تحقيق – رحمه السعداوي
اعتبره الأطباء بأنه شذوذ خارج القاعدة، وصفوه بأنه مرض، واعتبره الكثير من الأشخاص داء يصيب الإنسان، ثم يضقي فترات كبيرة من عمره داخل حلقة الاكتئاب والتشتت، لكن ليس بالضرورة كل من دخل هذه الحلقة يتم وصفه بالاكتئاب لكن من أفرعه الكبيرة انضم لهم “مرض الذكاء العاطفي”.
وقبل الحديث عن مرض الذكاء العاطفي سوف نترك مساحة قليلة للتعرف على ماهو الذكاء العاطفي الذي يمكن أن يخرج منه هذا المرض، أفاد الأطباء بعلم النفس أنه يمكن توضيح الذكاء العاطفي بأنه يشير إلى القدرة على فهم وإدراك المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين، والتحكم فيها وتنظيمها بشكل فعال.
يتضمن الذكاء العاطفي أيضًا القدرة على التعامل مع التحديات العاطفية والضغوط النفسية بشكل بنّاء، والتواصل الفعال مع الآخرين، وبناء العلاقات الصحية والإيجابية، رغم أنه قد يتهاون به البعض إلا أنه مهمًا بشكل خاص في تحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي.
ويساعد الفرد على التكيف مع التحديات والمواقف اليومية بطريقة إيجابية وبناءة، وبجانب آخر هذا الذكاء له عدة مكونات رئيسية تسهم في تشكيل قدرات الفرد على فهم وتنظيم المشاعر، من بين هذه التركيبة التي تنتهي بتكوين الذكاء العاطفي، هى التنظيم الذاتي، القدرة على التحكم في الانفعالات.
وتتضمن أيضًا التفكير بشكل منظم، تحديد الأهداف وتطوير خطط لتحقيقها، التمييز العاطفي بمقدرة التعرف على المشاعر الشخصية وتمييزها، تحديد مصادرها وأسبابها، الوعي الذاتي بالقدرة على فهم الذات، التعامل مع العواطف بالتعرف على نقاط القوة والضعف الشخصية، التفاعل مع العواطف والمشاعر بشكل واعٍ.
ويندرج أيضًا تحت هذه النقطة: القدرة على التعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة وملائمة، والتعامل مع العواطف السلبية بشكل بنَّاء، القدرة على التواصل الاجتماعي، التعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكل فعَّال، فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بشكل إيجابي، التحفيز الذاتي: القدرة على تحفيز النفس، تحفيز الآخرين نحو تحقيق الأهداف، النجاح بشكل مستمر ومتجدد.
وبرغم معرفتنا بكل هذا إلا أنه يوجد أشخاص ينقلب معهم هذا الذكاء بما يُدعى بـ”مرضى الذكاء العاطفي”، وهذا التعبير ليس مصطلحًا طبيًا معترفًا به، ولكن يمكن استخدامه لوصف الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في مهارات الذكاء العاطفي، الذكاء العاطفي يشير إلى القدرة على فهم وتحليل المشاعر.
وشاركنا بعض الأشخاص الذين مرُّو بهذه التجربة وأفادتنا “إيمان أيمن” قائلة: “شعرت بالعزلة والاكتئاب لفترة طويلة، وكان من الصعب التعبير عن مشاعري، كانت الأيام الصعبة تتوالى، لكن بدعم الأصدقاء والعائلة والمختصين في الصحة النفسية، استطعت تجاوز العقبات والتغلب على مشاكلي العاطفية”.
وأكملت إيمان حديثها: “لكن بعد تلقِّي العلاج النفسي، بدأت أشعر بتحسن كبير في حالتي النفسية وقدرتي على التعبير عن مشاعري بشكل صحيح”، وشاركت “نادية السيد” تجربتها معنا: “هذا المرض جعلني أشعر بالتشتت والقلق بشكل دائم، وكان من الصعب التركيز على المهام اليومية، لكن مع المشورة النفسية والدعم، بدأت أتعلم كيفية إدارة مشاعري بشكل أفضل”.
