تحقيق – نسمة هاني
في عصر السوشيال ميديا، أصبح الوصول إلى الشهرة أمرًا يسيرًا لبعض الأشخاص، لكن يكمن السؤال في هل هذا النوع من الشهرة يعتبر علامة على النجاح الحقيقي، في الوقت الذي يحقق فيه بعض الشخصيات على منصات مثل تيك توك وإنستجرام شهرة سريعة، يُطرح السؤال حول تأثير هذه الشهرة على القيم الاجتماعية والسلوكيات الشخصية.
فبينما يجذب المحتوى الجريء والمثير الأنظار ويزيد من عدد المتابعين، هل هذه الشهرة تعكس فعلاً قيمة مستدامة، أم أنها مجرد صعود مؤقت على حساب المسؤولية الاجتماعية، وفي الوقت نفسه، هل تؤثر هذه الظاهرة على الإقتصاد الرقمي، مما يعكس تحديات أمام نمو هذا المجال، التحقيق في هذا الموضوع يكشف الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة، ويطرح تساؤلات حول مستقبلها.
المواطن بصفته المشاهد الأول هل هو شريك ام ضحية
قال “السيد علي” نرى بعضهم يستخدمون أسلوب غير لائق، وطريقتهم في التعامل مع الآخرين فيها تجاوزات، حيث الكلام بأسلوب جارح ومؤذي إلى اناس كثيرين، وللأسف الشديد ذلك سبب شهرة الكثير منهم.
واضاف “يوسف إحمد” الشهرة بدأت أن تأخذ مسارات مختلفة، على لو على حشاب كرامة الإنسان وذلك يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والمجتمعية.
ويروي “أحمد سعيد” بصراحة أنا كنت متابع لأحد مشاهير التيك توك من زمن، ولكن اكتشفت أن تلك الشهرة كانت مبنية على الجدل والمشكلات، مما أثار إشمئزازي.
واضافت “منى حسين” أرى أن أي شخص يستخدم السوشيال ميديا بطريقة خاطئة لابد أن يعاقب، فتلك التصرفات غير مقبولة بأي شكل من الأشكال، خاصة عندما وصل للإهانة والسب العلني.
وتقول “سارة سويلم” أنا أرى إن طريقة بعض المشاهير غير لائقة، معظمهم نالوا الشهرة من الشارع مما يعكس طبيعة المحتوى المنشور منهم.
ويحكي”عادل محمد” الكثير من الناس يمكنها أن ترى مشاهير مثيرة للجدل، لكن بصراحة في بعض الأحيان الناس تهتم بالمحتوى الجريء واللايفات دي لأنهم يجدوا فيها نوع من الترفيه، لكن في النهاية، جميعهم شخصيات عامة لابد أن يجد عواقب تصرفاته، ولو أخطأ يحاسب.
قالت “ريم محمد” بعض محتويات السوشيال ميديا تستهدف فئة معينة من الناس التي تحب التسلية والتحديات، وذلك متاح لجميع الفئات مما يمكن أن يشكل خطراً على بعض الفئات الأخرى.
أردف محمود حسن قائلا: “الناس اللي بيقولوا ‘أوه ماي جايز’ في كل فيديو وبعدين بيتشهروا، مش فاهم إزاي شهرتهم بتجي من مجرد كلمة أو تعبير زي ده، لو كانت الشهرة مرتبطة بالحاجة المفيدة أو الموهبة، يبقى شيء طبيعي، لكن دي مجرد لفت نظر عشان يعجبوا الناس”.
أضافت “ملك ابراهيم” أرى إن التعبيرات زي ‘أوه ماي جايز’ لا تخلق مؤثر بشكل حقيقي، ولكن مجرد حادث مؤقت حتى يظهر شيء جديد يجذب انتباه الناس.
أشار “ياسر صابر” أن الشهرة ليست دائمًا تأتي من الموهبة أو الإنجازات، لكن في النهاية، لن ينجح على المدى الطويل إلا لو كان عنده شيء مميز غير الكلام.
آراء صناع المحتوى في الوصول للشهرة
ومن خلال اللقاء مع صانعي المحتوى لرصد رد الفعل الآخر قالت “ميار حسن” صانعة محتوى على تيك توك، “بدأت بنشر فيديوهات طبخ بسيطة، وبعد فترة بدأ الناس يرسلون لي هدايا خلال البث المباشر، الآن أصبح لدي دخل شهري ثابت يتجاوز 10,000 جنيه، وأفكر في تحويل شغفي إلى مشروع تجاري.
وبالانتقال إلى”عادل سمير” صاحب محل ملابس، “من خلال تيك توك، زادت مبيعات متجري بنسبة 40%، لأن الناس يشاهدون المنتجات مباشرة في الفيديوهات، لم أكن أتصور أن إعلانًا مجانيًا قد يكون بهذه الفعالية.
واكدت “نرمين السيد” لابد على المجتمع أن يرفض جميع التجاوزات وأن يأتي التغيير الأول من الأشخاص الذين يدعمون صانعي المحتوى الغير هادف حتى نحافظ على القيم والمبادئ اللي بنؤمن بيها.
وقال أحمد هاني “اللي بيعرضوا محتوى غير لائق وبيستغلوا منصات السوشيال ميديا للترويج لحاجات ضد قيم المجتمع، المفروض يتحاسبوا، مفيش مكان لده في مجتمعنا، ولازم تكون فيه عقوبات واضحة عشان نحمي الأجيال الجديدة، وارى أن الرقابة تقوم بدورها على أكمل وجه”.

