تقرير تحية محمد
ظهرت في السعودية حركة نسوية منذ بدايات التسعينات الميلادية، ساعية في البداية إلى المطالبة بقيادة المرأة للسيارة، و تأرجح حضورها بسبب الصحوة الدينية التي طغت طوال فترة التسعينات، إلا أنها استمرت إلى اليوم، وقادت العديد من المطالبات مثل المطالبة بالقيادة، وحق التصويت، و تأنيث المحلات النسائية، وإسقاط نظام الولاية.
تتراوح ظروف ورؤية النساء أو الفتيات اللاتي ولدن أو عشن في المملكة العربية السعودية، ومن أجيال مختلفة بخصوص قضايا التعليم ،و وصاية الرجل وحرية الحركة ،بما فيها قيادة المركبات والسفر، و الفجوة بين الجنسين والحق في التصويت والتمكين السياسي والاستقلالية الاقتصادية، بين تدين المجتمع والمرجعية الوهابية للمملكة وبين قرارات العائلة الحاكمة، والتعديلات القانونية ووعود الإصلاح وواقع الحداثة.
ترتدي النساء في السعودية العباءة، غالبا في الحياة العامة التي تتعدد أنواعها وألوانها ،حسب التأثيرات الدينية والعادات الإجتماعية، ويغطي بعضهن وجوههن، بينما يكتفي البعض بالحجاب دون تغطية الوجه، وبعد إنخفاض مستوى تأثير حركة الصحوة المتشددة، بدأت تظهر العبايات ذات الألوان المتعددة، وظهرت مؤخرا بعض النسا السعوديات للخروج بدون العباءة، وخصوصا أنها ليست إلزامية في النظام السعودي، الذي يلزم باللباس المحتشم فقط.
يتحدثن اللغة العربية لهجات مختلفة، يشاركون في الأعمال بجميع أنواعها، بما فيها الأعمال السياسية والاقتصادية، وسهل هذه المشاركة مجموعة من التغييرات والتعديلات في الأنظمة السعودية، التي حدثت في السنوات الأخيرة، مثل السماح بقيادتها للسيارة،والسماح ب استخراج جواز سفرها، والسفر دون اشتراط موافقة ولي أمرها.
بدأ دخول المرأة السعودية في التعليم تدريجيا ،منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود عبر الكتاتيب النسائية التي كانت تقام في بيت المعلمة ، أو كتاتيب في بيوت الأسر الغنية، وكان التعليم يتمحور حول القرآن الكريم والقراءة والكتابة، وتلا ذلك افتتاح المدارس الأهلية بشكل محدود، وكان التعليم فيها مقتصرا على علوم الدين، وعلوم اللغة العربية، وفي هذه المرحلة من الدخول المتدرج كانت بعض فئات المجتمع السعودي ترفض تعليم المرأة وتعتبره أمرا محرما ، انطلق تعليم السعوديات رسميا ، في عهد الملك سعود، مع إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، حيث بدأ أولا بالمدارس الابتدائية، ثم بالمعاهد المتوسطة، ثم التعليم العام، والتعليم العالي، وبرامج الابتعاث الخارجي. وما يزال تقدم المرأة السعودية في التعليم جاريا، حيث سمح لها الانضمام إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ،التي كانت مخصصة للطلاب فقط، وفي العام الذي يليه تولت أول امرأة سعودية منصب رئيس جامعة تقدم دراساتها لكلا الجنسين.
احتلت المرأة السعودية المرتبة الأولى عربيا ،والعاشرة عالميا من ناحية التعليم ضمن عشرين دولة ،وفقا لتصنيف مؤشر سبيكتور إندكس.