تحقيق – نسمة هاني
حاولنا تتبّع ملامح العلاقة بين جيل السوشيال ميديا والحروب، بين التفاعل اللحظي والوعي العميق، بين الصورة المنتشرة والموقف المستقر، نقلنا أصواتًا من الواقع، واستعرضنا آراء مختصين، وتوقفنا أمام ظواهر مثل اقتصاد الترند، وخطر التضليل الرقمي، ودور الإعلام والتعليم في بناء الوعي.
في زمن تتغيّر فيه أدوات الحرب، وتتبدل ساحات التأثير، يبقى الرهان الأكبر على وعي الجيل، لا على صوته فقط فليس كل تفاعل دليلًا على فهم، ولا كل مشاركة انعكاسًا لوعي، وبينما تتصاعد أصواتٌ على الإنترنت، يظل التحدي الأكبر، من يصمد بعد انطفاء الترند، ومن يحوّل التضامن الرقمي إلى إدراك حقيقي، وسلوك نقدي، وموقف مسؤول؟.
الوعي لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بقدرة الفرد على السؤال والتحقق، على الفهم لا الحفظ، وعلى التأثير لا التكرار، وهذا ما يجعل من السوشيال ميديا أداةً ذات وجهين، إما أن تكون منصةً للتنوير، أو مسرحًا للتضليل.
أصوات من الواقع.. كيف يرى الشباب التفاعل الرقمي مع الحروب
تقول ريم محمد: “في الحقيقة كل ما يحدث في العالم يصل إلينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أحيانًا أشعر أنني أتفاعل لأن الجميع يتحدث عن الموضوع، لا لأنني أفهمه فعلًا، بعد أسبوع أو اثنين، نعود إلى الضحك على نفس الترندات، وننسى ما حدث”.
وأضاف “أحمد السيد” أرى أنه ينبغي علينا التمييز بين التفاعل والوعي، فمجرد أن أنشر قصة قصيرة “ستوري” عن غزة أو أغيّر صورتي الشخصية، لا يعني أنني واعٍ بالقضية، إن لم أكن أفهم خلفيتها التاريخية أو أعرف حججها، فذلك مجرد تعاطف لا يرقى إلى موقف حقيقي.
وأوضحت “مريم أحمد” في البداية كنت أتأثر بشدة وأشارك كل ما يصلني، لكن بعدما اكتشفت أن بعض الصور مفبركة أو قديمة، أصبحت أكثر حذرًا، الوعي لا يقتصر على التعاطف، بل يشمل البحث عن الحقيقة وفهمها قبل المشاركة.
ويروي “زياد هشام” أشعر أحيانًا أن ما يدفعني للمتابعة هو شكل الفيديو والموسيقى المرافقة له، وليس الموضوع نفسه، أحيانًا أشاهد مقاطع عن الحروب دون أن أفهم ما يحدث أصلًا، لكنني أشعر أن عليّ المشاركة حتى لا أبدو سلبيًّا.
وتحكي “رحاب محمد” مشكلة هذا الجيل أنه غارق في وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعله يعاني من تخمة في المعلومات، لكن للأسف، ليس الجميع قادرًا على التمييز بين الصحيح والخاطئ، ولهذا تموت العديد من الترندات دون أن تترك أثرًا حقيقيًّا.
منصات رقمية.. تصنع المعارك
باتت مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر الأول للأخبار لدى غالبية الشباب، لم تعد نشرات الأخبار التقليدية هي المرجع، بل صارت تغريدة، أو مقطع على “تيك توك”، أو “ستورى” على “إنستجرام” كفيلة بإشعال موجة تضامن أو غضب.
إبان العدوان على غزة الحرب الروسية الأوكرانية، أو الأزمة السودانية، تحوّل آلاف المستخدمين إلى ما يشبه “صحفيين ميدانيين” ينقلون صورًا وآراء في لحظات، غير أن هذا الكمّ الكبير من المعلومات لا يخلو من خطر التضليل، والاجتزاء، ونشر مشاهد صادمة خارج سياقها.
