Review Overview
“رايحين رايحين شايلين في إيدنا سلاح.. راجعين راجعين رافعين رايات النصر”، كلمات أغنية تسكن قلوبنا نستيقظ عليها وهى آتيه من التلفاز أو شرفة المنزل، ثم تجد أيضًا الجميع يبدو عليهم الشعور بالراحة والإطمئنان، نابعين من أعماق قلبهم، فاليوم هو عيد لكل مصري.
ونتذكر كيف إنتصرنا على أعدائنا، ونتذكر أبطالنا الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءً لوطننا، ونتذكر أنه ورغم المآسي مصر دائمًا ما تظل بلادنا القوية، التي لديها القدرة دومًا على حماية وضم أبنائها إليها، الذين لم يترددوا قط في حماية بلادهم الحبيبة.
إبنة أحد أبطال حرب أكتوبر “الجندي صلاح الحمراوي”
تقول “وفاء” ابنة البطل “صلاح الحمراوي” كان أبي بطلًا يحارب في حرب أكتوبر وأُصيب بطلقة نارية في كتفه، وعندما تم علاجة عاد مرة أخرى إلى الحرب، وأيضًا قامت إسرائيل بأسره وحاول بعدها الهرب، ونجح بالفعل في الهرب والعودة إلى الديار بعد معاناه، ذلك وبعد أن ظن أهله أنه قد أستشهد في الحرب، فعندما عاد تلقى منهم الكثير من المشاعر منها الدهشة والفرحة والصدمة وعدم التصديق.

قصة أحد أبطال حرب أكتوبر
فرحة بعض المواطنين في عيد سيناء
تقول “نسمة هاني” 25 أبريل يوم من أعز الأيام على قلوبنا، يوم ما رجعت سيناء لحضن الوطن، بعد سنين من الصبر والكفاح والتضحيات، يوم بنفتكر فيه أبطالنا، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أراضينا، ولنعيش في حرية وكرامة، وأضافت قائله: “كل سنة وسيناء حرة، ومصر منصورة، وشعبها رافع راسه دايمًا، ده يوم فرحة، يوم فخر، يوم بنقول فيه من قلبنا، تحيا مصر”.
وأضافت “مريم ناصر” أرى أن هذا اليوم ما مدى عظمته لأنه دائمًا يذكرني بقوة بلادنا، ويشعرني بأمل في أن مصر قادرة دائمًا على أن تسترد حقوقها وإنتصارها دائمًا، وإنها أكثر الأشياء التي تشعرنا بالٱمان والفخر والإعتزاز إتجاه بلدنا، والفرحة في هذا اليوم ليست فقط لإسترداد سيناء، بل هى فرحة شاملة إعتزازنا وحبنا لمصر، وعلى أن مصر قادرة على إسترداد حقها.
محاولات إسرائيل لإحتلال سيناء
في البداية حاولت إسرائيل إحتلال سيناء لأول مرة عام 1948م وعقب حرب 48، وإستطاعت حين ذلك الإستيلاء على جزء من شمال سيناء، وبسبب ضغط بريطانيا وأمريكا على إسرائيل قامت بالإنسحاب، وعادت الأراضي المصرية للمصريين.
وفي عام 1956م وعقب قيام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس وقرارة بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر مياه مصر الإقليمية وأيضًا بعد حصاره على ميناء إيلات، حاولت إسرائيل مرة أخرى إحتلال سيناء بإنضمامها إلى فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي، وقامت إسرائيل بإحتلال أجزاءً من سيناء.
وخسرت مصر في هذه الحرب، لضعف قوة مصر العسكرية حينها، وراح فداءً للوطن الحبيب ما يقرب من ثلاثة آلاف مصابًا وشهيدًا، منهم العسكريين والمدنيين، فالعدو الصهيوني لم يكترث يومًا لمن يزهق دمائهم، أكانوا جنودًا أم مدنيين، رجالًا عزل أم نساءً أو حتى إن كانوا أطفالًا.
