تحقيق – وفاء العسكري
بعد ساعات طويلة من العمل وفي ختام ليلك تذهب للنوم، وعندما تسلم عينيك للأمر الواقع، تستيقظ مباشرة ليخبرك عقلك أنك لم تحلم هذه المرة أيضًا، وأن هذا الأمر غير طبيعي.
فقالت “شيرين صبحي”: “يبدأ يومي بالعديد من الأشياء ويتوزع وقتي على الدراسة والمناهج والأصدقاء والعائلة، إذ يبدأ اليوم بالذهب للجامعة ثم مقابلة أصدقائي ولكن يومها لم تكون المقابلة عادية، فأثناء الحديث بدأنا في التحدث عن الأحلام”.
وتابعت “شيرين”: “ورأيت أن جميع أصدقائي يتذكرون أحلامهم جيدًا، ولكن عند سؤالي قلت أني لا أحلام مطلقًا، بالفعل لا يمر على أية حلم، وقد تصل حالتي تلك لعديد من السنوات وأنا لا أحلم، وإذ صادف الأمر وحلمت لا اتذكر أني حلمت أيضًا”.
حكت “سارة أنور”: “بعد يومًا طويل من العمل، والتنقل داخل وخارج المنزل، عندما أعود للسرير وأضع رأسي على الوسادة، تبدأ دوامة التفكير التي لا تنتهي، وبعد ساعات ليست بقليلة، يبدأ عقلي في الهدوء، وأقوم بقفل عيني، وفجاءة وبدون مقدمات استيقظ”.
واستطردت “أنور”: “لأجد أن ما مر على نومي هو فقط 4 ساعات لا غير، وخلال تلك الساعات حلمت حلم طويلة، ولكني لا اتذكر أي شئ منه، سوء بعض اللقطات التي أشعر أن عقلي رسمها بداخله، ليصل الأمر في محاولتي لتذكر الحلم للعصبية المفرطة، ولكن بعد القليل من الوقت اتذكر نفس تلك اللقطات لا شئ يحدث جديد”.
قصت “نور رائد”: “الأمر يسبب لي القلق، ظهور فكرة عدم تذكري لأي شئ وأنا في العشرينات من عمري، شئ مقلق للغاية، فبعد يوم طويل من العمل والدراسة أعود للمنزل، وبعد تناول وجبة الغداء أذهب لأخذ قيلولة صغيرة لمدة ساعتين أو ثلاثة ساعات”.
وأضافت “رائد”: “وخلال تلك الفترة أحلم بحلم ولكني لا استطيع تذكره نهائي، ولكن عقلي يحادثني أني بالفعل حلمت ولكن لا أتذكر شئ، وبعد الاستيقاظ والقيام بالأعمال الخاصة بي، وأثناء الساعات المتأخرة في الليل، في حدود الثانية بعد منتصف الليل، أذهب للسرير مرة أخرى، وأقوم بضبط منبهي قبل النوم”.
وأكملت “نور”: “وكل شئ يصبح مثاليًا، وأبدا في النوم وبعد مرور الوقت وقبل رن المنبه الخاص بي، استيقظ لأجد نفسي في حالة من التوتر الشديد ولا اعرف السبب، ويشير عقلي أني بالفعل كنت أحلم، ولكني لا أتذكر أي شئ، حتى وصل الأمر لدرجة من العصبية المفرطة”.
تحدثت “الاء هشام”: “يومي خفيف للحد الملحوظ، ربما هنالك أيام مليئة بالدراسة، ولكني لست امرأة عاملة “لا تمتلك وظيفة”، ولكن بعد يوم طويلة مع الأصدقاء بداخل الجامعة، واللعب المستمر مع أخواتي الصغار، إلى جانب مساعدة أمي في أعمال المنزل”.
وواصلت “هشام”: “أشعر بالتعب وأذهب للفراش الخاص بي للاستراحة، وبعد النوم الكامل لي، لأني أنام الـ 8 ساعات الذي يحتاجهم جسدي، استيقظ لأكتشف أني حلمت الكثير من الأحلام في نفس الوقت، على الرغم أننا شخص لا يحلم مطلقًا، وبالفعل اتذكر بعضهم وهنالك أحد الأحلام اتذكره كاملًا”.
وفسر “الدكتور مجدي عزب دكتور المخ والأعصاب”، سبب تلك الحالات، قائلًا: “بعض المرضى الذي يأتون إلى عياداتي يعتقدون أن تلك الحالة هى حالة مرضية، ولكن الأمر معاكس تمامًا، فالأحلام تحدث بنسب متفاوتة بين الناس، وتعتمد في الأساس على مدى تعلقهم وإشعالهم الفكري في المسائل الحياتية واليومية”.
وتابع “مجدي عزب”: “فيتوقف الحلم على مدى حبك وتعلقك بالحدث اليوم الحاصل، والتي يتم تخزينها في العقل، وبالتحديد داخل المنطقة الخلفية من العقل المسئولة عن حدوث الأحلام، ولا يجب أن يفزع المريض لأنه لا يحلم، لأن هنالك الكثير من الأشخاص لا يحلمون، فهو ليس وحده من يمتلك تلك الحالة”.
