هبة الله تامر
اعتبره جمهور القلعة الحمراء انه الأب الروحي للنادي الأهلي، مازال حيا في قلوب وجدران المارد الأحمر بقمته، وفكره، وتعليماته، وأقواله المأثورة، واسمه الكبير، ومبادئه، فهو أيقونة الأهلي التي ستبقى خالدة وسيذكره جيل بعد جيل.. “كابتن صالح سليم”.
ولد صالح محمد سليم في 11 سبتمبر عام 1930، وكان والده أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته الشريفة زينب التي تنتمي إلى الأسرة الهاشمية، حصل المايسترو على درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة القاهرة عام 1962، أصبح صالح متذوقًا لكل أنواع الفنون، ذلك بسبب نشأته في منزل بناؤه الفن والذوق الرفيع، فكان والده يهوى العزف على الآلات الموسيقية، فيما كانت والدته تجيد العزف على البيانو.
وانضم صالح سليم إلى أشبال النادي الأهلي عام 1944 حينما كان في المرحلة الإعدادية يلعب لصالح فريق مدرسة الأورمان، وتم اختياره ضمن منتخب المدارس الثانوية عندما كان طالبًا في مدرسة السعيدية، كان أول أهدافه مع النادي الأهلي في مباراة ودية أمام المصري البورسعيدي، شارك في أول مباراة رسمية مع النادي الأهلي أمام يونان الإسكندرية، حصد 11 لقبا للدوري كلاعب مع النادي الأهلي، توج بكأس مصر 8 مرات، وأحرز 101 هدف في مسيرته الكروية، كان من ضمن هذا الرقم 9 أهداف سجلها مع فريق جراتس النمساوي خلال فترة احترافه، سجل 7 أهداف في مباراة واحدة في مرمى الإسماعيلي، في لقاء حسمه الأهلي بثمانية، واستطاع قيادة الأهلي لتحقيق 53 بطولة في عهده كرئيس للنادي.
وخاض صالح سليم تجربة الاحتراف في أوروبا عام 1963، ولعب في صفوف نادي جراتس النمساوي، لكنه لم يستمر أكثر من 4 أشهر لعدم تأقلمه مع نمط الحياة هناك، رغم أنه قدم مستويات رائعة مع فريقه وأحرز 6 أهداف في مباراة واحدة، وأطلقت عليه الجماهير النمساوية “الفرعون المصري”، ثم اعتزل بعدها لعب كرة القدم نهائيا عام 1967، وهو لاعب في صفوف القلعة الحمراء، وبعدها بـ4 سنوات تولى منصب مدير الكرة بالنادي.
خاض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي في عام 1976، وحصل على نسبة 45% من الأصوات، لكنه فاز بعدها عام 1980 برئاسة المجلس، بمساندة محمود الخطيب ومصطفى يونس وثابت البطل ومجدي عبد الغني.
ودخل صالح سليم عالم الفن و السينما وذلك بسبب شخصية وسامته وشعبيته في النادي الأهلي وعالم المستطيل الأخضر، لذلك شارك في 3 أعمال في الستينات، وهي: فيلم “السبع بنات” عام 1961، فيلم “الشموع السوداء” عام 1962، وفيلم “الباب المفتوح” عام 1963، بعد هذة المسيرة الحافلة بالانجازات والنجاحات.
وتوفي المايسترو و الاب الروحي صالح سليم في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية عام 2002، بعدما عانى من مرض السرطان في سنوات عمره الأخيرة.