تقرير – رانيا أبو خديجة
جاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجاءت معه أحلام وتوقعات كل كاتب وناشر بالاقبال المشبع على ما نشر، ولكن ارتفاع الأسعار المبالغ به والذي طال كل شئ حتى الورق والحبر القي بتلك الأحلام على مشهد ترك الزائر للكتاب على الرف عندما يلقي نظرة على سعره.
فيشكو العالم أجمع من إرتفاع الأسعار، فدائماً نتحدَّث عن ارتفاع سعر أغلب المنتجات ونسكت عن ارتفاع سعر الورق، والذي جاء تزامناً مع افتتاح معرض الكتاب لعام 2023، فأرتفعت أسعار الورق نحو 1200 جنيه فى السوق المحلية مطلع سبتمبر الحالي، ليقترب متوسط الطن من 28 ألف جنيه لوزن 48 – 50 جرامًا.
وأكد وائل الملا المسئول باحدى دور النشر، ان المبيعات هذا العام ضعيفة ويجد أكثر من 800 ناشر صعوبة في تغطية تكاليف المشاركة في معرض الكتاب، فقد اضطُرت دور النشر لمضاعفة الأسعار هذا العام بسبب تضاعف سعر الورق أربع مرات.
وأوضح أن اهتمام القارئ في ظل الأزمة الحالية وارتفاع الأسعار موجه الى الأساسيات فقط، والكتاب بات في مرتبة متأخرة في الأولويات، فقد أصبح في نهاية المطاف من منتجات الرفاهية.
كما أقبل اتحاد الناشرين على البيع بالتقسيط، وهي وسيلة تسويق معروفة في مصر، ولكنها لأول مرة في معرض الكتاب، وهي فكرة قد تجد القبول من جهة البعض، فالقارئ في السابق كان يأتى ومعه ميزانية خاصة للشراء ولكنه الأن وعندما يطلع على سعر الكتب يصبح في حيرة من أمره أما ان يتركه أو يستبدله بكتاب أقل تكلفة ان وجد.
وتعد القراءة الإلكترونية من أبرز ما يواجة الكتاب الورقي والإقبال عليه، لاسيما في الوقت الحالي من ارتفاع أسعار وتردد الزائر على الشراء، فأصبحت القراءة الإلكترونية وكتب البي دي اف الان أكثر قلقاً للكتاب الورقي.
ونجد رغم ما سبق إقبال على زيارة المعرض، فكان يتوقع مسئولي دور النشر ان الاقبال يقل كثيراً عن ما بدى، فأكد الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس مجلس النقابة العامة لإتحاد كتاب مصر والأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب العرب، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب، هذا العام يشهد زخما ثقافيا رغم ارتفاع أسعار الورق عالميا.
ويوضح في هذا الإطار عبدالله صقر مؤسس دار الرسم بالكلمات، قائلاً :”نرى أشخاصاً يأتون إلى المعرض مع أصدقاء أو ضمن مجموعات ويتقاسمون شراء ما يريدون قراءته ويتبادلون الكتب بعد ذلك في ما بينهم”.
ويضيف الشاب المصري البالغ 33 عاما “الكل يصدم بالأسعار المرتفعة لكن لا تزال هناك رغبة في القراءة، لذلك فالشخص يشتري كتاباً واحداً بدلا من اثنين أو كتابين بدلا من خمسة”.
ويؤكد الملا من ناحيته أن الناشرين اضطروا كذلك الى التكيف حتى يتمكنوا من الصمود والبقاء، ويقول “أغلب الناشرين قللوا عدد الإصدارات وأصبحوا حريصين جداً في الإختيار، فأنا أختار الكتب التي أكون متأكداً من أنها ستحقق مبيعات مرتفعة”.
ويرجع أيضاً الاقبال الملفت رغم كل ما سبق ذكره إلى إنخفاض سعر التذكرة، وأيضاً الحملات الجماعية من قبل الجامعات لزيارة المعرض، فقد قامت جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية بالاعلان عن زيارة مجانية لطلبة الجامعة دعماً منها وتشجيعاً في ظل الظروف المذكورة.