وأضاف “الدكتور مجدي”: “ويجب الإشارة أن الكثير من الناس يحلمون ولكن لا يتذكرون أي شئ من حلمهم، وهنالك من يتذكر بعض الأحداث المشوشة بداخل الحلم، والبعض الآخر لا يتذكر أنه حلم من الأساس، ومتعدد الأحلام المفاجئ دائمًا ما يتذكر الحلم الأخير قبل الاستيقاظ”.
واستطرد “دكتور المخ والأعصاب”: “وعلى الأغلب وفي الكثير من الحالات لا تتذكر الحلم إلا بمعدل 10% من مجموع الأحلام التي حدثت، وحتى الجزء الذي يتذكره ربما يكون غير كاملًا، أو ليس صحيحًا وبدأ عقله في رسمه من جديد، وتضيع من الأشخاص الكثير من التفاصيل التي تجعل الحلم غير مفهوم”.
وأكمل “عزب”: “ويفسر عقل الشخص أن الحلم بالفعل ينقصه الكثير من التفاصيل، التي تجعل صورة الحلم مكتملة، وأما الشخص الذي يحلم يسهل عليه تذكر الحلم كامل إذ لم يحدث أي شئ في منتصف الحلم، مثل الاستيقاظ المفاجئ، أو تسارع ضربات القلب أثناء فترات نومه خلال الحلم”.
وعن تذكر الحلم فقال “الدكتور”: “إمكانية تذكر الحلم تتناسب بنسبة عكسية مع طول الوقت الذي مر بعد إنتهاء الحلم، فكلما زاد الوقت المار على الإنتهاء من الحلم قلت إمكانية تذكره، ويجب الإشارة إلى أن معظم الأحلام تحدث أثناء حركة العين السريعة أثناء النوم”.
وأوضح “الدكتور عزب”: “فهى المرحلة الأولى من عملية النوم، والتي تمثل 20% تقريبًا من ساعات نوم الفرد، فتذكرك للحلم يشير إلى أنك وصلت إلى دورة الريم في مرحلة ما أثناء الليل، فهى دورة هامة لأنها تقوم بتنشيط أجزاء من العقل، التي تشارك في تكوين الذاكرة والحفاظ على مهارات التعلم”.
وتابع “مجدي عزب”: “وفي تلك الحالة يمارس عقلك بعض الوصلات العصبية، والتي تعتبر ضرورية لصحتك العامة والعقلية، وقلة نوم حركة العين السريعة تعكس ضررًا واضح وصريح على الفرد، ويظهر هذا الضرر في نشاطه اليوم والروتين الذي يقوم به مثل العمل والدراسة”.
وعن العوامل التي تقلل من تذكر الحلم، قال “الدكتور مجدي”: “هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على إمكانية تذكر الحلم، فمنها مستويات القلق قبل النوم، فالأشخاص التي تستيقظ بسرعة عند الشعور بالقلق في منتصف الأحلام المختلفة، يتذكرون الحلم بنسبة جيدة بسبب غضبهم من عدم تَذكره”.
وأضا “دكتور الأعصاب”: “وهنالك بعض الأدوية التي يتناولها مرضى الأكتئاب، تقلل من الوقت الذي يقضيه الشخص داخل الحلم، وربما تؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم، وهذا ما أشرت إليه مسبقًا أنه كلما قل وقت الحلم كلما أصبح الشخص يتذكره بشكل أسرع وبصورة شبه كاملة”.
وتابع “الدكتور” حديثه: “ومن أهم الأسباب التي تجعلك لا تتذكر حلمك، هو نظامك الغذائي لأن الطعام لا يؤثر فقط على بنية جسدك ولكن يؤثر على نشاط عقلك أيضًا، وعامل آخر وهو عامل الصدمة فإذا حدث موقف صادم لك في يومك أدي إلى إجهاد عقلي ستؤدي إلى الأرق وبالتالي قلة إمكانية تذكر الحلم”.
وعن كيفية تذكر الحلم، علق “الدكتور”: “الأمر في غاية السهولة، مراقبة نظامك الغذائي بشكل جيد، وأفضل وقت لتذكر الحلم هو أول 80 ثانية تقريبًا بعد إنتهاء الحلم بداخل فترة الاستيقاظ، وذلك قبل أن تخفيه الذاكرة بداخل منطقة اللاوعي، وأثناء محاولة التذاكر حاول الحفاظ على وضعية جسدك في نفس الوضع الذي استيقظت فيه”.
واختتم “مجدي عزب” حديثه: “وبعد دقيقتين من محاولة تذكر الحلم وتجميع المشاعر والأفكار والمشاهد من نومك الأخير، حاول كتابتها على نوت هاتفك أو ورقة وقلم بجانبك قبل أن يمر الوقت وتختفي، وبعد الإفطار أعد قراءة الكلمات التي كتبتها فهى ستساعد الذاكرة في استعادة ما خزنته، والغفوة التي تتكون من 10 دقائق ستساعد أيضًا في تذكر الحلم”.