كتبت – هاميس درويش
مُنذ عقود طويلة بدأ المسلمون في البحث عن مشروبات تساعدهم على تعويض نقص الغذاء والعطش الشديد طوال النهار وخاصة في شهر رمضان الكريم، ويعتبر شراب العرقسوس واحداً من أهم المشروبات الشعبية في شهر رمضان.
ارتبط شراب العرقسوس دائما بموائد الإفطار في رمضان، إذ لا تكاد تخلو مائدة رمضانية منه رغم الجدل المستمر الذي يثار حول ما للعرقسوس من منافع طبية ومضار على الصحة في ذات الوقت.
بداء ارتباط العرقسوس في شهر رمضان، فجاء منذ العصر الفاطمى، اعتبر العرقسوس شرابا ملكيا حتى جاء الفاطميون إلى مصر فأقبل عليه الناس ليصير مشروب العامة خاصة فى شهر رمضان، فيتناوله المسلمون بعد أذان المغرب لأهميته فى القضاء على الإحساس بالعطش.
أما عن فؤائد العرقسوس فهو يحتوي على مكونات تمد جسم الإنسان بعناصر مهمة جداً وهو يفيد في علاج بعض الأمراض، ويحتوي أيضاً علي مادة الغلسرهيزين ومادة حامض الغلسرهيزين المتوفران بكثرة في العرقسوس يمنعان من تقليل الكورتيزون في الجسم، الذي يقلل من الالتهاب والألم المصاحب والتورم في موقع الإصابة.
وربما كان السبب الأهم لارتباط شراب العرقسوس برمضان، هو قدرته على حفظ الماء داخل الجسم، وبالتالي مساعدة الصائم على التغلب على الشعور بالعطش خلال فترة الصيام، ويعتبر العرقسوس من أفضل العصائر المرطبة للمصابين بمرض السكري لخلوه من السكر العادي.
بالرغم من فوائد العرقسوس العديدة، إلا أنه قد يتسبب الإفراط في تناول عرق السوس إلي تطور مجموعة من الأعراض الجانبية وهي (ارتفاع ضغط الدم، نقص البوتاسيوم في الدم، انقطاع الطمث).
ويحضر شراب العرقسوس من جذور النبتة الخضراء التي تنقع بالماء، ثم يعصر المنقوع ويضاف إليه بعض المنكّهات، أو يخلط بالماء للتخفيف من مذاقه الذي يمزج بين بعض من المرارة وقليل من الحلاوة.
وعرفت جذور نبتة العرقسوس منذ أكثر من أربعة ألاف سنة عند البابليين كعنصر مقوي للجسم ومناعته، وقد عرفه المصريون القدماء وأعدوا العصير من جذوره، وقد وجدت جذور العرقسوس في قبر الملك توت عنخ أمون الذي تم أكتشافه في عام 1923.