مفيد وله هدف سامٍ يمكن ان يكون عبادة إذا قصد به الخير ورضا الله.
في النهاية من الواجب معرفة أن الإسلام لا يمنع تعليم السباحة، بل يشجع عليها لما فيها من فوائد، ولكن في حال التدريب النساء يجب أن نلتزم بالضوابط، التي تحافظ على الخصوصية والحياء.
ووجود مدربة إمرأة هو الحل الأفضل دائماً، وإذا لم يتوفر لابد من الإلتزام بشروط تحمي المرأة من أي أمر لا يرضي الله، فالدين دائماً يوازن بين الحاجة والإحترام، ويهتم بمصلحة الإنسان دون نسيان القيم.