تقرير – رحمه السعداوي
يعاني الكثير من الناس بصعوبة التفكير واتخاذ القرارات، يمكن أن يصل به الحال أن يظل حقبة من الزمن في اتخاذ قراراته، أو يلجأ لأحد دائمًا ليقرر له ماذا يفعل، ولكن تبيَّن أن هذه المشكلة لها أبعاد كثيرة، انفردت الأنباء المصرية الجديدة بتصريحات من علماء النفس تعكس ظن الجميع.
يظنه الكثير أنه شلل في التفكير، لكن بالحديث مع “دعاء الحريري” دكتورة بكلية الآداب قسم علم نفس، التي صرحت بأنه: “لا يوجد هذا المسمى وهو غير علمي تمامًا، لكن يمكن أن نطلق على هذه المشكلة مسمى أدق وهى مهارات معرفية معقدة”.
وكما أفاد علم النفس بأنه يمكن توضيح المهارات المعرفية المعقدة، بأنها حالة من عدم القدرة على التفكير بشكل منطقي أو اتخاذ القرارات بشكل فعَّال، نتيجة لتقييدات عقلية أو عوامل نفسية معينة، إذ تتسبب في عرقلة القدرة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، مما يؤثر على الأداء العام والتقدم الشخصي.
وتكمن الأعراض الرئيسية للمهارات المعرفية المعقدة في صعوبة في اتخاذ القرارات حتى في المواقف البسيطة، عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة، الشعور بالإرباك والضغط النفسي، تأجيل اتخاذ القرارات بشكل متكرر، الشعور بالإحباط واليأس من القدرة على التغيير.
وتبيَّن أن الأسباب الشائعة لحدوثها هى الضغط النفسي والعاطفي الشديد، الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة أو الوقوع في الفشل، التوتر اليومي وضغوطات الحياة، لقلق المفرط من المستقبل، الاكتئاب ونقص المزاج، ولكن عندما نأتي لتشخيص هذه الحالة عادةً نرجع لاستشارة أخصائي نفسي.
حيث يتم تقييم الأعراض وتحديد الأسباب المحتملة من خلال مقابلات شخصية واستخدام أدوات تقييمية مثل اختبارات الشخصية، إذ نظرنا لكيفية تخطي الشخص لهذه الصعوبة فهناك علاجات متاحة، مثل العلاج النفسي المعرفي السلوكي، الذي يساعد على تغيير الأنماط السلبية في التفكير.
ويندرج أيضًا ضمن طرق العلاج تقنيات التفكير الإيجابي وتحفيز الثقة بالنفس، العلاج الدوائي في بعض الحالات إذا كان مرتبطًا بمشاكل كيميائية في الدماغ، يمكن أن تكون الصعوبة الفكرية نتيجة لتلف في الفص الجبهي العلوي للدماغ.
ويعتبر الفص الجبهي العلوي من أجزاء المخ يقع في الجزء الأمامي العلوي من الدماغ وهو مسؤول عن العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتحكم في الحركة الإرادية والتفكير واتخاذ القرارات.
وعندما يحدث تلف في الفص الجبهي العلوي، سواء بسبب اضطراب في التطور الجنيني أو إصابة في وقت مبكر من الحياة، قد يتأثر التحكم في الحركة والتنسيق بين العضلات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض العمليات الفكرية المعقدة، تشمل أعراضها، صعوبة في التنسيق الحركي والحركات الدقيقة.
وتتضمن الأعراض أيضًا ضعف العضلات في الأطراف العلوية، مشاكل في الكلام والتواصل، صعوبة في التخطيط والتنظيم، تأخر في التطور الحركي والعضلي، ويمكن لكثرة التفكير والتردد أيضًا أن تتسبب في تلف في أجزاء أخرى من الدماغ.
وذلك يتمثل في الفص الحركي والفص القذالي، مما يؤدي إلى أنواع مختلفة من الأعراض والتأثيرات، يمكن أن يؤثر التفكير المعقد على العديد من جوانب الحياة اليومية، مثل العمل والدراسة والعلاقات الشخصية، يصعب على الشخص القيام بالمهام اليومية بشكل فعَّال.
وأجاب علم النفس عن هل يمكن أن ينخفض صعوبة التفكير مع مرور الوقت؟: نعم، يمكن أن يتغير التفكير بالعلاج المناسب والدعم النفسي والعاطفي، بالإضافة إلى اتباع استراتيجيات التغيير في نمط الحياة اليومية، وبجانب العلم ونمط الحياة اجعل معه التقرب من الله والتوكل عليه وهذا يُقلل كثيرًا من فرط التفكير سواءً أكان في الحاضر أو المستقبل.