تقرير – بسملة الجمل
مرت سنة كاملة على رحيل أحمد رفعت، لاعب الكرة المصري الذي خطفه الموت في لحظة صادمة، لكنه ترك أثرًا لا يزال حيًا، في ذاكرة كل من تابع مسيرته القصيرة والمضيئة.
فقد الوسط الرياضي في مثل هذا اليوم، السادس من يوليو 2024، أحد أنقى نجومه، بعدما صارع لأكثر من ثلاثة أشهر أزمة قلبية داهمته داخل الملعب، كانت لحظة سقوطه المفاجئة بداية فراقٍ أبكى قلوب الجميع، وترك فراغًا لا يُملأ في الملاعب والقلوب.
وتميز أحمد رفعت بكونه أكثر من مجرد لاعب موهوب، فكان مثالًا نادرًا في الالتزام والانضباط داخل وخارج الملعب، حيث امتلك لمسة كروية مميزة وروحًا رياضية، جعلته محبوبًا في كل نادي دافع عن ألوانه، وترك بصمة لا تنسى أينما لعب.
وبدأ اللاعب مسيرته في ناشئي الزمالك، ومر بمحطات مؤثرة مع إنبي، المصري، وصولًا إلى “فيوتشر” مودرن سبورت حاليًا، ونجح في وقت قصير أن يترك بصمته في كل مكان، من خلال أدائه الفني العالي وشخصيته الهادئة والمحبوبة.
وعاش رفعت آخر فصول حياته في صراع صعب، بدأ حين سقط مغشيًا عليه خلال مباراة لفريقه في 11 مارس 2024، بسبب توقف مفاجئ في عضلة القلب، تدخل الطاقم الطبي سريعًا، وتم إسعافه، ثم نقل إلى المستشفى حيث استقرت حالته لبعض الوقت.
واستمرت المضاعفات، ورغم جهود الأطباء والدعم النفسي من محبيه، تدهورت حالته الصحية حتى لحظة الوفاة، التي أعلن عنها رسميًا صباح السبت 6 يوليو 2024، ليغلق كتاب عمره في سن الحادية والثلاثين.
وخلال عام كامل، لم تغب ذكرى أحمد رفعت عن الملاعب ولا عن صفحات الرياضة، ظل اسمه يتردد في كل مناسبة، وبقيت صورته حاضرة في كل حديث عن الوفاء، والموهبة، والرحيل المفاجئ الذي خطف أحد أنبل من مرّوا في الملاعب.
وتحولت الذكرى إلى رمز للقلوب الطيبة التي ترحل قبل أن تنال حقها من المجد، وللمواهب التي لا تكمل رحلتها لأسباب تفوق قدرة البشر، الحديث عن أحمد رفعت بعد سنة من رحيله، ليس مجرد استعادة لخبر الوفاة، بل هو استحضار لقيمة أخلاقية ورياضية تركت أثرًا حقيقيًا في المجتمع الرياضي.
وكشف غيابه حجم حضوره الحقيقي، ومدى التأثير الذي تركه في نفوس زملائه وجماهيره، حتى وإن لم يكن نجم الشباك الأول، ومرت الأيام سريعًا، لكن الذكرى ما زالت راسخة، لا تهزها الأيام ولا تمحوها الذاكرة.
ويتصدر اسم أحمد رفعت المشهد في كل مرة تذكر فيها كرة القدم النظيفة والروح الرياضية الصافية، وبين صوره المنتشرة، وأهدافه التي تعاد، وسيرته التي تروى، يبدو وكأنه لم يغب، وكأن قلبه لا يزال ينبض بالحياة التي أحبها ومارسها بكل حب.
ويبقى أحمد رفعت، في عامه الأول بعد الرحيل، حاضرًا في القلوب والعقول، يذكر الجميع بأن الوفاء لا يموت، وأن الطيبين يرحلون جسدًا فقط، بينما تظل أرواحهم حاضرة في تفاصيل كل يوم.