إنفراد – روفيدا يوسف
في الآونة الأخيرة تشهد منطقة الكاريبي واحدة من أكثر التحركات العسكرية إثارة للجدل منذ عدة سنوات، بعدما ظهرت حاملة الطائرات الضخمة USS Gerald R.ford، قرب السواحل الفنزويلية، مدعومة بقوات بحرية وقوات خاصة، بالإضافة إلى تجهيزات عسكرية غير معتادة في هذا الجانب من العالم.
وبالرغم من أن الحكومة الأمريكية تبرر الموقف بالتحدث عن “مكافحة المخدرات”، إلا أن حجم القوات وطبيعة المعدات التي تستخدمها توحي بوجود حسابات سياسية، وأمنية تتجاوز التبريرات المعلنة، حيث أشارت تقارير عالمية أن هذا الحشد العسكري لا يستخدم إلا في العمليات الكبرى.
هذا المشهد أثار تساؤلات واسعة حول نوايا الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كانت هذه التحركات مجرد مهام “لمكافحة تهريب المخدرات”، أم مقدمة لتصعيد أكبر خاصةً بعد إعلان وزير الحرب الأمريكي إطلاق عملية “الرمح الجنوبي”، والتي قد تتجاوز مكافحة المخدرات، وتحمل أبعادًا جيوسياسية تجاه بعض دول أمركيا اللاتينية، وخاصة فينزويلا.
البرديسي: تحركات عسكرية خطيرة واحتمالات لتصعيد محدود
أكد الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، أن التحركات العسكرية الأميركية في منطقة الكاريبي تعتبر تحركات جدًا خطيرة، وتشير المؤشرات إلى أنه من الممكن أن تتحول إلى غزو أمريكي، ولكن ليس بريًا.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن هذا الغزو سيكون مكلفًا، والولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة له وسيكلفها فواتير باهظة، أن ما يحدث هو نوع من الضغط، ومن الممكن أن يكون تدخلًا محدودًا، وضربات جراحية استئصالية، ولكنه لن يكون غزوًا شاملًا أو بريًا.

الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية
ضغوط سياسية واستغلال للهشاشة الداخلية في فنزويلا
أشار “البرديسي” إلى أن الدوافع السياسية وراء هذه التحركات العسكرية في الكاريبي، هي ممارسة مزيد من الضغط لتقديم التنازلات وتغيير النظام في كاراكاس، وأشياء من هذا القبيل، وذلك بهدف تحقيق واستعادة النفوذ السياسي، والاستراتيجي الأمريكي في هذه المنطقة.
ولفت الدكتور طارق إلى أن الولايات المتحدة تستغل الضعف والهشاشة داخل فنزويلا؛ لتحقيق مآرب وأهداف استراتيجية وسياسية؛ لدعم وتأكيد نفوذها في هذه المنطقة الحيوية، مؤكدًا أنها تريد ذلك منذ أمد بعيد، وتستغل هذا الضعف والتداعي داخل فنزويلا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
وفي ظل هذا التصعيد المتزايد، تبدو أن منطقة الكاريبي قادمة على مرحلة غامضة، تتقاطع فيها الأجندات السياسية والعسكرية، وسط سباق على النفوذ في أمريكا اللاتينية، وبين إصرار من الولايات المتحدة الأمريكية على أن تحركاتها تندرج تحت إطار “مكافحة المخدرات”، إلا أن المؤشرات الميدانية تكشف حجم هذه التحركات والتي لا تنسجم مع هذا التبرير.






