ناديه ديهوم
أنتشرت فى الآونة الاخيرة مصطلح “عيادات الإنترنت” و “التشخيص أون لاين”، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عيادات للكشف والتشخيص وتقديم العلاج، حيث يمكنك تلقى العلاج الطبي عبر رسالة على الموبايل أو على الإنترنت، وفى الحقيقة هو أمر يمثل خطورة والاعتماد على التشخيص الطبي عن بعد ليس منه جدوي، فهناك قلة من الأطباء اتجهوا لإنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشخيص الحالة المرضية ووصف العلاج لها، وكذلك انشاء صيدليات بيع اون لاين، ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن معظم الأدوية التي يتم بيعها عبر المواقع الإلكترونية مغشوشة.
وفى بعض الاحيان قد يلجأ البعض إلى البحث عن علاج عبر الإنترنت، أو تشخيض مرضي، وذلك لعدة أسباب منها عدم تحمل مشقة الانتظار بين المرضي أو الذهاب لعيادة الطبيب، أو ارتفاع أسعار الكشف لدى الأطباء في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وازمة كورونا.
وأوضح الخبراء والقائمون على المنظومة الطبية أن تقديم العلاج عبر الإنترنت وتشخيص الحالة المرضية، أمر خطير، خاصة أنه أصبح أمرا منتشرا في الآونة الأخيرة وأرجعوا ذلك إلى غياب الدور الرقابي وراء ظهور هذه الفئة.
وفى هذا الصدد فإن الإنترنت ليس بديلا عن الطبيب لأنه من الضروري جدا أن يتم التشخيص مباشرة من قبل الطبيب بكل دقة لمعرفة الحالة وعلاجها، في حين أن الاستشارة الطبية عن طريق الانترنت ليست دقيقة.
وفى تصريح سابق للدكتور “إيهاب الطاهر”، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن تشخيص العلاج عبرالإنترنت خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مخالف لآداب المهنة وأصول ممارستها، حيث لا يجوز للطبيب تشخيص المرض أو وصف العلاج بدون مناظرة المريض، مؤكداً أن هناك قلة من الأطباء قد تورطوا في هذا الأمر.
وأضاف إنه لوصف علاج للمريض يجب الكشف عليه والتحدث معه وتشخيص المرض ووصف العلاج حسب الحالة التي يكون عليها المريض وحذر المواطنين من الوقوع ضحية عيادات الإنترنت وعدم الانسياق وراء تلك الصفحات والمواقع من الأدوية التي تُباع عبر الإنترنت أو القنوات الفضائية، حيث أنها مجهولة المصدر وقد تكون ضارة بصحة المريض، فالمكان الوحيد الرسمي لتداول وبيع الدواء هو “الصيدلية”، والدواء الرسمي الذي يباع بالصيدليات له إجراءات عديدة حتى يتم اعتماده، فيجب إثبات فاعليته عن طريق إجراءات علمية طويلة وتجارب عديدة حتى تثبت فاعليته وعدم ضرره، وبعد كل هذه الإجراءات يتم ترخيصه وبيعه داخل الصيدليات العامة بترخيص من وزارة الصحة ببيعه وتداوله واعتماده كدواء، أما أي شئ غير ذلك ويطلق عليه دواء فهو منتج مجهول وقد يكون ضرره أكبر من نفعه.