جهاد عامر
أثار المطرب الأردني “أدهم النابلسي” الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب اعتزاله للغناء، وزادت التساؤلات حول حكم الغناء والموسيقى والاستماع إليها، وما إذا كان ذلك جائزًا أم محرمًا؟.
وقامت دار الإفتاء المصرية بالرد على سؤال ورد إليها، كان نصه: “ما الحكم الشرعي في الاستماع إلى الموسيقى منفردة، دون أن يصاحبها أفعال محرمة بشكل صريح، كالخمر؟”.
وأكدت الإفتاء، عبر الصفحة الرسمية للدار، أنه يجوز شرعًا الاستماع إلى الموسيقى بسائر أشكالها، بشرط ألا يقارنها ما هو محرم شرعًا، كشرب الخمر، أو الغناء الماجن، وبشرط ألا تكون مما يحرك الغرائز المحرمة، وتبعث على الفسوق.
وأوضحت الإفتاء، أنه ورد في جوازها بهذه الشروط جملة من الآثار والروايات في كتب السنَّة ونقول الأئمة، حتى إن بعض الأئمة أفرد التصنيف بجوازها، وعلى ذلك يدل ظاهر النصوص القرآنية؛ كنحو قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: 32]، وقوله تعالى في الآية التي بعدها: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إلى آخر الآية الكريمة [الأعراف: 32-33].
وأضافت الإفتاء: “نقل ابن القيسراني في كتابه “السماع” قول الإمام الشافعي: الأصل قرآن وسنة، فإن لم يمكن فقياس عليهما، وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصح الإسناد فيه فهو سنة، والإجماع أكبر من خبر المنفرد، والحديث على ظاهره وإذا احتمل الحديث معاني فما أشبه منها ظاهره أَوْلاها به، فإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادًا أولاها، وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن المسيب”.
كما تابعت الإفتاء: “وفي هذا الكتاب أيضًا: وأما القول في استماع القضيب والأوتار، ويقال له: التغبير، ويقال له: الطقطقة أيضًا، فلا فرق بينه وبين الأوتار إذ لم نجد في إباحته وتحريمه أثرًا لا صحيحًا ولا سقيمًا، وإنما استباح المتقدمون استماعه؛ لأنه مما لم يرد الشرع بتحريمه فكان أصله الإباحة، وأما الأوتار فالقول فيها كالقول في القضيب لم يرد الشرع بتحريمها ولا بتحليلها، وكل ما أوردوه في التحريم فغيْر ثاَبت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صار هذا مذهبًا لأهل المدينة لا خلاف بينهم في إباحة استماعه، وكذلك أهل الظاهر بنوا الأمر فيه على مسألة الحظر والإباحة”.
وعلى ذات السياق، يذكر أن المطرب الأردني أدهم النابلسي، كان قد أعلن اعتزال الغناء، إذ قال إنه: “بكل بساطة، الإنسان بيحاول يحط أهداف جديدة في حياته، عشان يحققها ويحس بالإنجاز، والهدف من وجودنا في الحياة هو عبادة رب العالمين، ونحاول نصلح بوجودنا في الحياة، لكن هذ الأهداف لا بد أن ترضي رب العالمين ولا يكون مخالفة، إشارة منه إلى عدم جواز الغناء والموسيقى”.