تقرير تحية محمد
أن مشكلة تشرد بنات الشوارع، ومشكلة الجرائم التي تتعرض لها فتيات الشوارع، نصف بنات الشوارع في مصر يتعرضن لممارسة الجنس .
إن الاعتداء الجنسي هو ألف باء هذه الظاهرة، ولكن ليست فتيات الشوارع وحدهن من يتعرضن له، بل البنات والأولاد أيضا
إن الاغتصاب هو أول أمر يحدث للفتاة عندما تجد نفسها ملقاه على الرصيف، وإن العودة إلى المنزل تصبح أمراً عسيراً بالنسبة للضحية بعد تعرضها للاغتصاب.
وتشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن المصرية التي ينتشر فيها المشردين، حيث تأوي في شوارعها 31.6% من المشردين في البلاد.
وتضيف الدراسة أن الغالبية العظمى من الأطفال المشردين هي من الذكور، إذ تبلغ نسبتهم بنسبة 92%، بينما لم تتجاوز نسبة تشرد الأطفال من الإناث نسبة 8% من إجمالي حالات التشرد في مصر حيث تفرض أساليب التنشئة ،والتربية على الإناث أن يكن أكثر ارتباطا بالعائلة واعتمادا على الأسرة، وأكثر استسلاما للظروف مقارنة بالذكور.
لكن مهما تكن النسبة ضئيلة، فربما تكون معاناة بنات الشوارع من المشردين أكبر بكثير، نظراً للظروف القاسية التي يفرضها عليهم الاغتصاب، ومصاعب الحمل والولادة ونكران المجتمع لهم، ناهيك عن البرد والجوع والألم.
فهناك فتاة وجدت نفسها فجأة أما في سن الرابعة عشرة من عمرها، راحت تمسك بمجموعة من المفاتيح القديمة و تجلجلها، و تخشخشها فوق رأس طفلتها الرضيع التي حملتها أشهراً تسعا في أحشائها، رغم أنها تعيش مشردة في شوارع القاهرة بعد أن تركت بلدها ، لعلها تنتزع ابتسامة واحدة منها ،تضيء بها عتمة حياتها المليئة بالقهر والجوع والحرمان، والاستغلال الجنسي.
فهناك فتاة تفضل الممارسة القسرية للجنس في الشوارع، في سن مبكرة على حياة الذل والقهر ،حيث كان اخواتها يضربونها ضربا مبرحا في سن السادسة أو السابعة من عمرها.
تقول الفتاة عن طبيعة الرجال الذين تجبر على ممارسة الجنس معهم، هؤلاء الرجال لا يفرقون، فهم لا يعبأون إن كنت صغيرة أم كبيرة ،لقد خطفوني.
حياة هذه الفتاة مثلها مثل حياة فتيات كثيرة ،وغيرهم مئات آلاف الأطفال المصريين الآخرين الذين تقول الأمم المتحدة إنهم يعيشون مشردين في شوارع مصر، من بينهم أعداد متزايدة من الفتيات اللائي يجدن أنفسهن، بلا مأوى أو رعاية يصبحن عرضة صنوف شتى من الاستغلال والجريمة ،وبعضهن لما يتجاوز بعد سن الرابعة أو الخامسة من العمر.
تقول إحدى فتيات الشوارع اللواتي تعرضن للاغتصاب، لقد اختطفوني وأبقوني عندهم أيام ،لقد كانوا ثمانية رجال، لقد أحاطونا بالكلاب ولم يكن بوسعنا أن نهرب ، و أحضروا فتيات غيرنا، تركونا وشأننا.
حاولت الفتاة بعد حادثة اغتصابها العودة إلى دار لإيواء الأطفال، لكن القائمين على الدار لم يوافقوا على عودتها، الأمر الذي اضطرها إلى العودة إلى الشارع ثانية، حيث تعرضت للاغتصاب و أرغمت على ممارسة الجنس، فحملت بولد.
فتاة أخرى تبلغ من العمر إحدى عشر سنة ،ترغب بتعلم رياضة الكاراتيه، تروي كيف أن انفصال والديها وضرب جدتها المبرح لها، فيما بعد هما اللذان قادها إلى الشارع ،كان الأمر سهلاً، إذ كنت أفترش الرصيف ليلا ،لقد كان هناك أشياء كنا نخشاها، إذ كنا نخاف الأولاد الذين يأتون إلينا في الليل.
وتقول إنها استطاعت أن تدبر أمرها، فيما بعد ،وتغادر الشوارع وتعثر على مأوى، وهي الآن تذهب إلى المدرسة وتخطط لبناء مستقبلها.
تقول فتاه بالغة من العمر 15 عاما، إنها تعرضت للضرب بسبب أدائها في المدرسة، فهربت مع صديق ، ولكنه هجرها عندما نفدت منها النقود و أفلست، وبعد ذلك، فقد أتى رجل و هاجمني، ولم يتركني فتاة كما كنت،وتضيف أنها اكتشفت فيما بعد بأنها حامل، وعلى الرغم من أنها فقدت جنينها، إلا انها لا زالت تخشى العودة إلى البيت.
من فتيات الشوارع الذين إخترن حياة ممارسة الجنس، وتعرضت مراراً للاغتصاب، أصبحن يتناولن حبوب مانع الحمل المتوافرة بكثرة في الصيدليات في مصر، وأن العديد منهن لا يحتفظن بأجنتهن في حال حملهن.
جديراً بالذكر أنه لا يقتصر انتشار ظاهرة بنات الشوارع على المدن المصرية فقط، بل يمتد ليشمل البلدات والمناطق الريفية أيضا حيث تنام الفتيات المشردات على الأرصفة أو في الحدائق العامة أو تواجه خطر الاغتصاب أو يلجأن لوسائل أخرى ك المخدرات، ليجد مهربا من الجوع والبرد والألم، وبعضهم يلجأ لبيع أنواع من السلع ،والبضائع البسيطة علب المناديل ، حيث يتنقلن بين السيارات والأزقة و تقاطعات الطرق لاصطياد زبائنهم.
المشكلة التي تواجهها تلك الفتيات اللواتي يقررون خوض تجربة الحمل والولادة حتى النهاية هي عدم تمكنهم من الحصول على شهادات ميلاد ل مواليدهم، فهن يلدن في الشوارع، وغالبا ما يكون الآباء مجهولين ،أو ينكرون أبوتهم لأطفالهم من تلك الفتيات ،حيث ينظر الناس اليهم دوما بكره. فيجب على الناس أن يغيروا نظرتهم نحوهم.