تحقيق – سوزان الجمال
تستهدف عمليات النصب والأبتزاز الإلكتروني جميع أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا من مختلف الجنسيات، وقد تنجح في بعض الأحيان، لأنها توهم الأشخاص بأنها عمليات حقيقية، تتضمن عروضًا ترويجية أو اتصالًا هاتفيًا من أشخاص مجهولين، ينتحلون صفة موظفين في إحدى الجهات ويحتاجون إلى معلومات شخصية لكي يتمكنوا من إكمال المعاملة المزيفة للمستهدف.
ومع التطور السريع في التكنولوجيا الحديثة، استغل ضعفاء النفوس تطوير أساليب وأدوات “الهكر” عمليات الاحتيال، وتنويع أساليبهم الكاذبة، محاولين تصيد أكبر عدد من المستهدفين والضحايا، خاصة الحالمين بالثراء السريع، وخاصة الأطفال، من خلال الألعاب الإلكترونية، حيث يدخلون عليهم كأصدقاء، ويرسلون لهم ملفات وروابط مشبوهة، وعند الضغط عليها، يقومون بسرقة وثائقهم الشخصية.
في البداية تقول “حنان.ع”: “تعرض للاحتيال من مركز تسوق الإلكتروني موثق، نجح المركز في إقناعي بشراء بعض مستحضرات التجميل وبسعر أقل من المحلات التجارية، وبعد طلب المنتجات فوجئت أنه منتهية الصلاحية، وكانت المنتجات بملغ 4000 جنيهًا، ورغم تقديمها شكوي لايزال التحقيق مستمرًا بشأنها غير أن أملها في استرجاع أموالها ضعيف جدًا”.
وأوضح “أمين.ع”: “أنه مثل مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم، وقع باكمان في هذا الفخ بسبب إعلان بسيط عبر الإنترنت، وقد نقر على إعلان مخصص لمنصة للعرض عن عمل من خلالها لكن ليكي تحصل على فرصة عمل يجب أدخل جميع معلوماتك الشخصية”.
وتابع”أمين”: “وبعد إدخال معلوماتي الشخصية على المنصة، اتصل بي شخص لكي يوضح لي طبيعة العمل وطلب مني مبلغ مالي وأرسل لي رقم “فودافون كاش” لكي أرسال الأموال عليه، وبعد إتمام كل شيء تم قفل جميع أرقام التواصل معهم”.
وأشارت “سمر.ع” إلى أن جميع المنصات التي يتم فيه عرض الملابس وغيرها من منتجات نصابين، قائله: “رأيت منشور على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وكان يعرض فيه ملابس ماركات، قامت بإرسال طلب الملابس وكانت بسعر عالي، وبعد أن أتت الملابس فوجئت أنه قديمة ولا تشبة للصور التي رأيتها بشئ”.
وقال “طارق.م”: “إنه تعرض لعملية احتيال وسرقة مبلغ يقدر بأكثر من 8 آلاف جنيهًا من بطاقتة الائتمانية، من أحد المتاجر الإلكترونية المشهورة خارج الدولة، التي يتعامل معها منذ سنوات، حيث قام شخص مجهول باستخدام إسمه وحسابه في التطبيق وشراء منتجات مختلفة، وحاول أن يوقف عملية الشراء ولكن لم يستطع.
أشار “طارق” إلى أن المجرم استغل وجود رقم البطاقة الائتمانية الخاصة به، محفوظًا في حسابه بالمتجر الإلكتروني، مشيرًا إلى أنه كان يشاهد عمليات الشراء تتم أمامه، وطلب في لحظتها إيقاف الشراء، التي تمت على دفعات، إلا أن القائمين على المتجر رفضوا، معللين ذلك بأن صاحب الحساب هو من يقوم بالشراء، ولا يوجد به شبهة، ولا يستطيعون إيقافه.
أضاف “هشام.ال”: “أن العملية تمت بطريقة احتيالية منظمة، وأبلغ المصرف بأن البطاقة سرقت، ويجب إيقافها، كما قام بإبلاغ الجهات المختصة والتواصل مع المتجر، ولكنه لم يتم إرجاع ماله، داعيًا جميع أفراد المجتمع إلى عدم حفظ رقم البطاقة الائتمانية في التطبيقات أو المواقع الإلكترونية، حتى لا يتعرضوا للسرقة”.