تفاعل رقمي لا يعني دائمًا وعيًا
كثير من الشباب يعبّرون عن تضامنهم مع قضايا العالم من خلال نشر صور ووسوم وتغيير صورهم الشخصية، لكن نسبة كبيرة منهم يعترفون بأن هذا التفاعل لا يستمر طويلًا.
فعلى سبيل المثال يقول “محمد هاني” : كنت أتابع كل ما يحدث في فلسطين، أغير صورتي الشخصية، أشارك الوسوم، لكن بعد فترة نسيت الموضوع تمامًا، رجعت لحياتي العادية”.
وقد أظهرت استطلاعات رأي أُجريت على عينة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و28 عامًا، أن معظمهم يتابعون أخبار الحروب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويشاركون في الحملات الرقمية، لكن قليلًا منهم فقط يستمر في الاهتمام بالقضية بعد انحسار التفاعل العام.
وتشير النتائج إلى أن وعي هذا الجيل يتأثر بشدة بحالة الزخم اللحظي، حيث يشعر البعض بأنهم مطّلعون لمجرد متابعتهم محتوى متكرر على هواتفهم، بينما لا يملكون خلفية حقيقية عن أبعاد الصراع.
رأي المختصين.. قراءة في وعي الجيل الرقمي
أكد الدكتور مرزوق العادلي، أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج، أن الأسئلة المتعلقة بوعي جيل السوشيال ميديا تجاه الحروب والأزمات هي أسئلة شديدة الأهمية، لأنها تمس جوهر صناعة الوعي في العصر الرقمي، وتُسلّط الضوء على الفارق بين الوعي الحقيقي و”الوعي الترندي” المؤقت.

الدكتور مرزوق العادلي، أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج
وأوضح “الدكتور مرزوق” أن الوعي في الفضاء الرقمي لا يمكن حصره في إطار واحد، إذ يتراوح بين مستخدمين يمتلكون إدراكًا عميقًا ويقومون بالتحليل والبحث، وآخرين يتفاعلون فقط بشكل عاطفي لحظي مع الصور والوسوم الرائجة، دون إدراك حقيقي لأبعاد القضايا.
وأشار “استاذ الاعلام بجامعة سوهاج” إلى أن دراسات الإعلام الرقمي، مثل دراسة الباحثة زينب توفيقي “Zeynep Tufekci” عام 2015، أثبتت أن التفاعل الكبير مع قضية ما لا يعني بالضرورة وعيًا بها، بل كثير من التفاعلات تكون لحظية، مدفوعة بالخوارزميات، وسرعان ما تنطفئ.
وبيّن “الدكتور مرزوق” أن الخوارزميات هي طرف فاعل في تشكيل وعي الجمهور، إذ لا تُظهر المحتوى بناءً على أهميته الإنسانية أو الأخلاقية، بل على أساس حجم التفاعل عليه، مما يؤدي إلى تضخيم مشاهد صادمة وتهميش قضايا كبرى تفتقر إلى عنصر الإثارة البصرية.
وأستكمل الحديث قائلا: أن مواقع التواصل تخلق بالفعل نوعًا من التعاطف الإنساني، لكنه غالبًا ما يكون تعاطفًا مؤقتًا لا يتحول إلى فعل حقيقي أو وعي مستمر، قائلاً إن “التعاطف الرقمي” غالبًا ما يبقى في حدود “نقرة تعاطف “sympathy click” لا ترقى إلى “فعل واعٍ” “empathy action”.
ونوّه الدكتور العادلي إلى أنه في بعض الحالات، مثل قضية مقتل جورج فلويد أو الاعتداءات على غزة، تحول التفاعل الرقمي إلى حراك حقيقي على الأرض، وهو ما يحدث فقط عند وجود سردية واضحة، وقيادات رأي مؤثرة، وتكامل بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي.
