جهاد عامر
– في بداية حديثنا.. من هو المارد؟
محمد رمضان عبد الله، 24 سنة، ولشحة وقتي فما زاتُ طالبًا في كلية الحقوق جامعة بنها، أُقيم في شبرا الخيمة.
ما سر دخولك عالم الكتابة؟
الفراغ، كانت في البداية مصدر تسلية لطفل في عمر الـ 9 سنوات؛ لتتحول بعدها لحب حالة الشجن والشغف الموجودة مع الكتابة.
بدأت قراءة من سن الـ 12 عام تقريبًا، في البداية كان السبب تقليد الكُتاب، ثم أحببت أن أبتكر أسلوبي الخاص.
وبداية من 2015 بدأت أحتفظ بكتاباتي في دفاتر،
ومن مايو 2019 أخذت قرارًا بنشر كتاباتي على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”.
– وجدتُ أثرًا ملموسًا داخل القراء في بادئ الأمر؟ أم وجدت مللًا؟
لا أستطيع الإجابة على السؤال حتى الآن، فـ أنا لا أعلم هل يتأثر القارئ بشكل حقيقي؟ أم أن كتاباتي تخدش سطحه ليس إلا بتأثر عابر يختفي بعد لحظات؟!
أما الملل، فنعم.. أنا كتاباتي مملة؛ وذلك لأنها تهم شق قليل من الناس يستهويني التعبير عنهم.
– وهل أنت الشق القليل الذي تفضل الكتابة عنه؟
كان آخر سطر كتبته عن نفسي عبارة عن جواب غرامي سطحي، لكنه حقيقي في أواخر 2020 تقريبًا.. ومنذ ذلك الوقت توقفت عن الكتابة عن نفسي.
ومن قبله كنت أكتب عن نفسي، لكني كنت أحتفظ به ونادرًا ما أنشره.
أتغار على كتاباتك؟ ولا بتخاف الناس تعرف عن حياتك الشخصية؟
أكيد..
لأني بذلت فيها مجهودًا؛ فمن المؤكد أن أغارُ عليها لو نسبها لنفسه.
وحياتي الشخصية لا تخص غيري، وليس من مصلحة الجمهور ولا مصلحتي أن يتطلع عليها.
– إذن.. مما تستحضر كلماتك؟
من الواقع، من حكايات الناس، فـ أجمل أيام الأسبوع لدي هي التي أتنقل فيها من المقاهي الشعبية والمواصلات وإلخ.. أتحاور مع الغرباء وأستشف من كلامهم سطوري.
– كتاباتك تستطيع أن تصنفها من أي نوع؟
كلماتي واقعية، كلها مستوحاة من الواقع وتجارب حقيقية.
– متى بدأت نشر كتاباتك ورقيًا؟
اول عمل كان “مارد”، صدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020.
– مع بداية ظهورك على مواقع التواصل الاجتماعي..
وجدت شعبية بأول عمل ليك “مارد” ؟
ليس للدرجة الكافية، لكن نعم.. نستطيع قول ذلك.
في حين أن أعمالي ككل لم تحقق انتشارًا واسعًا.
– مِمّن كان التقصير؟
يجوز لأنني بعيدٌ بعض الشيء عن الجمهور، أو جمهوري ليس كبيرًا بالدرجة الكافية، فأغلب جمهوري عربي غير مصري.
– لمَ لم تنشر أعمالك بدار نشر دولية يمكنها أن تسوق لأعمالك بمعظم البلاد العربية؟
هذا ما سيتم في المستقبل والأعمال القادمة إن شاء الله.
– ما رأيك في الكاتب الذي ينشر أعماله بمقابل مادي؟
مغفل.. ببدايتي نشرت بمقابل مادي، وهذا لأني لم أكن واعٍ مثل الآن.
– العمل الثاني “السفر عبر ورق البفرة”
ما الفكرة في الاسم؟ ألم ترَ أنه من الممكن أن يُعطي انطباعًا سيئًا للقارئ قبل القراءة؟
الهروب هو العامل المشترك بين شخصيات الرواية، فكان هذا الاسم هو الأنسب؛ وبعد قراءة العمل يتأكد القارئ أنه الاسم الأنسب.
– يظهر جانب الحزن في كتاباتك.. أيظهر هذا الجانب في أعمالك كذلك؟
بالتأكيد.. لأن الحزن شقٌ من الواقع، كما تضمن أعمالي جانب الفرح والحب أيضًا لأنهم شق من الواقع كذلك.
– ألم تفكري في كتابة الخيال أو الرعب والسحر؟
وارد جدًا، لكني حاليًا ما زلتُ أريد أن أثبت وجودي في مجال الكتابة الواقعية أكثر.
– ما هو طموحك في عالم الكتابة؟
أن أكتب لحد ما يتوقف عقلي، وأتمنى أن تحقق كتاباتي أثرًا ملموسًا في نفس القراء.
– أتعني أنكَ لا تنتظر جائزة أفضل كاتب مثلًا؟
لو حصلت عليها سأكون سعيدًا لا محالة، لكن بشرط أن أكون أستحقها أولًا.
وثانيًا الكتابة ليست جوائز، يحتمل أن لها أهمية وستتذكرني بها الناس، لكن ما فائدتها بالنسبة لشخص هدفه في الكتابة هو المتعة؟
لا أظن أن فائدتها كبيرة، أنا أستمتع بالكتابة وأحب أن أحافظ على هذه المتعة.
– ما رأيك في الكُتاب الذين يتعاملون مع الكتابة كمهنة وينتظرون ربحًا ماديًا في المقابل؟
أشخاصٌ عملية، الكتابة مهنة مربحة إذا أمتلك الكاتب قاعدة جماهيرية، لكنهم في النهاية غير مستعدين ليكونوا أدباء.
– لماذا لم تستغل موهبتك وربحت منها؟
استعملتها بالفعل، فمن حبي في القراءة عملت محررًا مع دار نشر، وبعدها عضو لجنة قراءة، وأعدت صياغة بعض الروايات الموجودة في السوق المصري، ووافقت ورفضت على أعمال كثيرة.
وفي نهاية حوارنا.. كلمة أخيرة للكتاب وللقراء..
للكتاب أُحب أن أقول لهم: “استمتعوا بكتاباتكم، لا تضعوا حدود لقدراتكم ولا تكونوا عبيدًا لدور النشر”.
أما القارئ، فأقول له: “أنه مسؤولٌ عن تمجيده للسخافات، لكنه قراره في النهاية وأمواله ووقته، فأنصحك بتوظيفهم بشكل صحيح”.