وقال “إسلام محمد”: “شعرت بالخجل والانطواء على النفس، كنت أعاني من الشعور بالعزلة والفشل، كانت المشاعر السلبية تسيطر عليّ بشكل دائم بسبب مشاكلي العاطفية، كان من الصعب فهم مشاعري والتعبير عنها، لكن مع المساعدة الكاملة النابعة من كل مَن حولي، أصبحت أتعلم كيفية التعبير عن نفسي بشكل صحيح والتعامل مع المشاعر بشكل أفضل”.
وتابع إسلام: “ولكن بفضل العلاج النفسي والتدريب على مهارات إدارة المشاعر، استطعت تحسين حياتي وتجاوز الصعاب”، وقالت “آية محمد” عن تجربتها مع هذا المرض: “مرض الذكاء العاطفي كان يؤثر بشكل كبير على علاقاتي الشخصية والعملية، وكانت التحديات كبيرة، شعرت بالإحباط والضياع”.
وأردفت آية حديثها: “كان من الصعب عليّ التعامل مع المشاعر بشكل صحيح، لكن بالتدريب والمساعدة النفسية، بدأت أستعيد السيطرة على حياتي وأبني علاقات صحية، بتطبيق الاستراتيجيات النفسية والحصول على الدعم اللازم، بدأت أشعر بالثقة في نفسي وتحسن في علاقاتي”.
وبالإضافة إلى تجربة “هبة حسن”: “مرض الذكاء العاطفي جعلني أشعر بالخجل والعجز في بعض الأوقات، وكان من الصعب عليّ فهم مشاعري والتعامل معها، لكن بالعمل الجاد مع المختصين النفسيين، بدأت أرى تحسنًا تدريجيًا في حالتي وتعلمت كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، كانت رحلة الشفاء منه تحديًا كبيرًا”.
ونتابع هنا العلامات والأعراض الشائعة لمرضى الذكاء العاطفي التي من خلالها يمكن مساعدتك في فهم ذاتك، هى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح: الشخص يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره بشكل واضح وصحيح، مما يؤدي إلى تصاعد التوتر العاطفي، ويندرج أيضًا التشتت وصعوبة التركيز.
وتوضيحًا للنقطة السابقة: يصعب على المصاب بمرض الذكاء العاطفي التركيز والتركيز في المهام اليومية بسبب التفكير المتناثر والتشتت العاطفي، ومن أعراضه التقلبات المزاجية الشديدة: يعاني الشخص من تغيرات مزاجية مفاجئة، يمكن أن تتراوح بين الاكتئاب والغضب والقلق دون سبب واضح.
ولكن مع تتابع هذه الأعراض إلى أن الأعراض الآتية تلازم معظم الأشخاص وخاصةً أصحاب سن المراهقة التي يتراوح تقريبًا بين 14 عامًا للأولاد ومن 15 عامًا للإناث، الذي ينتهي عند سن 21 عند الإناث و23 عامًا تقريبًا لدى الصبيان، هذه الأعراض تكمن في الانطواء على النفس: يميل الشخص إلى الانعزال والانطواء.
ويظل الشخص منفردًا بنفسه بشكل مفرط، مما يؤدي إلى فقدان الرغبة في التواصل مع الآخرين، ضعف في تطوير والمحافظة على العلاقات الشخصية: يجد الشخص صعوبة في بناء العلاقات الجديدة والحفاظ عليها، قد يعاني من عدم الثقة في الآخرين، التفاعلات العاطفية المفرطة أو القليلة.
ويمكن للشخص أن يظهر استجابات عاطفية مفرطة أو عكس ذلك، حيث يظهر قلة التفاعل العاطفي، انخفاض مستوى الرضا الذاتي: يعاني المصاب بمرض الذكاء العاطفي من قلة الثقة بالنفس وانخفاض مستوى الرضا الذاتي، التهور في اتخاذ القرارات: يميل الشخص إلى اتخاذ قرارات متسرعة دون تقدير للعواقب المحتملة.
