جهاد عامر
عُرِفَ هذا العام بطرح كم هائل ومختلف من الأعمال الفنية المقدمة على شاشة السينما أو الشاشة الصغيرة، وكأنه تعويضاً عن الفترة الصعبة، و التي منذ بداية جائحة كورونا قد عانت فيها السينما والدراما، و بمتابعة الأعمال الدرامية خاصة الشهور الأخيرة، سواء كانت أفلام سينمائية أوالمسلسلات التلفزيونية، نجد تنوع بين الأعمال ربما لم نراه على الشاشة منذ فترة طويلة، ورغم ذلك كان من الطبيعي أن يسيطر نوع خاص على كل فئة من الأعمال.
في السينما:
شهد صيف العام الحالي عرض عددًا كبيرًا من الأفلام المتنوعة، لكن الكوميديا استطاعت أن تسيطر بشكل كبير على معظم الأعمال، وهي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يتم خلالها طرح عدد من الأفلام الكوميدية في توقيت واحد، بينما اقتصرت أفلام الأكشن والرعب والتشويق والإثارة على عدد قليل من الأعمال، وهو ما جعل البعض يرجع هذه الظاهرة لرغبة المنتجين في ضمان تحقيق إيرادات عالية وتعويض خسائر الفترة الماضية، أو إلى حاجة الجمهور للكوميديا أكثر من أي نوع أخر.
و خلال أفلام عيد الفطر وعيد الأضحى، وسباق أفلام الصيف لعام 2021، يذكر أن الأعمال الكوميديا على 90% من الأفلام المقدمة، مثل “أحمد نوتردام، وقفة رجالة، ثانية واحدة، ماما حامل، ديدو، مش أنا، البعض لا يذهب للمأذون مرتين”.
كما ظهرت أفلام الفانتازيا والخيال العلمي ولكن بصورة أقل، مثل فيلم “موسى” و”ماكو”، كذلك هناك تواجد لأفلام الأكشن والحركة مثل فيلم “العارف”، والأخير تصدر إيرادات أفلام الصيف، بأكثر من 50 مليون جنيه فى شباك التذاكر.
أما في الدراما التلفزيونية:
تحد أن الدراما السينمائية على خلاف الكوميديا، قد غابت خلال سباق مسلسلات رمضان، بينما المسلسلات التي صدرت بعد انتهاء الشهر الكريم أيضًا، خاصة وأن الأخيرة كانت قد شهدت منافسة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية من المسلسلات الحكايات المنفصلة، و التي اهتمت بمناقشة قضايا المجتمع بشكل عام، ومحاولة طرح حلول لها، ومنها قضية العنوسة، التنمر، التحرش، الزواج والطلاق، التفكك الأسرى، مخاطر السوشيال ميديا.
فـ على سبيل المثال: مسلسل “زي القمر” بدأ عرض أولى حكاياته بعنوان “غالية” و التي هي بطولة الفنانة درة، و تدور قصته حول مشاعر ومواقف في حياة فتاة تعزف وتدرس الموسيقى، تأخرت في الزواج من منظور المجتمع وتتزوج بطريقة مختلفة وتتعرض لمشاكل تغير نظرتها للحياة، وهذه القضية تشغل بال الكثير من الفتيات وخاصة مع تقدم عمر الفتاة فى نظرة غير منصفة لها، كما تناول المسلسل أكثر من قضية منها قضية العنوسة التى ناقشتها الفنانة مي كساب خلال حكاية “عقبال عوضك”.
كما قام ببطولة أولى حكايات مسلسل “ورا كل باب” الفنان أحمد زاهر في حكاية “كذبة كبيرة”، ونجح العمل فى توعية الشارع المصرى بأمور عديدة ربما يجهلها كثيرون بخصوص شائعات السوشيال ميديا وكواليس اختلاق الكثيرون لها لا لشىء سوى الوصول إلى التريند وتحقيق أكبر كم من المشاهدة ولو على حساب السُمعة.
ومسلسل “إلا انا” والذي قامت ببطولته أولى حكاياته “بيت عز” هي الفنانة سهر الصايغ، وناقشت خلالها قضية التحرش ضد الفتيات فى المجتمع من خلال تعرض بطلة العمل للتحرش من جانب رئيسها فى العمل، والعمل يمثل صحوة لجميع الفتيات، بأن يقفن أمام من يحاول انتهاك حرمتهن أو العبث بأجسادهن.
و بناءً على ذلك تكون الكوميديا استطاعت أن تستحوذ على السينما فى ظل احتياج المشاهد لهذا النوع من الأعمال بعد فترة غياب، فيما استطاعت أن تصل المسلسلات الاجتماعية لقلوب الجمهور كونها تحاول التقرب من الواقع المصرى بكل قضاياه وتفاصيله.