وشرح الدكتور الفرق بين “التوعية الرقمية” و”الاستغلال الرقمي” للأزمات، موضحًا أن التوعية الحقيقية تقوم على نشر معلومات دقيقة، واحترام الضحايا، وتوجيه الجمهور نحو مصادر موثوقة، أما الاستغلال فيعتمد على الإثارة، وتضخيم الصور الدموية، وترويج محتوى يفتقر للمصداقية.
وضرب الدكتور العادلي مثالًا على ذلك بقوله إن فيديو توعويًا عن العدوان يتضمن مصادر للتبرع يُعد توعية، بينما مقطعًا مثيرًا لطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة مع عنوان صادم مثل “لا يفوتك!” يُعد استغلالًا رقميًا رخيصًا.
وأفاد بأن “الترند” لا يمثل مؤشرًا على الوعي، بل على شعبية اللحظة، مؤكدًا أن بعض الترندات تعكس حالات وعي حقيقي، بينما أخرى لا تتعدى كونها “موضة رقمية” سرعان ما تزول بعد ساعات من التفاعل العاطفي الجماعي.
وحذر أيضًا من ثقافة “الريبوست” أو إعادة النشر، موضحًا أنها تمتلك قوة كبيرة في تشكيل الرأي العام، فقد تدفع الإعلام لتغطية قضايا مهمّشة، لكنها في المقابل قد تسهم في تضخيم معلومات كاذبة أو صور مفبركة تلقى رواجًا بسبب توافقها مع العاطفة العامة.
واستشهد الدكتور مرزوق بدراسات لمعهد MIT أكدت أن المحتوى المضلل ينتشر أسرع من المعلومات الصحيحة، لأنه أكثر إثارة، وهو ما يجعل ثقافة “الريبوست” بحاجة إلى وعي نقدي حتى لا تتحول إلى أداة تضليل جماعي.
وختم الحديث تصريحه بالتأكيد على أن جيل السوشيال ميديا يحمل وعيًا متفاوتًا، يتأرجح بين إدراك عميق وتفاعل سطحي، وأن الترند لا يُقاس عليه كمؤشر للوعي، بل يجب أن يُعاد تعريف الوعي الرقمي باعتباره القدرة على الفهم، والتحليل، وتكوين موقف مستقل وواعٍ.
التفاعل لا يكفي وحده
لم تعد الحروب تُخاض فقط في الميدان، بل في الفضاء الرقمي أيضًا، ورغم أن تفاعل جيل السوشيال ميديا مع القضايا الإنسانية والسياسية يحمل بُعدًا إيجابيًا، إلا أنه لا يُغني عن ضرورة الوعي العميق والفهم الشامل.
الترند لا يكفي، والصورة وحدها لا تكفي، ما نحتاجه هو جيل لا يكتفي بأن يكون “متابعًا”، بل يصبح واعيًا، ناقدًا، وفاعلًا حقيقيًا في قضايا عصره.
يبقى جيل السوشيال ميديا أمام مفترق طرق، إما أن يكتفي بالتفاعل اللحظي، والانجراف خلف الترندات الزائلة، أو أن يتحوّل إلى جيل يعي، ويُدرك، ويفكّر، ويُسائل، ويبحث عن الحقيقة خلف العناوين والصور،
ففي زمن تُخاض فيه المعارك بالصور والمشاعر، تصبح المعرفة أداة مقاومة، ويغدو الوعي أبلغ من الصراخ، إن بناء وعي رقمي رشيد لا يبدأ من الشاشة، بل من العقل القادر على التمييز، ومن القلب القادر على الثبات.
التكامل بين التعليم والإعلام.. الطريق نحو وعي نقدي
سد الفجوة بين التفاعل الرقمي والوعي الحقيقي لا يبدأ فقط من المستخدم، بل من داخل المؤسسات التعليمية والإعلامية، فحين تُغرس في المناهج الدراسية مهارات التفكير النقدي، والتمييز بين الحقيقة والدعاية، يصبح الشاب أكثر قدرة على التعامل الواعي مع سيل المعلومات المتدفقة من الفضاء الرقمي.