وعند الحديث عن سن المراهقة في هذه الصفات كان السبب في هذه العواقب الحياتية هى الطفرة الذي نقتلهم بين سن الطفولة البرئ لسن الكبار والعالم المنفتح، ونستكمل هذه الأعراض مع مرض الذكاء العاطفي بـ: التوتر والقلق المفرط: يعاني الشخص من مستويات عالية من التوتر والقلق بشكل مفرط بشأن الأمور اليومية.
وتحدثنا مع “مريم إبراهيم” صاحبة الـ17 عامًا عن تجربة مرض الذكاء العاطفي: “شعرت بالإحباط والانزعاج من نفسي، كنت أشعر بأنني عالقة في دائرة من السلبية، شعرت بالتشتت وعدم القدرة على التركيز بسبب مشاكلي العاطفية، وكانت الصعوبات تتراكم علي بشكل مستمر”.
وأضاف “عبدالله” 35 عامًا: “مررت بهذا المرض منذ فترة طويلة، كانت الأعراض الأولى ظهرت في سن مبكر، كنت دائمًا متوترًا وقلقًا، وكنت أجد صعوبة في التفاعل مع الآخرين، كانت العلاقات الشخصية صعبة وكنت دائمًا أشعر بالعزلة والحزن”، وأضافت “سارة” 28 عامًا: “كنت دائمًا أشعر بالتوتر والقلق الشديد في المواقف الاجتماعية”.
وأكملت سارة حديثها: “كنت أخجل بسرعة وأشعر بالإحراج من التحدث مع الآخرين، كانت لدي مشاكل في العمل والدراسة بسبب عدم القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية، هذا أثر بشكل كبير على حياتي العملية والشخصية، وكنت أشعر بالإجهاد والضغوط النفسية بشكل دائم، وكنت أعاني من الغضب والتوتر المستمر”.
وكما استطردت “لينا” 32 عامًا: “كان مرض الذكاء العاطفي يسيطر على حياتي بالكامل، كنت أعاني من القلق المستمر والهلع في المواقف الاجتماعية، كنت أفشل في بناء العلاقات الشخصية والمهنية، بدأت بالبحث عن الدعم والعلاج النفسي، واكتشفت أنني لست وحدي في هذا التحدي”.
ويشارك مرض الذكاء العاطفي العديد من التحديات في الحياة اليومية، وتشمل هذه التحديات: التعامل مع المشاعر، يصعب على مرضى الذكاء العاطفي تحديد وفهم مشاعرهم بشكل صحيح، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في التعامل معها والتعبير عنها، التفاعل الاجتماعي، يمكن أن يواجهون صعوبة في التفاعل مع الآخرين بشكل صحيح.
ويؤثر هذا على قدرتهم على البناء والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، من التحديات المواجهة لهم، التركيز والتشتت: يصعب على هؤلاء المرضى التركيز في الأنشطة اليومية بسبب التشتت العاطفي، مما يؤثر على أدائهم اليومي في العمل والدراسة، التحكم في الانفعالات.
ويواجهون صعوبة في التحكم في ردود فعلهم العاطفية، مما يجعلهم يواجهون مشكلة في التفاعل الصحيح مع المواقف اليومية، الشعور بالعزلة والانطواء: يميل البعض منهم إلى الانطواء على النفس والعزلة، مما يؤدي إلى انعزالهم عن الآخرين وتفادي المشاركة مع الأنشطة الاجتماعية.
ومن بين هذه الموجهات تأتي أصعبهم وهى التحكم في القلق والضغط حيث يعاني البعض منهم من مستويات عالية من القلق والضغط النفسي، مما يؤثر على جودة حياتهم اليومية وقدرتهم على التعامل مع التحديات، التفاعل مع التغيرات حيث يجد البعض صعوبة في التكيف مع التغيرات في الحياة.
وهذا سواء كانت صغيرة أو كبيرة، مما يزيد من مستويات التوتر والقلق، تحمل الضغوط اليومية بأنه يصعب عليهم التعامل مع الضغوط اليومية بسبب تأثيرها على حالتهم العاطفية والنفسية، مما يؤثر على أدائهم ورفاهيتهم الشخصية، التأثير على الشراكات الرومانسية.