صانع محتوى
خبير نفسي يوضح تأثير السوشيال ميديا على القيم الإجتماعية وسلوكيات الأفراد
ويقول “خبير اجتماعي” من الناحية الاجتماعية، الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة تؤثر بشكل كبير على المجتمعات الحديثة، العديد من الأشخاص يحققون شهرة من خلال استغلال التريندات أو المحتوى الجريء، ولكن هذه الشهرة قد تكون سطحية ولا تعكس بالضرورة جودة المحتوى أو الفائدة للمجتمع، هذا النوع من الشهرة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في سلوكيات الأفراد، خاصة لدى الشباب، الذين قد يتأثرون بالمحتوى غير المناسب أو السلبي.
التجارة بالسوشيال ميديا والطريق إلى الهاوية
من الجانب الاقتصادي، تؤثر هذه الظاهرة على الأسواق بشكل كبير، فبينما قد يستفيد البعض من هذه الشهرة بطرق اقتصادية “مثل الرعاية والإعلانات أو حتى بيع المنتجات”، إلا أن تأثيرها يكون مؤقتًا إذا لم يتم بناء قاعدة جماهيرية حقيقية تستند إلى قيمة مستدامة، المحتوى الذي يروج له الأشخاص مدعي التأثير الإجتماعي، قد يحقق نتائج مبدئية من حيث الظهور والربح، لكنه من الممكن أن يتسبب في انخفاض الثقة والسمعة على المدى الطويل.
إذا لم يتم تنظيم هذا القطاع بشكل جيد، فإن ذلك قد يضر بالاقتصاد الرقمي على المدى البعيد، حيث يمكن أن ينخفض مستوى الثقة بين العلامات التجارية والمستهلكين، ومن الضروري أن يكون هناك توازن بين حرية التعبير من جهة، وبين المسؤولية الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، لضمان استدامة هذه الظواهر بشكل يخدم المجتمع ويساهم في نمو اقتصادي مستدام.

صناع محتوى
تنظيم ورقابة المحتوى لضمان السلامة وحماية القيم المجتمعية
في ظل الإنتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري وجود تنظيمات ورقابة صارمة على المحتوى المقدم عبر هذه المنصات، بينما توفر السوشيال ميديا فرصًا كبيرة للتعبير الشخصي والنمو الاقتصادي، فإن غياب الرقابة قد يؤدي إلى انتشار محتوى غير لائق أو مضر، خاصة إذا كان هذا المحتوى يتجاوز الحدود الاجتماعية أو الأخلاقية.
طرق حماية المجتمع من المحتوى الضار
يضمن التنظيم أن المنصات لا تستخدم كأداة للترويج لمحتوى يروج للعنف، الكراهية، أو التمييز، فضلاً عن الحد من الاستغلال التجاري الزائف أو التأثير السلبي على المراهقين والشباب الذين قد يتأثرون بشدة بما يرونه من قدوات سيئة، بالإضافة إلى ذلك، يُسهم التنظيم في حماية الخصوصية والبيانات الشخصية للمستخدمين من أي انتهاكات أو استغلال تجاري.
الرقابة على المؤثرين والشخصيات العامة
من جهة أخرى، تعتبر الرقابة وسيلة لضمان أن المؤثرين والشخصيات العامة على السوشيال ميديا يتحملون المسؤولية عن تصرفاتهم، يجب أن يتم فرض عقوبات على الأفراد الذين ينتهكون القيم الاجتماعية أو يستخدمون منصات التواصل لنشر محتوى مسيء، في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخل السلطات القانونية لتنظيم هذه الأنشطة.
التوازن بين الرقابة وحرية التعبير
لكن من المهم أيضًا أن يتم تنظيم هذه الرقابة بشكل متوازن، بحيث لا تؤثر على حرية التعبير، التي تعد أحد حقوق الأفراد الأساسية، يجب أن تتبع الرقابة آليات واضحة ومحددة تضمن العدالة وتضمن أن المنصات لا تُستخدم لفرض أجندات ضارة أو فرض رقابة مفرطة.
دور الرقابة في الحفاظ على سلامة المجتمع الرقمي
وفي النهاية، يعتبر التنظيم والرقابة جزءًا أساسيًا من الحفاظ على سلامة المجتمع الرقمي وضمان أن تكون منصات التواصل الاجتماعي أداة للتنمية والتفاعل الإيجابي، وليس لنشر السلوكيات السلبية أو المؤذية.
هدايا التيك توك بالدولار
جدير بالذكر أن المبالغ المستخدمة في هدايا التيك توك تقدر بالدولار حيث أن الوردة بـ 0.01 دولار، والدونات بـ 0.75 دولار، والقلب بـ 0.041 دولار، والزهور بـ 0.405 دولار، وقلب الإصبع بـ 0.075 دولار، والكوكيز بـ 0.008 دولار.
كما أن الأسد يقدر سعره بـ 450 دولار، ونجوم التيك توك: بـ 600 دولار، والختم والحوت بـ 517 دولار وزيوس بـ 510 دولار وهدية الكون بـ 465 دولار وسام الحوت بـ 450 دولار ولهب التنين بـ 405 دولار وفينيكس بـ 390 دولار وغريفين بـ 389 دولار وقلعة الخيال بـ 300 دولار.