ومن خلال الضغط الدولي الذي تم تنفيذه من قبل الإتحاد السوڤيتيى والولايات المتحدة على البلاد المشاركة في العدوان الثلاثي، تم إسترداد سيناء لمصر، وقامت إسرائيل بالإنسحاب من سيناء، ولكن كما نعرف جميعًا أنهم لم يكونوا لينسحبوا في سلام، فقاموا بتدمير السكك الحديد والطرق وخطوط الهواتف وهدموا المنازل.
ولثالث مرة تحاول إسرائيل إحتلال سيناء عام 1967م، وذلك عندما أغلق الرئيس جمال عبد الناصر خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، وعقب ذلك قام بسحب قوات حفظ السلام من الحدود، لتحل مكانها القوات المصرية.
فما كان من إسرائيل إلا أن تعتبر هذا دق طبول الحرب، فتنتهز الفرصة المنتظرة، وقامت بالهجوم على القوات المصرية، على الصعيد الآخر لم تكن القوات المصرية مستعدة لهذه الحرب، وذلك نتيجة مشاركة أكثر من 30بالمئة منه في حرب اليمن، بجانب أسباب أخرى.
وتم إنسحاب القوات المصرية، بعد خسارة هائلة من قوات الجيش أثناء الإنسحاب، وقامت إسرائيل بالسيطرة على سيناء في 3أيام، وقامت بإحتلالها 15عامًا، فاأغرهم هذا المكسب واخذوا يبنوا المستوطنات، وينقلوا معسكراتهم إلى سيناء واستمروا بنهب خيراتها.
حرب الإستنزاف “حرب الألف يوم.. بمسمى إسرائيل”
دامت حرب الإستنزاف لـ 3 سنوات، وبدأت فورًا عقب خسارة الجيش المصري، وسميت حرب الإستنزاف لأنها لم تكن تهدف للمكسب الفوري ولكن هدفها كان إستنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي وعرقلته فلا يصل لغرب قناة السويس.
ومن هنا وضع الجيش المصري خطة لتنظيم وبناء الدفاع الخاص به، وجدير بالذكر أنه آن ذاك لم يكن لديه إلا إمكانيات ضئيلة، وذلك يرجع إلى النكسة عند قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير أسلحة الجيش المصري.
فإستدعت مصر قواتها المصرية من اليمن لتنضم إلى الجيش في أراضيها، وعقب ذلك وبعد شهرين من الإحتلال الإسرائيلي لسيناء، استهلت مصر بتنفيذ خطتها، فكانت لحرب الإستنزاف 3 مراحل.
مراحل حرب الإستنزاف الثلاث
“مرحلة الصمود” دامت هذه المرحلة لمدة سنة واحدة، والمراد منها كان إعادة بناء الدفاع المصري على الضفة الغريبة لقناة السويس، ومن أبرز معاركها “معركة رأس العش”، بمنطقة رأس العش، وهى بمثابة شرارة الحرب،
وأكملت القوات المصرية في فترة صغيرة بناء الخطوط الدفاعية الخاصة بها، وذلك بالإضافة إلى تكوينها دوريات مقاتلة من المشاة، وقوات خاصة إستطاعت التسلل للشرق وقامت شن هجوم على المواقع الدفاعية للعدو، بجانب القناصين المصريين، البارعين في إستهدافهم للجنود الإسرائيليين وقيادتهم أيضًا، وبجانب بعض المساعدات من الدول العربية.
وتفاخمت خسائر إسرائيل وخصوصًا عقب العمليات الكبيرة التي نفذها الجيش المصري مثل تدمير المدمرة إيلات، لكن لم تستسلم إسرائيل في إظهار أبشع ما لديها، فأخذت تقصف المنشآت السكنية وإستهدفت المدنيين بواسطة غارتها الجوية، ونجحت إسرائيل في تدمير محافظة السويس.
بينما حقق أيضًا الجيش المصري نجاح مبهر، في مواجهته للعدو، ونجح بفضل المقاومة في سيناء إستطاعت القوات المصرية تنفيذ عمليات ذات أهمية شديدة، فكان لأهل سيناء من البدو دور كبير الأهمية في هذه الحرب ولا غنى عنه، وبدأ بالفعل إستنزاف قوة الجيش الإسرائيلي.