وقد يواجه المرضى صعوبة في إقامة والحفاظ على علاقات رومانسية ناجحة، مما يؤثر على الحياة العاطفية والجنسية، التوتر والتوتر في العلاقات: قد يؤدي التحكم الضعيف في العواطف إلى توترات متكررة وصراعات داخل العلاقات، مما يؤثر سلبًا على التفاهم والتعاطف بين الأطراف.
وشاركنا أحد أطباء علم النفس بالعديد من الأبحاث الحالية والمستقبلية المتعلقة بمرضى الذكاء العاطفي، وتشمل هذه الأبحاث عدة مجالات منها: التشخيص والتحليل الچيني، يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل الوراثية التي تساهم في تطور مرض الذكاء العاطفي، تطوير طرق فحص چينية لتشخيص المرض بدقة.
وأضاف علماء النفس أنه من ضمن البحوث: التقييم والتشخيص السريري، يركز الباحثون على تطوير أدوات تقييم وتشخيصية أكثر دقة لمرضى الذكاء العاطفي، بما في ذلك ابتكار طرق لتحليل العوامل العقلية والعاطفية، من الأبحاث التدخل والعلاج، يهدف الباحثون إلى تطوير علاجات فعالة، سواء كانت علاجات دوائية أو علاجات سلوكية ونفسية.
وتابع الطب النفسي مفيدًا في هذه النقطة: يوجد بحث التأثير البيئي، يدرس الباحثون كيفية تأثير العوامل البيئية، مثل التغيرات في البيئة والتوتر النفسي على تطور مرض الذكاء العاطفي، وبحوث التدريب العقلي والسلوكي، يبحث العلماء في فعالية التدريبات العقلية والسلوكية.
وتبذل هذه الجهود لتحسين مهارات التحكم في العواطف والتواصل الاجتماعي لديهم، التقنيات العصبية، يستخدم الباحثون التقنيات العصبية مثل الصور بالرنين المغناطيسي، لفهم تفاعلات الدماغ لدى هؤلاء المرضى وتحديد الاختلافات العصبية، العواقب الاجتماعية والاقتصادية.
حيث يدرس الباحثون تأثير مرض الذكاء العاطفي على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية والأثر الاقتصادي للمرض على المجتمع، الوقاية والتوعية فيعمل الباحثون على تطوير برامج وحملات توعية للوقاية من مرض الذكاء العاطفي وزيادة الوعي بالعوامل المسببة له، هذه مجرد نماذج قليلة من المجالات التي يتم فيها إجراء الأبحاث حول مرضى الذكاء العاطفي.
ويتوقع أن تتطور الأبحاث في المستقبل لتوفير فهم أعمق وعلاجات أكثر فعالية لهذا المرض، لتشخيص اضطرابات الذكاء العاطفي، يتم عادة استخدام التقييمات النفسية والاختبارات المعتمدة، يمكن للمختصين في الصحة النفسية أو الطب النفسي تقديم تقييم شامل لمهارات الذكاء العاطفي للشخص.
ويتضمن ذلك مقابلات شخصية واختبارات معيارية، يتم استخدام البيانات المجمعة من هذه التقييمات لتحديد مستوى ونوع الاضطراب الذي قد يكون الشخص يعاني منه، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة، ولم نتوقف عند هذه النقطة بل توصَّلنا إلى بعض الخطوات المهمة التي يمكن لمرضى الذكاء العاطفي اتخاذها للتعافي وتحسين حالتهم.
ويندرج تحت هذه الخطوات: البحث عن الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن للمصابين بمرض الذكاء العاطفي الاستفادة من الدعم النفسي من قِبَل الأصدقاء والعائلة والمجتمع، كما يمكن اللجوء إلى المساعدة الاحترافية من المعالجين النفسيين أو المستشارين، تعلم التحكم في العواطف.
