إنفراد – إيمان أشرف
شهدت مدينة شرم الشيخ مباحثات مكثفة بين الوفد الأمني الإسرائيلي، وقيادات من حركة حماس؛ لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد شهور من الحرب التي خلفت دمارًا واسعًا، ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، ضمن مساعي القاهرة؛ لإعادة الأمن القومي للمنطقة من جديد.
كشف الدكتور “محمد عبد الجابر الإعلامي والباحث السياسي”، أن بناءً على المعطيات الموجودة حاليًا، يتضح وجود سيناريوهين، أحدهما متفائل والآخر متشائم، وعند ذكر السيناريو المتشائم، سيتناول استمرار الإنقسام الفلسطيني، وعدم الوصول لمصالحة حقيقية، وحكومة كفاءات وطنية فلسطينية، تمثل جميع الفصائل، وسيظل وجود من وقت لآخر قرارات فرديه أحاديه، أو نزع سلاحه.

الدكتور محمد عبد الجابر إعلامي وباحث سياسي
كما أضاف إمكانية ظهور فصيل آخر مسلح، أو يتم تسليحه من قوى إقليمية، ويقوم بعمل عدائي، أو عمل هجومي، أو ما يسمى بالمقاومة، موضحًا أن المسميات ستختلف وقتها بحسب إنضمام الفرد إلى أي صف ضد إسرائيل، حتى وإن كان بشكل كرتوني، لا يؤثر عليها بشكل مؤثر، مثل الصواريخ، سواء تم نزولها في تل أبيب أو غيرها، في النهاية سيؤدي إلى تأجيج الوضع مرة أخرى.
تابع الدكتور “محمد عبد الجابر” حديثه عن تأجيج الوضع مرة أخرى في فلسطين، وعن إمكانية أن تصل الأمور إلى إباده كاملة في غزة، أو لفكره وجود فلسطين، مشيرًا إلى أن سواء الاختيارين وقتها سنخسر كل التأييد والدعم الدولي، أي ستخسر فلسطين جزء كبير قد قطعته بقياده مصرية، وتحركات دبلوماسية، وتحركات قادة سياسية، وتحركات استخباراتية، أدت إلى خلق رأي عام دولي داعم للقضية الفلسطينية، وللحق الفلسطيني في الوجود، وفي إقامة الدولة.
وذكر أن في حالة بقاء الإنقسام الفلسطيني قائم، وأرد أن يظهر سيناريو فصيل لحماس، يتم تسليحها بشكل أو بآخر، أو ظهور أي فصيل آخر من الفصائل المسلحة، تقوم بعملية تؤدي إلى تأجيج الوضع مرة أخرى، مما سنصل إلى ظروف أصعب من الوضع الحالي، الذي يظهر أن لا يوجد ما هو أصعب منه، لكن من الممكن أن تطور الأحداث إلى أسوء من ذلك بكثير، وقتها سنخسر جميع المكاسب التي وصلنا لها في الموقف الدولي، ولن تفلح محاولات أخرى سواء مصرية، أو عربية، أو دولية بـ وقف إطلاق النار.
باحث سياسي يكشف الذرائع الإسرائيلية لتجدد العدوان واستمرار تهديد القضية الفلسطينية
تحدث الباحث السياسي عن إمكانية وجود عامل آخر بداخل السيناريو المتشائم، هو وصول حكومة متطرفة في الإنتخابات الإسرائيلية، أو استمرار حكومة “نتنياهو”، وهو لديه هدف واضح معلن، وهو القضاء الكامل على فلسطين، وكل التهديدات من وجهة نظره للوجود الإسرائيلي من كل الدول العربية، وحلم إسرائيل الكبرى، بالإضافة لكل الترهات التي يتفوه بها في التلفزيونات، وفي قنوات البث، والإذاعات الإسرائيلية، والصحف.
أردف أن ذلك سيتم بوجود “نتنياهو” على رأس السلطة مرة أخرى في الإنتخابات القادمة، إذا تمت في موعدها بعد وقف إطلاق النار، أو وصول الحكومة المتطرفة بقيادة أخرى غير “نتنياهو”، سيؤدي إلى تفاقم الوضع، حتى لو في غصون سنوات، أي ليس شرطًا أن تفاقم الوضع سيتم في وقت قريب، بطريقة أخرى من الممكن أن يحترم وقف إطلاق النار فترة.
