تحقيق – وفاء العسكري
انتشر في الفترة الأخيرة أن أحدهم استيقظ من الموت بعد دفنه في المقابر، ويستيقظ المتوفي بعد التأكد من وفاته من قِبل الأطباء، فيقوم الطبيب بعمل كل ما هو لازم ولكن لا ينبض قلب المريض، وبعد مراسم الدفن يستيقظ المريض مرة أخرى.
وانفردت جريدة الأنباء المصرية بالحديث مع أحد الحالات، حيث سردت “سعاد شريف” أحد سكان منطقة قويسنا في محافظة المنوفية، عن وفاة جدها واستيقاظه مرة أخرى بعد الموت، قائلًة: “في حد الأيام مرض جدي أشرف، وبعد نقله للمستشفى قال الطبيب أن قلبه توقف، وحاول أن يقوم بإنعاشه مرة أخرى”
وتابعت “سعاد”: “ولكن لم ينجح الأمر، وبالفعل قلب جدي توقف، وقام أبي بأنهاء إجراءات الدفن، وبعد ذلك وأثناء اغتساله خرج لنا أحد الراجل من الغرفة وقال إن جدي حي، وكنا جميعًا في حالة صدمة من الموقف، وتحول الحزن إلى حالة فرح بعودة جدي”.
وأضافت سلوى شقيقة سعاد أثناء الحديث: “خبر عودة جدي كان خبر صادم مفرح، شعرت وكأن الحزن والفرح يتصارعان على من يفوز في الموقف، عقلي أصبح مشتت بين الخرافات التي سمعت عنها وبين ما سمعته في ذلك الوقت، وسألت نفسي هل يعود الميت إلى الحياة؟”.
وحكت “عفاف فوزي” أحد سكان بلدة ميت ربيعة بمحافظة الشرقية: “في يوم من الأيام وأنا في السادسة عشر من عمري، توفى أبو صديقتي، وبالطبع ذهبت معاها للمستشفى لتلقي الخبر، حيث قال لها الطبيب أن القلب توقف عن العمل، وأن الإنتعاشات فشلت في عمل شئ”.
وأكملت “عفاف”: “وقفت بجانب صديقتي لأواسيها على ما حدث، وبعد الكثير من البكاء، ذهبنا لنقل الجثة للمقابر، ولكن بعد الدفن وقراءة الفاتحة سمعت صوت بداخل المقابر، واعتقدت أن ذلك خوفًا بداخلي، ولكن بعد ليلة واحدة، اتصلت صديقتي بي لكي تخبرني أن والدها مازال حي”.
وتابعت “فوزي”: “وسألتها كيف حدث ذلك، فقالت لي أن حارس المقابر الخاصة بالعائلة، تحدث مع أمي صباح اليوم وقال لها أن هنالك صوت استغاثة بداخل مقبرة المتوفي، فقلقت أمي وتحركت إلى هناك، لتكتشف أن الحارس فتح القبر وخرج أبي منها حيًا، كأن شئ لم يحدث له”.
وأوضح “وليد صبحي” أحد طلاب كلية الطب تفسير لهذه الحالة قائلًا: “أنا درست الحالة دي في الكلية هى تدعى متلازمة لازاروس، وتعني عودة نشاط القلب بشكل تلقائي بدون تدخل طبي، وذلك بعد توقفه أثناء الإنعاش القلبي الرئوي، وتحدث هذا الحالة بسبب تأخر عودة الدورة الدموية التلقائية”.
وأكمل “وليد”: “وتلك الحالة ينتج عنها استئتاف القلب لنشاطه المرتبط بالتنفس، بعد فشل عملية الإنعاش القلبي الرئوي، حيث تم تسجيل الحالات التي تتعرض للمتلازمة منذ عام 1982، فهنالك 82% من الحالات تعود لها الدورة الدموية بعد توقف الإنعاش بحوالي 10 دقائق تقريبًا”.
وأضاف “صبحي”: “وربما أقل أو أكثر من 10 دقائق، وهنالك 45% من الحالات يخرجون بحالة عصبية حادة نتيجة الصدمة، وتعود تسمية هذا الحالة بمتلازمة لازاروس، نسبة إلى لازاروس الذي عاد إلى حياة بعد دفنه بـ 4 أيام من وفاته”.
إذ أشار “الدكتور محمود جمعه” دكتور القلب والأوعية الدموية إلى أسباب حدوث تلك الظاهرة، قائلًا: “هنالك العديد من الأسباب لتلك الظاهرة أو المتلازمة، فمنها: أثناء الإنعاش الصدري ربما يكون اخطأ المنعش بالضغط القوي على الصدر، ونتيجة لتراكم الضغط في الصدر تحدث تلك الحالة”.