“مرحلة المواجهة” والمراد من هذه المرحلة هو جعل خطوطهم الأمامية مرتبكة في الضفة الشرقية، ففي هذه المرحلة قام الجيش المصري بالمواجهة المباشرة، للجيش الإسرائيلي، وقام الجيش المصري بتدمير عدد مهول من دبابات العدو، ومواقع الصواريخ الإسرائيلية، ذلك وإلى جانب بقصف الأهداف الإسرائيلية بشرق قناة السويس.
وعقب ذلك قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية تستهدف المدنيين كعادتهم، فقامت بالقصف في منتصف مصر بهدف ترهيب الشعب وإخافته وإحداث الذعر الذي يؤدي لفوضى، وقامت إسرائيل بإستهداف محطة محول كهرباء السد العالي، ولكن لم تنجح اهدافهم العسكرية أو السياسية، وذلك بفضل إنشاء وحدات الدفاع الشعبي، التي هدفها حماية مصر.

رفع العلم المصري على أرض سيناء
“مرحلة التحدي” والمراد من هذه المرحلة هو إصابة القوات الإسرائيلية بخسائر كبيرة، في المعدات والجنود، فنفذ الجيش المصري عمليات إغارة وشنت هجوم مضاعف على العدو، كما تم نصب كماين ألغام من قبل الجيش المصري، في وضح النهار، وذلك بعد أن حققت خسائر بشرية كبيرة للجيش الإسرائيلي عندما كانت تنصب في الليل فقط، ومنع قادتهم لهم من التحركات الليلية.
وفي هذه الأثناء تمت السيطرة الكاملة للجيش المصري على خط الجبهه، وقامت القوات المصرية بتدمير خط بارليف، بالإضافة إلى شن هجوم بالقذائف على حصون العدو، وأدى ذلك إلى خسائر كبيرة للعدو الإسرائيلي، سواء كانت في الدبابات أو الجنود.
فاما كان بالقوات الإسرائيلية إلا أن تقصف مدن القناة، وهذه المرة كانت قد زادت من همجيتها، فنتيجة لهذه المأساة أستشهد من الجيش المصري عدد كبير، وظل الجيش المصري يهاجم الجيش الإسرائيلي، ويهاجم مواقعهم.
ولم ينجح الجيش الإسرائيلي في صد غارة من غارات القوات المصرية، ولم يستطيعوا شن هجمات جديدة، بينما ظلت غارات القوات المصرية على الإسرائيلية مستمرة، بالعريش والطور.
ومن ضمن غارات الجيش الإسرائيلي على المدنيين كانت “مدبحة مصنع أبو زعبل”، التي بسببها تم إستشهاد أعداد مهولة من العمال، ويليها “مجزرة مدرسة بحر البقر”، ومنها تم إستشهاد أعداد كبيرة من الأطفال!.
ولكن كالعادة يأتيهم الرد المصري كالصاعقة عليهم، فكان الرد بـ”كمين السبت الحزين”، فكان بالتنسيق بين مجموعة من الصاعقة والمشاة، وقاموا بإصتياد جنود إسرائيليين، أثناء حراستهم من قبل قوات مقاتلة بدبابات ومدرعات، وذلك أثناء خروجهم لجنوب بور فؤاد.
فقام الجيش المصري بتدمير دباباتهم ومدرعاتهم وقتل منهم ما يفوق الثلاثون جندي، وتم أسر جنديان، كما قامت القوات المصرية بتكوين دفاع جوي، لتصيب الطيران الإسرائيلي بنكسة في أسبوع واحد فقط، ومن هنا كان الكشف عن إنتصار الجيش المصري بهذه الحرب.
وبعد ذلك قامت أمريكا بعمل مبادرة لوقف إطلاق النار 90يومًا، وتقوم مصر بمفاوضات مع إسرائيل، وينتج عنه إنسحاب إسرائيل من الأراضي المصرية، وذلك بناءً على قرار مجلس الأمن، وفي 1970/8/8 كشف عن وقف إطلاق النار.
وعند تولى الرئيس أنور السادات حكم مصر عقب وفاة “عبد الناصر”، رفض الجانب المصري مد فترة وقف إطلاق النار ردًا على رفض إسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الأمن، ومن ثم تم الكشف من الجانب المصري عن أنه سيتم دخول الحرب.
