تحقيق – سوزان الجمال
أنفردت جريدة الأنباء المصرية بالحديث مع المواطنين لمناقشة قضية من أسواء القواضي التي تسكن الكثير من البيوت تلك الأيام وهى العنف داخل البيت الواحد.
فهناك بعض الآباء يلجئون للعنف ضد أبنائهم إعتقاداً منهم أنها الطريقة الأفضل لتقويم الأبناء، وهم مخطئون كل الخطأ في هذا الإعتقاد، فالعنف يعتبر ظاهرةً مهدِّدة لأمن الأبناء وسلامتهم، إذ إنَّهُ سُلوك خفيٌّ غير معلنٍ أو مصرح به.
يشهدُ الأبناء ممارساتٍ مؤذية تنتهكُ حقوقهم النفسيَّة أو الجسديَّة وحتى الجنسيَّة، والعنف سلوكٌ قديمٌ وظاهرة تاريخيَّة يتسبّب بمشاكل عديدةٍ للأبناء الذين يتعرَّضون له أو يعانون من تبعاتة، ويستمرُّ تأثيره عادةً إلى مراحلَ مختلفة من حياة الطِّفل، فيؤثِّرُ في بنيتة وتكوينة ومسالكة وانطباعاته وتفاعلاتة.
في البداية تقول “أمل أحمد”: “أن أولادة كانوا يتعرضوا للعنف من ولدهم بشكل شديد جدًا، مما أدي إلى جعل أولادة يكونوا مرضى نفسيين، وأن أبنه الأول ترك الدراسة وهو في الجامعة ولما يكمل تعليمة وأنه لا تعرف عنه شئ إلى الأن، وأبنه الثاني كان متفوق دراسيًا جدًا ولكنه هو الأخر ترك تعليمة، وهو الأن يعمل ميكانيكي في إحدى الورش”.
وقال”أحمد .م”: ” من الأفضل أن أضغط على أولادها كي يلتزمون على الطريق الصحيح، وأن متابعة أسلوب الضرب مع الشباب لكي يطيعونة، ورغم ذلك أن أولادي يحبونني بشكل كبير ولا يوجد أي خلاف بيننا بسبب الضرب، لأن الضرب هو أسلوب التربية الصحيحة”.
أوضحت “علياء .ر”: أن السبب الرئيسي في طلاقي من زوجي هو ضربة أولادي، وتطور الأمر به إلى ضربي أيضًا ولا أستطيع تحميل أن أرى أولادي في هذا الحال مع أني تحملت العيش معه 10 سنوات على أمل أن يتغير لكن لا حياة لمن تنادي”.
وأشارت”رضا .م”: “من وجه نظري الشخصية يجب أن يكون هناك رقابة من الأباء والأمهات على الأبناء، لكي يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية عندما يكبرون وأنه تربت على ذلك”.
وأوضح”عيد .ع”: “أنه يحب أولاده ولا يستطيع أن يأذيهم، خصوصًا أنهم شباب ويخاف على مشاعرهم، موضحًا أنه هو وأولاده أصدقاء، وهو يرى أن الضرب هو تصرف غير صحيح لأنه بذلك يبعد أبنائه عنه، ويسبب الأذى النفسي لهم وينتج عنها الكثير من المخاطر”.
قالت “أية .ع”: “أفضل أن تكون أمى هي من تضربني، لأنها تندم على ما فعلته بعد ذلك وتتحدث معي وتصالحني، ولكن ضرب أبى قاس يؤلمني جسديًا ويصل أحيانًا إلى إهانتي أمام الشباب في الشارع، حيث يجبرني على النزول للشارع وتنظيفه وأن لم يعجبة ما قمت به يهينني ويضربني أمام الشباب في الشارع ووقتها أتمنى الموت بين يديه”.
أما عن “إيناس .ح” من شهد أشد عقاب يمكن أن يحدث لطفل يبلغ من العمر 11 سنة، إذ جردة والده من ملابسة بالكامل وقيد يدية على لوح خشب ثم دهن جسدة بالعسل والسكر وتركة فوق سطح المنزل عاريا طوال الليل متعرضا للحشرات، والسبب تدخينة سيجارة، ووصفت “إيناس” ما بداخلة قائلا: “لم أنس هذا المشهد نهائيًا طول حياتي ولن أسامحة عليه”.
وعن قصة “صفاء .ع” التى روت فيها: “تعرضت للضرب على وجهي والشد من شعري أمام أصدقائي وفي الشارع، عندما أكتشفت أمى أني تغيبت عن درسي يومًا واحدًا، وعند وصولى للمنزل استمرت في الضرب على كل جزء من جسمي وأخيرًا جرحت ذراعي بالسكين، وبعد كل الإهانات التى أتعرض لها يوميًا على كل فعل أقوم بها هل تظن والدتي أنى لم أخطأ مرة ثانية؟”
وبالحديث مع “إبراهيم .م” اكتشفنا أن الضرب لم يقتصر في بعض الأحيان على الأب والأم فقط، ولكن يمكن مشاركة العم والجيران في بعض الأحيان، حيث أمضى “إبراهيم” ليلة كاملة مع أصدقائه وعاد إلى المنزل الساعة 6 صباحًا، فقيده والده وعمه في أحد كراسي المنزل وتناولا الضرب عليه.
