كتبت تحية محمد
الزواج اختيار أم قضاء ،كل شئ بإرادة الله سبحانه وتعالى ، ولكن لنا إرادة لفعل بعض الأشياء والأمور ،و يجب أن نعلم ابتداء أنه لا تعارض بين إيماننا بتقدير الله لكل شئ ،و إيماننا بأنه سبحانه أعطانا مشيئة، وإرادة نتمكن بها من فعل الأشياء ، قال تعالى مثبتا مشيئة العباد : (لمن شاء منكم أن يستقيم ) ، و مشيئتنا و إرادتنا هي ضمن مشيئة الله، لا تخرج عنها كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ). وعليه فلا يصح ضرب هذا بهذا، ولا يجوز نفي هذا ولا هذا، لأن الله أثبتهما جميعا ،فأثبت للعبد قدرة، واختيارا ،وأثبت مشيئته سبحانه، التي لا يخرج عنها شيء. وإذا طبقنا هذا على هل شريكة الحياة اختيار من العبد، أو قضاء من الله سبحانه وتعالى، فإننا نؤمن أن للعبد مشيئة، يمكنه من خلالها أن يختار من يريد من النساء، ليتزوجها ومهما حصل من اختيار العبد، فإنه مكتوب عند الله سبحانه وتعالى ، وهذه الإرادة من العبد ،والاختيار والمشيئة سبب لحصول مقصوده، وتحقيق مطلوبه يتوصل من خلالها إلى ما يريد ، وقد تقوم موانع تحول بين العبد، وبين الوصول لمطلوبه ومراده، فيعلم العبد أن الله لم يقدر له ،ما أراد لحكمة يعلمها سبحانه، وكل أفعاله سبحانه خير ، والعبد لا يعلم الغيب، ولا مآلات الأمور، وقد يتأسف على فوات شيء، والخير في فواته ، وقد يكره وقوع شيء والخير في وقوعه، كما قال سبحانه (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) صدق الله سبحانه وتعالى