وفي المقابل لا يزال للإعلام المهني دور محوري، ليس في نقل الأخبار فحسب، بل في تقديم روايات عميقة تبتعد عن العناوين المثيرة، وتعيد ترتيب الأولويات وفق منطق مهني لا تحكمه خوارزميات التفاعل، هذا التكامل بين التعليم والإعلام يفتح الطريق أمام جيل قادر على أن يرى الصورة كاملة، لا مجرد ومضات عاطفية مؤقتة.
جيل بعد جيل.. كيف تغيّر شكل الوعي؟
الفرق بين الأجيال لا يقتصر على الوسائل المستخدمة، بل يمتد إلى طريقة تلقّي المعلومة والتفاعل معها، الجيل الذي نشأ قبل ثورة الإنترنت كان يعتمد على مصدر واحد أو اثنين للمعلومة، غالبًا ما يكونا موثوقين، ويتعامل مع الخبر بتحليل وقراءة معمقة.
أما جيل السوشيال ميديا فيعيش وسط طوفان لا ينتهي من الأخبار والمقاطع والصور، دون وجود ترتيب للأولويات أو معيار ثابت للموثوقية، ومع أن هذا الجيل يملك أدوات اطلاع واسعة، إلا أن غياب مهارات الفرز والتحليل يجعله أحيانًا عرضة للتضليل ومع ذلك، يظل أكثر مرونة وانفتاحًا، ما يمنحه فرصة كبيرة لتطوير وعي نقدي إذا وُجّه بالشكل الصحيح.
في العالم العربي.. من المتابعة إلى الفعل
في السياق العربي حيث تختلط الحقائق بالدعاية، وتتشابك القضايا العادلة مع أجندات إعلامية متضاربة، يبدو أن التحدي الأكبر أمام الشباب لا يكمن في الوصول إلى المعلومات، بل في القدرة على فرزها وفهمها بوعي مستقل.
الترندات قد ترفع قضايا مهمّشة إلى الواجهة، لكنها قد تنتهي أيضًا بمجرد انتهاء موجة التفاعل ولذلك، فإن جيل السوشيال ميديا في منطقتنا أمام خيار واضح، إما أن يظل متلقيًا سلبيًا خلف الشاشات، أو يتحوّل إلى جيل يفكّر، ويسائل، ويتحقق، ويصنع رأيًا مبنيًا على معرفة لا على عاطفة لحظية.
ففي زمن تُخاض فيه المعارك بالكلمة والصورة، تصبح المعرفة فعل مقاومة، والوعي الحقيقي أداة للتغيير، لا مجرد استجابة مؤقتة لوسمٍ عابر.
الاقتصاد الرقمي والترند كصناعة
ورغم البعد الإنساني الذي يُظهره التفاعل الرقمي، إلا أن هناك جانبًا آخر لا يقل خطورة، يتعلق بما يُعرف بـ”اقتصاد الترند”، حيث أصبحت بعض القضايا الكبرى مادة لجذب التفاعل والمشاهدات، وتحولت المآسي الإنسانية إلى “منتج رقمي” يُستخدم في تحقيق الأرباح من خلال الإعلانات والمحتوى المدعوم.
وبات بعض المؤثرين يستخدمون قضايا العدالة أو مشاهد الضحايا كوسيلة لبناء شهرة رقمية أو زيادة عدد المتابعين، مما يطرح سؤالًا أخلاقيًا حول حدود استغلال الألم الإنساني في الفضاء الرقمي، وهل التفاعل نابع من قناعة ووعي، أم مجرد وسيلة لتحقيق الانتشار.
الذكاء الاصطناعي وصناعة التضليل الرقمي
مع تصاعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الرقمي، لم تعد الصور أو المقاطع المصوّرة دليلًا قاطعًا على الحقيقة، فقد بات بالإمكان توليد فيديوهات وصور تُعرف بـ”الديب فيك”، “Deepfake” تُظهر أحداثًا لم تقع، وشخصيات تقول ما لم تقله.