وأضاف “محمود”: “وبعد تحرر الضغط من الصدر يعود القلب للعمل مرة أخرى، وتأخر الأدرينالين أيضًا أحد الأسباب، لأن العائد الوريدي المحمل بالأدرينالين يكون ضعيفًا، وبالتالي لا يستطيع نقل أي شئ أو ينقل ببطئ، وهنالك أيضًا ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم بشكل هائل”.
وتابع “جمعة”: “حيث يرتبط البوتاسيوم ارتباطًا وثيقًا بتأخر عودة الدورة الدموية التلقائية، ولا يمكن الكشف بدقة عن سبب محدد لحدوث تلك الظاهرة أو المتلازمة، ربما يكون سببًا واحدًا من الأسباب التي ذكرتها، وربما تجتمع جميعها في نفس اللحظة مع نفس المريض، فتصبح الحالة صعبًا الاكتشاف المبكر”.
وعن التشخيص الخطأ وإعلان الوفاة، أوضح “الدكتور”: “هنالك العديد من الأنواع للموت، فالموت السريري وهو الأشهر والمعروف أنه هو توقف النبض، والتنفس وليس بالضرورة أن يكون التوقف مستمر، حيث يمكن حدوث تدخل طبي، واستعادة وظائف القلب والرئتين”.
واستطرد “دكتور القلب”: “وهنالك نوع أخر من الموت وهو الموت البيولوچي وهو عبارة عن غياب نشاط العقل، وهى حالة تحدث بعد الموت السريري وذلك بسبب قلة كمية الدم المتدفقة للعقل أو الدماغ، وهنا يأتي الموت الدماغي فهو عبارة عن التوقف التام والدائم للعقل”.
وأكمل “محمود جمعة”: “وذلك بغض النظر عن حياة أو موت باقي أعضاء الجسد الأخرى مثل القلب والرئتين، وهنالك بعض العلامات التي تجعل الشخص يبدو ميت، مثل: نسبة كبيرة ملحوظ في انخفاض درجة الحرارة حيث يتعرض الجسد لانخفاض مفاجئ وقد يكون مميتًا في بعض الحالات”.
وأشار “الدكتور”: “وهذا الانخفاض المفاجئ قد يحدث بسبب تعرض المريض للبرد على فترات طويلة وقريبة، فهذا الانخفاض يؤدي إلى قلة ضربات القلب وبطء التنفس بدرجة شديدة الخطورة، إلى جانب التخشب أو الجمدة فهى حالة مرضية يتوقف فيها المريض عن الإحساس أو عدم الشعور بأي شئ”.
وشرح “دكتور القلب”: “وفي تلك الحالة يكون المريض غير قادر على التحرك، وتصبح حركته بطيئة للغاية مع بطء ملحوظ في عملية التتفس، وتستمر من دقائق حتى أنها تصل إلى أسابيع، والغريب أن تلك الحالة تظهر على هيئة عرض من أعراض الاضطرابات العصبية، مثل: الصرع، ومرض باركنسون وغيرها”.
وعن أخر أسباب متلازمة لازاروس، قال “الدكتور محمود جمعة”: “وأخيرًا متلازمة أخرى تدعى متلازمة المنحبس وفيها يكون المريض واعيًا لما يحدث ويشعر بكل شئ، ولكنه في حالة شلل تام في جميع عضلات الجسد، ماعدًا حركة العين، وهنالك العديد من الأشياء التي أقوم بها لتجنب الوقوع في هذه الأخطاء”.
حيث شرح “الدكتور”: “أقوم بالعديد من الإجراءات، منها: مراقبة المريض لمدة 10 دقائق بعد ظهور الوفاة وقبل الإعلان عن وفاته، فهو الوقت المرجح أن تعود فيه الدورة الدموية للعمل مرة أخرى، إلى جانب استمرار محاولة الإنعاش لمدة 20 دقيقة تقريبًا، وهى أقل مدة للإنعاش الصحيح، فهو الوقت المطلوب لإعادة تنشيط القلب”.
وأضاف “محمود”: “وأثناء مراقبة المريض خلال الـ 10 دقائق أقوم بمراقبة تخطيط القلب الذي يظهر على الجهاز، الموجود بجوار المريض في المستشفى، حتى يتبين لي إذا ظهر اي تغيير مفاجئ، فربما يعود القلب للعمل مرة أخرى ولا يشترط أن يكون نفس وقت الإنعاش القلبي الرئوي”.
واختتم “دكتور القلب” حديثه: “وإلى جانب كل هذا أقوم بتجنب الضغط المرتفع على الصدر، وتحديدًا أثناء التهوية، فاستخدم التهوية اليدوية الخفيفة حيث لا تزيد عن 12 نفسًا في الدقيقة الواحدة، وأما أصحاب الأمراض المزمنه يُفضل فصل دائرة التنفس بشكل دوري، وذلك للتأكد من تفريغ الهواء بشكل تام وصحيح”.