إنفراد – بسملة الجمل
أشعلت مظاهرات أمام السفارات المصرية في عدة عواصم حول العالم نقاشًا ساخنًا حول أزمة غزة، وحولت أبواب السفارات إلى مسرح رمزي يعكس معاناة المدنيين داخل القطاع، حيث تجمع العشرات في شوارع العواصم الأوروبية والأفريقية، مستخدمين أساليب احتجاج مبتكرة من السلاسل الحديدية إلى طرق الأواني والمعالق.
وبهذا الشكل، تحولت أبواب السفارات المصرية في أكثر من 16 دولة إلى ساحات احتجاج رمزية، بينما ترى مصر أن هذه التحركات جزء من “حملة منظمة” تستهدف تشويه دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
السفير جمال الدين بيومي يوضح موقف مصر من احتجاجات غزة والصراع الإقليمي
أكد السفير جمال الدين بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التظاهر أمام السفارات حق مشروع، خصوصًا في أوروبا، مشيرًا إلى أن هذا الحق يجب أن يمارس باحترام ودون اعتداء على الآخرين، موضحًا أن محاولة بعض المصريين التظاهر أمام سفارة ألمانيا في مصر يعد خطأ كبيرًا، داعيًا الجميع إلى ترك الدول تتعامل مع هذه القضايا دون تدخل مباشر من الشعوب.
ونفى السفير الاتهامات الموجهة لمصر بتحمل مسؤولية مباشرة عن حصار غزة، مؤكدًا أن ما يروج له من قبل نتنياهو وبعض الجهات المعادية في الخارج غير صحيح، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية المصري زار معبر رفح أكثر من مرة للتأكيد على أن مصر لا تتحمل هذه المسؤولية، وأن حوالي 70% من المساعدات التي تصل إلى غزة تأتي من مصر.
وأوضح “بيومي” أن السفارات المصرية تتعامل مع الاحتجاجات بحذر شديد، مشددًا على أن لكل دولة الحق في التظاهر، مؤكدًا أنه يوجد حادثة وقعت بالفعل حين حاول أحد الأشخاص إغلاق باب السفارة على الموظفين من الداخل، وتمت السيطرة على الموقف لأنه تصرف بشكل غير قانوني، كما أشار إلى أن هذا الإجراء كان ضروريًا لحماية العاملين بالسفارة وضمان سلامتهم.
وأشار السفير إلى أن إسرائيل غير قادرة على الاستمرار في الحرب لفترة طويلة بسبب محدودية عدد سكانها، مؤكدًا أن استمرار النزاع يحتاج إلى جيش كبير، وهذا غير متاح، مضيفًا أن أكثر من نصف مليون إسرائيلي غادروا البلاد، مما يضعف قدرتها على الاستمرار في القتال لفترة ممتدة، ويؤثر على مجريات الصراع مع الفلسطينيين.
مصر تؤكد التزامها بدعم الفلسطينيين وضمان الأمن والسيادة
أوضحت الأحداث أن مظاهر الاحتجاج أمام السفارات المصرية تمثل حق التظاهر في الدول المختلفة، إلا أن مصر تظل ملتزمة بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى ضمان مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة بطريقة منظمة وآمنة.
كذلك أكدت الوقائع أن بعض التصرفات في الخارج، رغم رمزيتها، لا تعكس الواقع الكامل لجهود مصر، التي تعمل على حماية أمن سفاراتها ومواطنيها، مع مواصلة تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين عبر المعابر الرسمية.
كما سلطت الأحداث الضوء على تحديات التوازن بين احترام حق التظاهر وحماية السيادة والأمن، مؤكدة أن القاهرة تبقى ملتزمة بتحقيق مصالح الفلسطينيين وفق آليات دبلوماسية دقيقة، بعيدًا عن الضغوط والممارسات العشوائية خارج الحدود.