جهاد عامر
يتزامن اليوم مع الذكرى السابعة لرحيل حسناء الشاشة “مريم فخر الدين”، الفنانة التي تعدَّدت ألقابها لحُسنها وجمالها، حيث أُطلق عليها أكثر من لقب مثل: (الأميرة إنجي، الحمامة الوديعة، ملاك السينما الطاهر، برنسيسة الأحلام).
لذا وفي ذكرى وفاتها، يقدم لكم موقع وجريدة “الأنباء المصرية الجديدة” مقتطفات من حياة الراحلة مريم فخر الدين.
وُلدت مريم فخر الدين في 8 سبتمبر 1931، بمدينة الفيوم، والدها كان يعمل مهندس ري مصري، ووالدتها باولا مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، لها شقيق واحد هو الممثل يوسف فخر الدين، تلقت تعليمًا في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وكانت تجيد سبع لغات منها: اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية وغيرها.
بدأت في التمثيل بالصدفة، إذ ذهبت يوم عيد ميلادها لالتقاط صورة لدى مصور فوتوغرافي اسمه واينبرج، فعرض عليها الاشتراك بصورتها في مسابقة فتاة الغلاف التي تنظمها إحدى المجلات وفازت بالجائزة وكانت 250 جنيهًا، وعلى الفور تعاقد معها المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان على التمثيل في أول أفلامها ليلة غرام، وكان بمشاركة محمود المليجي وزينب صدقي، ثم واصلت مسيرتها السينمائية، وتعتبر صاحبة الرقم القياسي في عدد البطولات حيث قامت ببطولة أربعمائة فيلم وهو رقم لم تحققه نجمة على امتداد تاريخ السينما المصرية، وإلى جانب التمثيل أنتجت أيضًا.
وفي عام 1952 تزوجت حسناء الشاشة من المخرج محمود ذو الفقار وأصبحت قاسم مشترك في أفلامه، وأنجبت منه ابنتها إيمان، واستمر زواجهما 8 سنوات حيث تطلقت في عام 1960، ثم تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها من محمود ذو الفقار وأنجبت منه إبنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات. وفي عام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان، إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه، وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع، وظلت معه فترة ثم تطلقوا.
ويذكر أن مريم فخر الدين كانت قد تعرضت للخيانة من قِبل زوجها الثاني، مما ادي لإصابتها بانهيار عصبي لمدة 6 أشهر، وكانت في ذلك الوقت حامل.
وجديرًا بالذكر، أن رشدي أباظة كان يريد الزواج من مريم فخر الدين لكنها رفضته، حيث كان طفلاً بالنسبة لها.
وحصلت مريم فخر الدين على جوائز كثيرة، أولها الجائزة الأولى في التمثيل عن دورها في فيلم لا أنام، ونالت حوالي 500 شهادة تقدير وجدارة من جهات فنية عديدة، وإن كانت غير مؤمنة بهذه الجوائز فهي تقول إن رسالة من متفرج أفضل بكثير من جائزة، لأن الرسالة تمثل الصدق وحب الناس.
جدير بالذكر أن مريم فخر الدين قد دخلت الدين الإسلامي بعد أن كانت مسيحية، فـ قد أثارت الجدل حولها بعد تداول لقاء نادر لها مع الإعلامي وائل الابراشي، كشفت فيها عن تفاصيل دخولها الإسلام، بعدما علمتها أمها تعاليم الدين المسيحي.
وقالت مريم فخر الدين، في حوارها مع وائل الإبراشي، أن أمها مسيحية متطرفة، لذا أدخلتها مدارس الراهبات وأطلقت عليها اسم ماري فخري، لافتة إلى أن ذلك دفع الراهبات إلى الاقتراب منها وتعليمها أصول الدين المسيحي.
وذكرت مريم فخر الدين، أنها في سن الـ 12 عامًا، أكتشف والدها أن أمها تعلمها المسيحية، فقرر الأب أن يعلمها تعاليم الإسلام، فبدأها معها بسورة الفاتحة، مشيرة إلى أن هذه السورة كانت سببًا في ذهابها لأداء العمرة 6 مرات، والحج أيضًا.
وحول الصلاة، صرحت مريم فخر الدين، أنها لم تكن تعلم كيف تصلي، حتى التقت بالشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)، وعلمها كيفية الصلاة بشكل صحيح، لافتة إلى أنها أصبحت بعد ذلك حريصة على أداء الصلاة في وقتها، والفجر في موعده.
وفي لقاء آخر، كشفت مريم فخر الدين، أنها اكتشفت أنها مسلمة في سن كبيرة، خاصة أن والدتها غير المصرية ألحقتها بالمدرسة الألمانية في مصر، ولم يكونوا على علم بديانتها.
وتابعت “فخر الدين” أنها لم تتعلم الصلاة إلا في سن الخمسين، حين كانت تقوم بتصوير أحد الأعمال الدرامية، وكان من المفترض أن تقرأ في أحد المشاهد سورة “الفاتحة”، لذا فقد قام القائمون على العمل بكتابتها لها.
وتابعت أنها حفظتها عن ظهر قلب، وفي إحدى الليالي استيقظت أثناء صلاة الفجر، واتصلت تليفونيًا بالفنانة شادية لتعلمها كيفية الصلاة، وفي صباح اليوم التالي فوجئت بالشيخ محمد متولي الشعراوي يهاتفها تليفونيًا ويعلمها الصلاة، بالإضافة إلى كيفية الوضوء.
وفي مثل هذا اليوم عام 2014، وعن عمر يناهز الـ 88 رحلت مريم فخر الدين عن عالمنا.