وتابعت “هند.ع”: “إنها تعرضت لعملية احتيال، عندما ضغطت على رابط إلكتروني، ظنت أنه من جهة رسمية، لأنها كانت تنتظر طردًا بالبريد، ووصلت لها رسالة نصية من البنك بخصم مبلغ 500 جنيه من حسابها، وعلى الفور تداركت الموقف، وقامت بإبلاغ البنك بإيقاف البطاقة، قبل أن تتم العملية الثانية، والتي تقدر بـ 5 آلاف جنيهًا”.
وأضافت “هند”: “أن النصابين يبتكرون وسائل مختلفة وجديدة في عمليات النصب والاحتيال، ويحاولون استدراج الناس، من أجل سرقة أموالهم، لافتة إلى أن بعض الروابط الإلكترونية توهم من يستقبلها بأنها من جهة رسمية، وعندما تضغط عليها، تكتشف بأنك تعرضت لعملية نصب”.
وقامت الجهات الأمنية والمصرفية بتحذير جميع أفراد المجتمع، بعدم التعامل مع الروابط أو المواقع الإلكترونية المشبوهة، والتأكد من هوية المتصل، وإبلاغ الجهات الأمنية على الفور في حال تعرضوا لعملية الإحتيال.
وقال الرائد “محمد ممدوح النادي” رئيس مباحث قسم شرطة الإبراهيمية: “شهدنا خلال السنوات الماضية ارتفاعًا في الجرائم الإلكترونية، وخصوصًا بلاغات الإبتزاز الإلكتروني والإحتيال الهاتفي، وكذلك زادت بلاغات المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، وهي الشريحة التي يتم استهدافها باعتبارها أطفالًا ويمكن تصيدهم بسهولة، لافتًا إلى أنه يجب علينا القيام بحملات توعية مكثفة من أجل حماية أفراد المجتمع من مخاطر الجرائم الإلكترونية، والوقاية خير من العلاج”.
أضاف “محمد النادي”: “إن هذه الجريمة عابرة للحدود، وتحتاج منا تكثيف الجهود للوقاية منها وحماية الأفراد”، لافتًا إلى أنه يجب على مستخدمي الأجهزة الذكية والإلكترونية، عدم الضغط على الروابط المشبوهة أو التعامل مع الأشخاص المجهولين في وسائل التواصل الاجتماعي، وإبلاغ الجهات الأمنية في حال تعرضوا لعملية نصب أو احتيال أو ابتزاز إلكتروني، حتى تتمكن الجهات من إرجاع حساباتهم الشخصية واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المجرمين”.
يظل التصيد الاحتيالي أحد أكثر أنواع محاولات الإحتيال شيوعًا، حيث يستخدم مجرمو الإنترنت clickbait لجذب الضحايا إلى النقر فوق تنزيل ضار، وهذه هي الطريقة التي تتكشف بها عملية الخداع، عادة، يرسل لك المجرم الإلكتروني بريدًا إلكترونيًا يبدو أنه من مصدر شرعي، مثل بنك أو موقع شبكة اجتماعية أو متجر عبر الإنترنت.
وبهذه الطريقة يتم خداعك للنقر على رابط تنزيل ضار أو احتيالي، ويقوم المجرم الإلكتروني بتثبيت البرامج الضارة، أو إستخدام بيانات الإعتماد الخاصة بك لسرقة بياناتك السرية، وفيما يلي علامات التحذير الشائعة لبريد إلكتروني للتصيد الاحتيالي، الأخطاء الإملائية والقواعد النحوية السيئة نص مع رسائل خيالية من العروض والمكاسب غير العادية، ونصوص بريد إلكتروني مع تهديدات بعواقب مالية أو قانونية.
وهناك نوع أخر شائع من الاحتيال عبر الإنترنت هو برنامج الفدية، في هذا النوع من الهجوم، يهدد مجرمو الإنترنت بنشر البيانات الشخصية للضحية أو منع الوصول إليها بشكل دائم ما لم يتم دفع فدية، لتجنب برامج الفدية، انسخ بياناتك احتياطيًا، وقم بتحديث برنامج مكافحة الفيروسات بانتظام لتنبيهك، بمحاولات هجوم محتملة، وأيضًا يجب أن تعرف على كيفية تسليح المنظمات لنفسها ضد هجمات برامج الفدية.
