إنفراد – روفيدا يوسف
أقيمت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين، وسط حالة من الانتظار للكثير من الاعترافات، بدولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى احتجاج شعوب الدول مثل إسبانيا، وإيطاليا لوقف هذا العدوان.
توالت الاعترافات من جانب دول كبرى بقيام دولة مستقلة لفلسطين، في خطوة مهمة تم وصفها “بالتاريخية”، تأتي هذه الاعترافات لتشكل ضربة قوية لحكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي تواجه انعزال تام على المستويين المحلي والدولي.
ماكرون يعلن رسميًا أمام الأمم المتحدة اعتراف بلاده بفلسطين كدولة مستقلة
أعلن رئيس دولة فرنسا إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر اعتراف بلاده الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدًا أن الوقت قد حان لوقف هذه العدوان وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، كما أعلنت دول مثل كندا، والبرتغال، وبريطانيا، اعترافهم بفلسطين أيضًا في خطوة تؤكد دعم معظم دول أوروبا لفلسطين.
يحمل اعتراف حكومة بريطانيا بدولة فلسطين إشارة فريدة، فبريطانيا هي من أقدمت على وعد بلفور عام 1917، والذي حرم الشعب الفلسطيني من أرضهم، وإقامة وطن لليهود في أراضي فلسطين، ولكن الاعتراف الحالي يأتي كخطوة لإعادة التوازن السياسي، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة.
الدكتور طارق البرديسي يؤكد: الاعتراف بوجود دولة فلسطينية شئ هام
يؤكد الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، أن الاعتراف بوجود دولة فلسطين شئ مهمًا، فأي دولة عبارة عن شعب وأرض وسلطة، وتطرأ الدول وتتابع باعترافها بفلسطين كدولة، والدول الأوروبية دول مهمه جدًا، وخاصة المملكة المتحدة “بريطانيا”.

الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية
ويشير الدكتور طارق البرديسي أن بريطانيا هي التي كان لها الانتداب البريطاني في الأراضي الفلسطينية، والتي مكنت إسرائيل من إعلان دولتها، والاعتراف بها كدولة في سنة 1948، وها هي تعترف الآن بعد ما يقرب من 78 سنة بدولة فلسطين، في سنة 2025، بعدما تأخر الاعتراف كثيرًا.
يشيد خبير العلاقات الدولية أن الاعتراف في القانون الدولي العام، خطوة قانونية وسياسية في غاية الأهمية، وتأتي دعمًا وتثبيتًا لأركان الدولة، فالشعب موجود ويتم تثبيته على الأرض وهو صامد، والأراضي موجودة، والسلطة أيضًا موجودة، وتعمل مصر على دعم السلطة باعتبارها العنصر الثالث والمكون لفكرة الدولة.
ويشير الدكتور طارق أن هذه الاعترافات ليست خطة رمزية؛ بل هي خطة موضوعية هامة جدًا وضرورية؛ لتأكيد وجود دولة فلسطينية، كما اعترفو فيما قبل بوجود دولة إسرائيلية انشأت بموجب هذا الاعتراف الدولي.
خبير العلاقات الدولية: الاحتجاجات لا تمس من شبه الإجماع الدولي على الاعتراف بفلسطين
يؤكد الدكتور طارق البرديسي أن الاحتجاجات من شعب بعض الدول، لا تنل ولا تمس من هذا الإجماع، وشبه الإجماع للغالبية الساحقة للدول، فقد اقتربنا على160 دولة من أصل 193 دولة، فالكل بات يعترف بفلسطين كدولة مستقلة.
ويستكمل الدكتور حديثه: “لا استقرار ولا سلام إلا بحل الدولتين، وإعلان الدولة الفلسطينية وتنفيذ الشرعية الدولية، وتنفيذ عشرات القرارات من مجلس الأمن، وتوصيات الجمعية العمومية تؤكد حق الشعب الفلسطيني في دولتهم المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
البرديسي: مصر تبعث برسائل أمنية واستراتيجية قوية لتحقيق الاستقرار
أوضح خبير العلاقات الدولية أن الرسائل الأمنية والاستراتيجية، التي تبعث بها مصر تشير بأن مصر حريصة على تحقيق الاستقرار من خلال بناء المؤسسات، فهناك مؤسسات أمنية يوجد بها عناصر وكوادر مدربة، يتصور كل هذا من انطلاق مفهوم مصر لفكرة الدولة؛ فهذه هي الرسائل الأمنية التي توجهها مصر للكيان الصهيوني وفصائل حماس.
تصورات مصرية للاستقرار والسلام ترتبط بأمن سيناء
يرى “البرديسي” أن إسرائيل كدولة غازية، مستعمرة، ومستوطنة للأراضي الفلسطينية، كما يرى أن حماس ليست دولة وإنما مجرد فصيل، ويرتبط هذا التدريب بالتصورات المصرية ارتباطًا وثيقًا بأمن سيناء وغير قابل للتجزئة، فهذا تصور أمن قومي مصري لابد أن تكون هناك دولة بكوادر مدربة للحفاظ على دولة فلسطين المستقبلية، والحفاظ على أمن شمال سيناء، كل هذا من خلال تصورات مصرية للاستقرار والسلام، فالسلام محتاج بناء دولة وتدريب الكوادر.
البرديسي يؤكد: مصر حريصة على دعم وتثبيت فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة
ويختتم الدكتور طارق حديثه مؤكدًا أن كل هذا له تداعيات لاشك على أمن سيناء، ومصر حريصة على أمن هذه المنطقة وحريصة على دعم وتثبيت فكرة الدولة الفلسطينية، فالدولة المصرية ليست مع فصيل ضد فصيل، ولكن هي مع دولة قائمة بشعب وأرض وسلطة، فحماس مصر تراه فصيلًا مقاومًا وإسرائيل تراه فصيلًا إرهابيًا، أيًا كان فمصر لا تتعامل مع فصيل أو مليشيات، ولكن تتعامل مع فكرة الدولة الفلسطينية، وعندما نعترف بالدولة الفلسطينية لا نعترف بحماس ولا أي فصيل آخر.