ويجب على المصاب بهذا المرض كام وصفه الأطباء بتعلم كيفية التعرف على مشاعره وتحديد أسبابها، ومن ثم تطوير مهارات للتحكم فيها بشكل فعال، ذلك يشمل تقنيات التنفس العميق، التأمل والتدريب على التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
ويمكن لممارسة الرياضة والنشاطات البدنية المنتظمة أن تساعد في تحسين المزاج، التخفيف من التوتر النفسي، الحفاظ على نمط حياة صحي، ينبغي على المريض العناية بنمط حياته الغذائي، النوم، التغذية الجيدة، حيث إن الرعاية الجيدة للجسم يمكن أن تؤثر إيجابيًا على الصحة العقلية.
وأهمهم تعلم مهارات التواصل، يجب عليك تطوير مهارات التواصل الفعالة مع الآخرين، بما في ذلك التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح وفهم احتياجات الآخرين، المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، يساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والهوايات على بناء العلاقات الاجتماعية القوية وزيادة الدعم الاجتماعي.
وفي بعض الأحيان يلجأ لاتباع العلاج الدوائي أو العلاج النفسي، ففي بعض الحالات قد تحتاج إلى العلاج الدوائي أو العلاج النفسي للمساعدة في إدارة الأعراض وتحسين الحالة العامة، تعزيز الصحة العقلية الإيجابية، يجب عليك التركيز عند الأمور الإيجابية في حياتك والاهتمام بالهوايات والأنشطة التي تشعرك بالرضا والسعادة.
وآخرهم وأهمهم تعلم الصبر والتسامح مع الذات، يجب عليك تعلم كيفية التسامح مع النفس والمواجهة بشكل إيجابي للتحديات والصعوبات التي قد تواجهك، وكما كان عليك واجب تجاه نفسك فتأكد أنه كما أنت كما المجتمع حولك، دورك جزء منهم لأنه يمكن للمجتمع أن يلعب دورًا هامًا في دعمك ومساعدك في التعافي والتأقلم.
ولكن ما يمكنك معرفته في هذا النطاق من خلال اتخاذ الخطوات التالية، لا تأخذها بالشكل الرتيب التي إن خالفها المجتمع تضيق بك نفسك، لكن ضع في مفهومك أن الحياة ليست متشابهه بينك وبين أحد ولا يمكن أن تغير العالم ليكون بالشكل المنضبط الذي ليس به إعوجاج، وهنا يأتي دور من حولك، من خلال تشجيع التعاطف والاحترام.
ويجب تشجيع المجتمع على التعاطف مع مرضى الذكاء العاطفي وتقدير التحديات التي يواجهونها، وتجنب التحيز أو الاستهتار، يجب توفير بيئة داعمة ومشجعة لهم، بما في ذلك توفير الدعم الاجتماعي والمساعدة في الحصول على العلاج والرعاية اللازمة، التشجيع على الانخراط الاجتماعي.
وتقديم الدعم العاطفي، يمكن للمجتمع تقديم الدعم العاطفي من خلال الاستماع إلى مشاكلهم وتقديم الدعم العاطفي والتشجيع، تعزيز التفاهم والتسامح، بتشجيع المجتمع على تجنب الحكم أو الانتقاد السلبي، توفير فرص العمل، فيتوجب توفير فرص العمل المناسبة والملائمة، ذلك لتعزيز الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
وتحسين البنية التحتية الصحية، هنا يقصد بدعم علاج ورعاية مرضى الذكاء العاطفي، بما في ذلك توفير الخدمات الطبية والنفسية اللازمة، ويأتي دور دعم أسرتك كعامل رئيسي ضمن كل هذا، ويفترض منهم توفير الدعم الاجتماعي والنفسي، حيث يلعب الدعم الأسري دورًا كبيرًا في التعافي والتأقلم.
وعند النهاية فأنت وحدك تستطيع القيام بكل هذا، كل من في دائرتك لهم أدوار في حياتك لكن أنت القرار الأخير الذي يحدد لك طريقك، هدفك، حياتك، نمط تفكيرك، لا تجعل من حولك يسيطرون على تفكيرك، وكن كما قال رسول الله ﷺ: “أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلى النَّارِ؟ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ، هَيِّنٍ، ليِّنٍ، سَهْلٍ” رواه الترمذي.