في زمن الحرب تُمثل هذه التقنية تهديدًا بالغ الخطورة، إذ قد تُستخدم في نشر أخبار مزيفة، أو تحريض جماهيري، أو تزوير مشاهد لضحايا أو اعتداءات لا وجود لها، مما يُربك الرأي العام ويشعل التفاعل بناءً على وقائع مختلقة، وفي ظل غياب الوعي الرقمي النقدي، وصعوبة التحقق من المصادر، تصبح هذه الأدوات سلاحًا خطيرًا في معركة التضليل.
ويحذر مختصون من أن هذا التطور يتطلب جيلًا أكثر وعيًا بالتكنولوجيا، وقادرًا على التحقق من صحة الصور والفيديوهات قبل مشاركتها، حتى لا يتحول إلى أداة في يد من يصنعون الزيف البصري لتحقيق أهداف سياسية أو إعلامية.
حملات رقمية تركت أثرًا.. هل يصنع الترند التغيير
رغم الانتقادات الكثيرة التي تطال التفاعل الرقمي، إلا أن بعض الحملات أثبتت أن “الترند” قادر على إحداث أثر حقيقي حين يُدار بوعي وتنظيم، ومن أبرزها حملة “#BlackLivesMatter” التي انطلقت على تويتر احتجاجًا على مقتل جورج فلويد، وتحولت لاحقًا إلى حراك عالمي في أكثر من خمسين دولة.
وفي العالم العربي كانت حملة “#SaveSheikhJarrah”، مثالًا على قدرة المستخدمين على تصدير قضاياهم للعالم، إذ حظيت بتغطية إعلامية واسعة، ولفتت أنظار الرأي العام الدولي إلى التهجير القسري في القدس، بفضل الزخم الرقمي.
هذه النماذج تبرهن أن السوشيال ميديا يمكن أن تكون أداة مقاومة حقيقية، حين ترتبط بمحتوى موثوق، وصوت جماعي منظم، وسردية واضحة، وهو ما يُعيد تعريف “الترند” بوصفه مساحة محتملة للتأثير، لا مجرد موضة مؤقتة.
لمحة دولية.. التربية الإعلامية كحصانة مبكرة
في المقابل تنبّهت العديد من الدول إلى أهمية بناء وعي رقمي مبكر، حيث دمجت مفاهيم “التربية الإعلامية” و”محو الأمية الرقمية” ضمن مناهج التعليم الأساسية، ففي دول مثل ألمانيا وكندا، يتعلّم الأطفال منذ المراحل الأولى كيفية التحقق من الأخبار، وفهم الفرق بين الإعلام والدعاية، وتحديد مصادر المعلومة الموثوقة.
أما في كثير من الدول العربية، فلا تزال هذه المفاهيم غائبة عن أغلب المؤسسات التعليمية، ما يجعل الشباب أكثر عرضة للتفاعل العاطفي دون أدوات فرز وتحليل، ويؤكد الحاجة الماسة إلى تعليم نقدي يُحصّن الجيل ضد التضليل الرقمي.
موجهة للجمهور.. ماذا بعد التفاعل؟
يبقى السؤال المطروح أمام كل مستخدم لمواقع التواصل، ماذا بعد إعادة النشر، هل يكتفي بأن يكون متفاعلًا، أم يطمح ليكون واعيًا، ففي زمن تزدحم فيه الشاشات بالصور والوسوم، تصبح المسؤولية على المتابع نفسه، ليُميز بين العاطفة اللحظية وبين الموقف المبني على معرفة حقيقية، التفاعل الرقمي لا يُغني عن السؤال، ولا يُلغي الحاجة إلى الفهم، ولا يكفي لبناء وعي، وحده “الوعي النقدي” هو ما يصمد بعد انطفاء الترند، وهو ما يصنع الفرق بين جمهور يتأثر، وجيل يُؤثر.