الـ لا سلم والـ لا حرب
ظلت القوات المصرية والقوات الإسرائيلية في حالة تسمى الـ لا سلم والـ لا حرب، وذلك حتى عام 1973م، قامت القوات المصرية بوضع خطة هجوم، والتي خططها الفريق سعد الدين الشاذلي وقيادات الجيش المصري، وتدعى “الخطة بدر”، ومن هنا قامت حرب أكتوبر عام 1973م.
المرحلة الأولى لتحرير سيناء
ومن بداية الحرب أظهر الجيش المصري نجاح ساحق، فاقاموا بعبور القناة، وقاموا بهدم خط بارليف، وتم دخول القوات المصرية جوًا بسيناء بمسافة 20كم، وكان تفوق الجيش المصري ونجاح خطته مبهرًا.
وذلك إلى أن قدم المشير أحمد طلب لتعزيز الهجوم، وتقدم الجيش المصري بإتجاه الشرق، وذلك تنفيذًا لقرار الرئيس أنور السادات، بتخفيف الضغط على الجولان، ونتيجةً لذلك حُصرت مدينة السويس والجيش الثالث الميداني، وبرغم ذلك لم يتمكن العدو الإسرائيلي من الحصول على مكاسب إستيراتيجية.
فعقب ذلك إتجهت مصر إلى إسترجاع سيناء سياسيًا، فقام “السادات” بالموافقة على عرض وقف إطلاق النار، ولكن لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار بعد إصدار قرار مجلس الأمن به.
وقامت القوات الإسرائيلية بإرسال فرقة لإحتلال مدينة السويس، بجانب تهديدها لقصفها جويًا، من ثم فشلت أن تهيمن عليها وذلك بفضل المقاومة الشعبية.
المرحلة الثانية من تحرير سيناء
قامت أمريكا بطلب تفاوض مصر وإسرائيل، لإرسال الإمدادات الإنسانية إلى الجيش الثالث الميداني المُحاصر، ولمحاولة إبتكار طريقة لإناجاد الجيش الإسرائيلي من حصاره، الذي يومًا عن يوم تفقد فيه جنديًا من جنودها.
وقامت مصر بتحديد موقع الإجتماع، الذي عقد بخيمة على طريق السويس الصحراوي، ووقع الجانب المصري على إتفاقية “الكيلو 101″، التي بموجبها قامت الولايات المتحدة بالتعهد بإرسال إمدادات لمدينة السويس، وتبادل الأسرى ونقل المصابين، ومد فترة وقف إطلاق النار.
وفي ظل المفاوضة إنسحبت القوات الإسرائيلية من غرب القناة لشرق القناة، وذلك عقب توقع الإتفاقية الأولى، بهدف فض الإشتباكات القائمة بين مصر وإسرائيل، وبالفعل إنسحبت القوات الإسرائيلية لمسافة 30كم.
وقاموا بتوقيع إتفاقية فض الإشتباك الثانية عام 1975م، وتم إنسحاب الجيش الإسرائيلي بمسافة 4000كم، ومن ثم أُفتُتحت قناة السويس، وعقب 4سنوات يتم فيها المفاوضات، قال “السادات” أثناء جلسة إفتتاح البرلمان: “ستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم”.
وآن ذاك تم تحديد موعد لزيارة “السادات” للكنيست، ومن ثم وفي أمريكا، عُقد مؤتمر كامب ديڤيد، وخلال المؤتمر وقع الرئيس أنور السادات على إتفاقية كامب ديڤيد عام 1978م.
ووقع الرئيس أنور السادات على معاهدة السلام مع رئيس وزراء إسرائيل، والتي بموجبها إنهاء الحرب، وأن تسحب إسرائيل كل القوات العسكرية الخاصة بها وبالإضافة إلى المدنيين الإسرائيليين من سيناء.
وتم إنسحابهم من سيناء على مراحل، والمرحلة الأخيرة توافق يوم 25 إبريل عام 1982م، ففهي هذا اليوم قامت إسرائيل بسحب أخر جندي لها من سيناء، وتم إزالة العلم الإسرائيلي من الأراضي المصرية وبعد ذلك قام المصريين برفع العلم المصري، في أجواء مليئة بالفرح وحب الوطن مع غناء النشيد الوطني المصري.