سكاروار هو أحد أشكال Scareware، البرامج الضارة التي تستخدم الهندسة الاجتماعية لإحداث صدمة أو قلق أو إدراك وجود تهديد من أجل التلاعب بالمستخدمين لشراء برامج غير مرغوب فيها، هذا البرنامج مزيف ويستخدم لتثبيت برامج ضارة يمكنها سرقة المعلومات السرية.
العلامات التحذيرية للأدوات الخبيثة التي يجب الإنتباه لها
يخطرك البرنامج على الفور بأنه يقوم بفحص جهاز الكمبيوتر الخاص بك بحثًا عن الفيروسات، من الصعب إغلاق النافذة المنبثقة، النافذة المنبثقة تريد منك التصرف بسرعة، ولتجنب الفزع، تأكد من عدم النقر على إشعارات البرامج الضارة غير المتوقعة، عمليات الإحتيال محاكاة حالة الطوارئ.
في عمليات الإحتيال هذه، يقدم مجرم الإنترنت نفسه على أنه أحد أفراد الأسرة في حالة طارئة ويحتاج إلى المال على الفور لبعض المواقف الطارئة مغادرة بلد أجنبي، ودفع فاتورة المستشفي، وشراء هاتف محمول جديد.
ولتجنب هذا النوع من الإحتيال، قاوم الرغبة في التصرف على الفور، يلجأ مجرمو الإنترنت إلى المشاعر ويثقون بك للرد بسرعة، قبل أن تتاح لك الفرصة للتفكير مليًا في الأمور، يجب التحقق من هوية جهة الإتصال، أطرح أسئلة لا يعرف الشخص الغريب إجابتها، قم بتأكيد القصة مع أفراد العائلة، أو الأصدقاء الآخرين، حتّى لو “أو خاصة إذا” قال المتصل لإبقائها سرية، لا ترسل أبدًا مبالغ نقدية أو قسائم هدايا أو تحويلات مالية.
ويمكن لمجرمي الإنترنت أيضًا إنشاء ونشر مواقع تسوق مزيفة عبر الإنترنت، تبدو أصلية أو تكرر المواقع الحالية ذات العلامات التجارية، من العلامات الشائعة لموقع التسوق الوهمي ظهور عروض زائدة في المتجر وإيجاد العلامات التجارية الشهيرة وبيعها بأسعار منخفضة للغاية.
عادةً ما تحتوي هذه المواقع على عناوين URL مشابهة للعلامات التجارية التي تحاول تقليدها، مثل “Amaz0n.net” يستخدم مجرمو الإنترنت هذه الاستراتيجيات للحث على شراء المنتجات المزيفة، وتسجيل المعلومات المصرفية، في وقت الشراء لاستخدامها بمفردهم.
تشمل علامات التحذير من مواقع التسوق المزيفة ما يلي: إعادة توجيه تؤدي إلى صفحة تحتوي على “http: //” في عنوان URL، أسعار منخفضة للغاية ولا توجد معلومات حول أصل الموقع، أو معلومات اتصال محدودة للغاية ومراجعات مشكوك فيها.
ومن الآمن أن نفترض أنه إذا طلب منك شخص ما معلومات مصرفية، أو شخصية، فإنه يحاول خداعك لذلك، لا يجب أبدًا تقديم معلومات شخصية، لأي شخص على الإنترنت يتصل بك مباشرة، إذا كنت بحاجة إلى إجراء معاملة مالية عبر الإنترنت، فتأكد من القيام بذلك على خادم آمن ومن خلال موقع ويب موثوق به.
إذا كنت تعتقد أنه تم خداعك، فغيّر على الفور جميع كلمات المرور الخاصة بك، واحذف أي برامج ضارة ربما تكون قد قمت بتنزيلها، واتصل بالمصرف الذي تتعامل معه إذا كان هناك احتمال للاحتيال باستخدام بطاقتك الائتمانية، اتصل بجهات إنفاذ القانون المحلية لديك للإبلاغ عن الاحتيال والحصول على المساعدة بشأن الخطوات التالية.