تقرير – حسين البس
يُعد مسجد سادات قريش، أول مسجد أقيم فى مصر وقارة إفريقيا، حيث أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله فى معركتهم الكبرى ضد الرومان عند فتح مصر، ورغم مكانته التاريخية البارزة لا يحظى مسجد سادات قريش بالاهتمام الذى يستحقه.
تأسس المسجد، عام 18 هجري، وتم تأسيسه في البداية بطريقة بسيطة وبدائية، حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض، وشيدت جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي.
يقع المسجد بشارع بورسعيد فى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وقد أُنشأ على مساحة 3 آلاف متر، وبشكل مستطيل، مقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، ويحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية.
كما يوجد داخله 18 عمود رخام فسفوري، و16 في الوسط واثنين في القبلة، وتم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002 هجريا.
يرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى دخول العرب مصر في عصر الفتح العربي الإسلامي، وبعد دخول عمرو بن العاص مدينة العريش، ووصوله إلى مدينة بلبيس، حيث دارت معركة طاحنة بينه وبين جيش الروم سميت “معركة بلبيس” سنة 18 هجريا، والتي انتهت بسقوط ألف وأسر 3 آلاف جندى من جيش الروم.
كما استشهد ما يقارب 250 مسلما منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش “قريش إحدى القبائل العربية التي كانت تقطن مكة وكانت قبيلة النبي صل الله عليه وسلم”، وبعد انتهاء المعركة، أقدم عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الروماني.
وذلك، ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس، وأطلق عليه مسجد السادات نسبة إلى أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم الذين جاءوا مع الفتح الإسلامي لمصر وتكريما وتخليدا لذكري الشهداء.
جدير بالذكر أن، يوجد في بلبيس سلسلة من المساجد التاريخية والأثرية منها “أمير الجيوش” (تأسس 19 هجرية)، و”عثمان بن الحارث الأنصاري”، و”المقرقع”، و”المعز للدين” سابقا “الشيخ المنسي” حاليا، و”الشيخ أبوعلوان الكبير”، و”الشيخ أبوعيسى”، ومسجد “الظاهر بيبرس” بقرية ميت حمل.
حيث ظلت، طوال العهد الإسلامي كسابقه من العهود مسار الجيوش من مصر وإليها، ومنزل كل زائريها من كل بقاع العالم الإسلامي في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام وبلاد المشرق، وفي العصر الحديث كانت بلبيس عاصمة ولاية الشرقية، قبل أن ينقل محمد علي باشا عاصمة الشرقية إلى الزقازيق عام 1833.