نوه الباحث السياسي أن لأي مدعاه يمكن تأجيج الوضع مرة أخرى، وقصف غزة، أو ربما ممكن تكون هذه المرة في الضفة، أو دول عربية أخرى، بأي حجة، سواء للقضاء على النفوس الإيراني، سواء مكافحة الإرهاب، وتحقيق أمن إسرائيل، أيًا كان من هذه الأهداف المدعاه التي يتضرعون بها؛ لتحقيق طموحاتهم الدنيئة، للقضاء على القضية الفلسطينية، والعربية، وذلك يتضح وجود عاملين يؤديان إلى تحقيق هذا، هو تحقيق المصالحة الحقيقية الفلسطينية، واستمرار الإنقسام الفلسطيني، ومن ناحيه اخرى وصول الحكومة المتطرفة، سواء بنجاح “نتنياهو” مرة أخرى، أو وصول قيادة أخرى متطرفة.
محمد عبد الجابر يثمن الدور المصري المحوري في حفظ الأمن القومي ويوضح العوامل الداعمة لنجاح القضية الفلسطينية
أشار “محمد عبد الجابر” إلى السيناريو المتفائل أو ما يسمى بـ «المعتدل»، هو أن يستقر الوضع لفتره ليست بالقليلة، أي ربما خمس سنوات، أو لعقد، دون أي اضطرابات، مع بدء حدوث أعمال الإعمار لغزة، واستقرار الوضع الفلسطيني، ودخول المساعدات مبدئيًا، ووجود حياة طبيعية، ولكن لن تكون طبيعية 100% بالتأكيد، وسيستمر التضييق الإسرائيلي على حياة الغزاويين، أو الفلسطينيين بشكل عام.
قال “محمد عبد الجابر”: «إن استمرار الجهود الدولية، والدور المصري الرائد الذي شاهده الغرب قبل الشرق، في الدور الدبلوماسي، والاستخباراتي، وحتى العسكري بالوجود الشريف، غير المتدخل، وغير المعتدي في سيناء، برسالة واضحة، وهي «إن التهجير خط أحمر»، كما أوضح الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، الرجل الذي يجيد رسم الخطوط الحمراء للأمن القومي المصري، والحفاظ على الأمن القومي العربي».
استكمل الباحث السياسي إمكانية الوصول إلى هذا السيناريو، بتحقيق مصالحة حقيقية، وحكومة كفاءات فلسطينية، تتبنى بتجرد ووطنية لمرة واحدة في التاريخ لصالح الفلسطينيين أولًا قبل أي شيء، ربما بذلك نصل إلى حل متفائل، أو إلى السيناريو المتفائل، وحل لهذه القضية، ولو مؤقت لمده خمس أو عشر سنوات، وبذلك يتضح أن يتغير الوضع مع تغير الحكومة الأمريكية، أو تغير الحكومات في إسرائيل.
اختتم “عبد الجابر” حديثه بإمكانية حدوث مناوشات مرة أخرى، كما أن لن تختفي الأطماع الإسرائيلية، والأمريكية، ولن تنتهي حتى أحلام النفوذ الإقليمي، سواء من قوى إقليمية مثل إيران، أو تركيا، أو غيرها، ومع استمرار هذه الأطماع، واستمرار وجودها لن ينتهي بشكل كامل تهديد القضية الفلسطينية، أو محاولة تأجيج الصراع مرة أخرى، لكن ربما تتأخر قليلًا لسنوات نامل في أن تطول.
بالإضافة لوجود عامل آخر على عكس ما ذكرنا في السيناريو المتشائم، وهو العامل لنجاح السيناريو إلى جانب تشكيل حكومة فلسطينية موحده، وطنية بكفاءات، وربما بغياب حماس عن المشهد، ولو قليلًا، ووجود تمثيل سلطات أخري مع تغيير وجهة النظر، وتغير في الأفكار بشكل يدعم المصالح الفلسطينيين بأنفسهم، والعودة للنازحين الذين تركوا أماكنهم داخل فلسطين، وربما خارجها.