ولم تقتصر رحلة عنف الأطفال على ضرب الأهل لهم، إلا أن “صباح .م” تحكي قائلة: “المعلم في المدرسة يضرب بالعصا والسبب هو تناول المياه من زجاجتي في الفصل، ويكون الضرب قاس عند طلبي الذهاب إلى دورة المياه، فكرت كثيرًا في حبسة داخل الحمام حتى يشعر بالإهانة كما يفعل معي”.
وقال “سعيد .م” من كثرة الضرب التي يتعرض له ترك المدرسة بسبب صراخة في وجه معلمة بعد إهانتة، فوجد أن الدراسة لا حاجة بها طالما الحياة كلها تنتهي بالضرب والإهانة.
ومن بين صور العنف التي يواجهها الأطفال خاصة الفتيات هو “ختان الإناث”، وتظن الأم أنها تحافظ على ابنتها، إلا أن غالبيتهن يتوفين نتيجة هذه الجريمة ومن يكتب لها الحياة مرة أخرى تظل لحظة الجريمة في ذهنها لاتنساها مهما مر عليها الزمن وتتكون لديها كمية من الغضب والكره الدفين تجاه الأهل أكثر من الضرب والإهانة.
فتقول “إيمان .أ”: “تعرضت للختان منذ فترة وقد أجبرني والدي على ذلك، ومن هذه اللحظة أكره والدي بصورة كبيرة لأني رأيت الموت بعيني وأقتربت منه دون ذنب”.
أكد الدكتور “جمال فرويز” استشاري الطب النفسي وأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، من أسباب لجوء الأب إلى العنف ضد أولادة هو تعطي المخدرات، الاضطرابات الشديد في الشخصية، وجود مرض عضوي في المخ، موضحًا عندم يوجد مشاكل عائلية ويقف الأولاد مع والدتهم يفرغ الأب غضبة عليهم.
قال استشاري الطب النفسي، إلى إن العنف ضد الشباب حدث في المرحلة الأولى من حياتهم “الطفولة” من “13،14 عامًا” تكون النتائج كارثية اضطرابات شديدة في الشخصية، اضطرابات جنسية، اضطرابات سلوكية، أو تكون شخصية “تصادمية” بمعني أنهم يكونوا رافضين كل ما له قيمة.
أوضح “فرويز” أن الشخصية “التصادمية”، يكونوا رافضين كل ما له قيمة “الشذوذ الجنسي، الأخلاقيات، السلوكيات، الإلحاد الديني، يتعاطى المخدرات”، وكل ذلك بسبب عنف الأب إتجاه أولادة، مما يسبب أيضًا إلى “التبول اللأ إرادي، رعشة في الجسم، عدم القدرة على الكلام بشكل صحيح، اضطرابات في النوم، اضطرابات في الكل، ومنهم من يلجأ إلى السرقة والكذب وإلى التوحد.
وتابع استشاري الطب النفسي، موضحًا عندم يريد الأب إصلاح ما فعلة مع أطفالة في سن الشباب لا يستطيع لأنه تكون الشخصية تكونت لأن الشخصية تكتمل في سن 14 عام، وعندما يكون الأب يريد التقرب من أولادة يكونوا رافضين ذلك تمامًا، ويجب إلقاء الضوء على الأم الأن مع عنف الأب تكون الأم سلبية جدًا مع الزوج، وفي بعض الاحيان تكون خائفة من زوجها فبالتالي تكون صامتة على فعل الأب.
وقدمت مشروعًا لتعديل قانون الطفل رقم 12، والذي نص على تعديل المادة 96 بأنه في حالة حدوث إصابة الطفل، يستحيل برؤها يعاقب بالسجن من 3 سنين إلى 5 سنين، وفي حالة ترتب عليها وفاة الطفل نتيجة إهمال متعمد من جانب أحد الأبوين أو الوصي أو ولي الأمر، تكون العقوبة هي السجن لمدة لا تقل عن 10 سنوات.
ويذكر أن المادة 96 من القانون نصت على أنه “يعد الطفل معرضًا للخطر، إذا وجد في حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له، في حالة، إذا كانت ظروف تربيته في الأسرة، أو المدرسة، أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر أو كان معرضاً للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد”.
وفي حالة إذا حُرم الطفل من حقه بصفة جزئية في حضانة أو رؤية أحد والديه أو من له الحق في ذلك، إذا تخلى عنه الملتزم بالإنفاق عليه أو تعرض لفقد والديه، أو أحدهما، أو تخليهما، أو متولي أمره عن المسؤولية قبله.